أبو زيد عبد الرحمن بن عبد السلام الأسيدي الأنصاري القيرواني: من ولد سعد بن حضير رضي الله عنه يعرف بابن الدباغ الفقيه في العلوم عقليها ونقليها المحدث الراوية المؤرخ، ذكره العبدري في رحلته الواقعة سنة 688 هـ وأثنى عليه طويلاً وقال: لم نجد بالقيروان من يعتبر وجوده عداه وأجازه إجازة عامة. أخذ صاحب الترجمة عن أعلام منهم والده وأبو عبد الله المعروف بالحنفي وتقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة أبي عبد الله المذكور وعن أبي عمر وعثمان بن سفيان المعروف بابن شقر وهو عن أبي الحسن المقدسي المسلسلات وغيرها وعن ابن جبير وأخذ أيضاً عن أبي العباس أحمد البطرني عن أبي عمرو المذكور وأخذ أيضاً عن أبي المكارم محمد بن أحمد بن يوسف بن موسى، له برنام في شيوخه وهم أكثر من ثمانين شيخاً وله معالم الإيمان في طبقات من دخل القيروان. مولده سنة 605 هـ وتوفي سنة 699 هـ[1299 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأسيدي، من ولد أسيد بن حضير، أبو زيد، المعروف بالدباغ:
مؤرخ، باحث، فقيه، من أهل القيروان. قال العبدري: له نظم جيد كثير. أشهر تصانيفه (معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان - ط) أربعة أجزاء مع زيادات عليه لابن ناجي، وكان اسمه قبلها (معالم الإيمان، وروضات الرضوان، في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان) ومن كتبه (برنامج) في شيوخه، وهم نيف وثمانون، و (كتاب الأحاديث الأربعين في عموم رحمة الله لسائر المؤمنين) و (مشارق أنوار القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب - ط) في آداب الصوفية. وله (تاريخ ملوك الإسلام) و (جلاء الأفكار في مناقب الأنصار) .
-الاعلام للزركلي-
الدباغ (605 - 699 هـ) (1208 - 1300 م)
عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأوسي الأسيدي من ولد أسيد بن حضير الاشهلي، المعروف بالدباغ، أبو زيد، المحدث، الفقيه، الصوفي المؤرخ.
ولد بالقيروان في ذي الحجة سنة 605/ 1208 أخذ عن القاضي أبي زكرياء يحيى البرقي المهدوي، والقاضي عبد الجليل الأزدي، ووالده، وأبي عمرو عثمان بن شقر، وأبي العباس البطرني، وأبي المكارم محمد بن يوسف بن موسى، والقاضي أبي محمد عبد الله بن برطلة الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الحضرمي، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الزناتي المهدوي المعروف بالحنفي نزيل المنستير، روى عنه الحديث المسلسل بالأولية، وحديث انس بن مالك المسلسل بالمصافحة، وحديث ابن مسعود المسلسل بالتشهد، وأحاديث أخر من مسلسلات أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، كما أخذ عن العالم الصوفي أبي محمد عبد السلام بن عبد الغالب المصراتي القيرواني الذي قال فيه «هو شيخي ومعلمي واحد من أنعم الله عليّ بصحبته اختلفت إليه كثيرا فلم تر عيني قط مثله نسكا وفضلا وصيانة لنفسه وانقباضا عن الناس، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رأيت أحفظ منه لأخبار الصالحين وحكاياتهم، حسن الايراد لها، متقنا لما قد يحكيه منها، أنيس المجالسة، مليح المحادثة. ولعله تأثر بشيخه هذا في اتجاهه نحو التصوف وفي سلوكه كما أخذ عن أمين الدين بن أبي جعفر أحمد بن علي بن طلحة السبتي المعروف بابن عليم نزيل تونس، وأجازه من مصر تلامذة الحافظ أبي طاهر السلفي عبد الوهاب بن ظافر بن رواج، وأبي التقى صالح بن شجاع، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي، وأبو القاسم بن الحاسب سبط السلفي، وشيوخه يزيدون على الثمانين كما ذكره في برنامجه وقاله العواني، والعبدري في رحلته.
