صدّيق بن علي المزجاجي الزبيدي الحنفي
ولد تَقْرِيبًا سنة 1150 خمسين وماية وَألف وَقَرَأَ في زبيد على الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَلَاء الدَّين صَحِيح البُخَارِيّ وَسنَن أَبى دَاوُد وَغَيرهمَا من الأمهات وَقَرَأَ على السَّيِّد سُلَيْمَان بن يحيى الْمُتَقَدّم الأمهات كلهَا سَمَاعا مكررا وَله قِرَاءَة في الآلات وَهُوَ مُحَقّق في فقه الْحَنَفِيَّة وَقد أجَاز لَهُ شيخاه الْمَذْكُورَان إجازة عَامَّة بجمبع مَا يجوز لَهما رِوَايَته وانتقل إلى المخا للتدريس هُنَالك وبقي أَيَّامًا ثمَّ وصل إلى صنعاء في شهر الْقعدَة سنة 1203 وَوصل إليّ وَلم أكن قد عَرفته قبل ذَلِك وَلَا عرفنى وَجَرت بينى وَبَينه مذاكرات في عدَّة فنون ثمَّ خطر ببالي أن أطلب مِنْهُ الإجازة فَعِنْدَ ذَلِك الخاطر طلب منى هُوَ الاجازة فَكَانَ ذَلِك من المكاشفة فأجزت لَهُ وَأَجَازَ لي وَكَانَ سنه إِذْ ذَاك فَوق خمسين سنة وعمري دون الثَّلَاثِينَ ثمَّ مَا زَالَ يتَرَدَّد إليّ وفي بعض المواقف بِمحضر جمَاعَة وَقعت بيني وَبَينه مُرَاجعَة في مسَائِل وَأَكْثَرت الِاعْتِرَاض على مسَائِل من فقه الْحَنَفِيَّة وأوردت الدَّلِيل وَمَا زَالَ يتطلب المحامل لما تَقوله الْحَنَفِيَّة فَلَمَّا خلوت بِهِ قلت لَهُ أصدقني هَل ماتبدية فِي الْمُرَاجَعَة تعتقده اعتقاداً جَازِمًا فإن مثلك فِي علمك بِالسنةِ لَا يظن بِهِ أنه يُؤثر مذْهبه الَّذِي هُوَ مَحْض الرَّأْي في بعض الْمسَائِل على مَا يُعلمهُ صَحِيحا ثَابتا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقَالَ لَا أعتقد صِحَة مَا يُخَالف الدَّلِيل وإن قَالَ بِهِ من قَالَ وَلَا أدين الله بِمَا يَقُوله أَبُو حنيفَة وأصحابه إِذا خَالف الحَدِيث الصَّحِيح وَلَكِن الْمَرْء يدافع عَن مذْهبه في الظَّاهِر ثمَّ وَفد إلى صنعاء مُدَّة أُخْرَى بعد سنة 1209 وَوصل إليّ وَرجع إلى وَطنه وَبلغ بعد ذَلِك مَوته رَحمَه الله وَكَانَ ذكياً فطناً سَاكِنا متواضعاً جيد الْفَهم قوي الإدراك
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني
صديق بن علي، المزجاجيُّ، الزبيديُّ.
ولد سنة 1159 تقريبًا، أتقن كتب الأحاديث والفقه الحنفي، وسافر للدرس والتدريس إلى مخاثم، ثم رجع إلى صنعاء.
قال في "البدر الطالع": ووصل إليَّ، ولم أكن قد عرفته قبلَ ذلك، ولا عرفني، وجرت بيني وبينه مذاكرات في عدة فنون، ثم خطر ببالي أن أطلب عنه الإجازة، فعند ذلك المخاطر طلب مني هو الإجازة، فكان ذلك من المكاشفة، فأجزت له، وأجاز في، وكان إذ ذاك سنُّه فوق خمسين سنة، وعمري دون الثلاثين، ثم ما زال يتردد إليّ، وفي بعض المواقف بمحضر جماعة وقعت بيني وبينه مراجعة في مسائل، واكثرت الاعتراض على مسائل من فقه الحنفية، وأوردت الدليل، وما زال يتطلب المحامل لما يقوله الحنفية، فلما خلوت به، قلت له: اصدُقْني، هل ما تبديه في المراجعة تعتقده اعتقادًا جازمًا؟ فإن مِثْلَك في علمك بالسنة لا يُظن به أنه يؤثر مذهبه الذي هو محض الرأي في بعض المسائل على ما يعلمه صحيحًا ثابتًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا أعتقد صحة ما يخالف الدليل، وإن قال به من قال، ولا أدينُ اللهَ بما يقوله أبو حنيفة وأصحابه إذا خالف الحديث الصحيح، ولكن المرء يدافع عن مذهبه، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
الشيخ صديق بن علي المزجاجي الزبيدي الحنفي
ولد سنة ألف ومائة وتسع وخمسين تقريباً ثم أتقن كتب الحديث والفقه الحنفي وسافر للدرس والتدريس إلى " مخا " ثم رجع إلى " صنعا ".
قال صاحب البدر الطالع: ووصل إلي ولم أكن قد عرفته قبل ذلك ولا عرفني، وجرت بيني وبينه مذاكرات في عدة فنون، ثم خطر ببالي أن أطلب منه الإجازة فعند ذلك الخاطر طلبها مني، فكان ذلك من المكاشفة، فأجزت له وأجاز لي وكان إذ ذاك سنه فوق خمسين سنة، وعمري دون الثلاثين، ثم ما زال يتردد إلي وفي بعض المواقف بمحضر جماعة وقعت بيني وبينه مراجعة في مسائل، وأكثرت الاعتراض في مسائل من فقه الحنفية وأوردت الدليل، وهو يتمحل في الجواب لما يوافق الحنفية وينتصر لهم، فلما خلوت به قلت له أصدقني هل ما تبديه في المراجعة تعتقده اعتقاداً جازماً فإن مثلك في علمك بالسنة لا يظن به أنه يؤثر مذهبه الذي هو محض الرأي في بعض المسائل على ما يعلمه صحيحاً ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لا أعتقد صحة ما يخالف الدليل وإن قال به من قال ولا أدين الله بما يقوله أبي حنيفة وأصحابه إذا خالف الحديث الصحيح، ولكن المرء يدافع عن مذهبه. مات في حدود ألف ومائتين وأربعين انتهى. ولله در أبي عبد الله محمد بن علي الصوري يذكر الحديث وأهله فقال وأحسن المقال:
قل لمن عاند الحديث وأضحى ... عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي ... أم بجهل والجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه ... راجع كل عابد وفقيه
وهل لا يعاب على قوم تركوا الحديث والعمل بما فيه، وتمسكوا بأقواله تناقضه وتنافيه، قال بعض الأفاضل:
رفض السنة قوم فتنوا ... علموا الباطل وانقادوا إليه
ورجال لم يخونوا عهدهم ... صدقوا ما عاهدوا الله عليه
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.