كان معتنيا بالآثار جامعا لها، محدثا فقيها، مؤرخا، مشاركا في العلوم النقلية والعقلية، نظم الكثير وربما أجاد في بعضه، قال العبدري:
وله نظم جيد كثير، ومما كتبه على جلاء الأفكار في مناقب الأنصار من تأليفه:
كتبت جلا الأفكار في فضل معشر … بهم عزّ دين الله في الشرق والغرب
الهي فحقّق للأسيديّ ما رجا … بتأليفه واغفر لنا سائر الذنب
وبوّأه والقاري ومن هو سامع … وكاتبه اعلا المقامات في القرب
لقيه العبدري واثنى عليه، وامتدح سعة مروياته، وأجازه إجازة عامة، ولقيه محمد بن جابر الوادي آشي في تونس، وروى عنه، ووصفه بالشيخ الفقيه العدل المؤرخ الفقيه المسند.
قال ابن ناجي: وكان عادلا شهادته اكثرية، يرفع على خطه، ويظهر من هذا أنه كان مباشرا لخطة العدالة في بلده القيروان، وسبب تسمية جده الكبير بالدباغ هو أنه قدّمه قاضي الجماعة والسلطان لقضاء بلده وكتب له الظهير وبعث له به فلما عرف أن الظهير يرد عليه في وقت الضحى بكر إلى دار الدباغ وعرى حوائجه وتحزم ثم أخذ يملي بالدلو من بئر الدار ويفرغ على الجلود، فلما وصل الرسول بالظهير إليه طلبه في داره وفي المسجد وما زال يبحث عنه حتى وجده فقال له يا سيدي، نحب البشارة. فقال له ارجع بظهيرك وقل لمن بعثك به وجدته دباغا فلا يليق بكم أن تقدموا من كانت هذه حالته قاضيا على رقاب الناس، فلما عرف من ذكر نعرف أنه ليس صناعته دبغ الجلود، وإنما تظاهر بذلك بقصد الهروب من القضاء ليختار نفسه وقدموا غيره، كذا قال ابن ناجي في ملحقه على «معالم الإيمان» نقلا عن شيخه أبي عبد الله محمد بن شبل.
توفي بالقيروان يوم السبت 15 ربيع الثاني سنة 699/ 1300.
مؤلفاته:
الأربعون حديثا التساعية (أي التي في سندها تسعة رجال).
كتاب الأحاديث الأربعين في عموم رحمة الله لسائر المؤمنين.
جلاء الأفكار في مناقب الأنصار.
سراج المتقين المنتخب من كلام سيد المرسلين، حذا فيه حذو شهاب الأخبار لمحمد بن سلامة القضاعي المصري.
برنامج (فهرسة) في أسماء شيوخه ومروياته عنهم.
شرح أو تعليق على تهذيب المدونة للبراذعي، ذكره في ترجمة سحنون قال «وما جرى له مع ابن أبي الجواد وضربه له حتى مات فقد ذكرته في كتاب المديان فيما وضعته على تهذيب البراذعي».
كرامات أبي يوسف الدهماني، قال ابن ناجي وهو مقدار ثلاثة أرباع رسالة أبي محمد بن أبي زيد توجد منه نسخة في مكتبة الجزائر رقم 1718 ونسخ بالمكتبة الوطنية في تونس وهو في 13 ورقة من القطع المتوسط.
مناهج أهل الدين وطرائق أيمة المتقين، في ذكر من كان بالقيروان من الصحابة والتابعين، ومشاهير العلماء الراسخين وأفاضل الأولياء والصالحين، هكذا ذكره تلميذه محمد بن جابر الوادي آشي في (برنامجه) وهو المعروف بمعالم الإيمان، وفي رحلة العبدري «معالم الإيمان وروضات الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان»، وفي النسخة المطبوعة معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، ويبدو من كل ذلك أن الدباغ غير واختصر عنوان الكتاب في المرحلة الأخيرة من حياته، وربما يكون ابن ناجي قد تصرف في عنوان الكتاب.
وتناول المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفتح الإسلامي وتأسيس مدينة القيروان وتراجم الفقهاء والمحدثين واللغويين والأدباء والأطباء والصوفية والصالحين، ونثر خلال التراجم معلومات ثمينة اجتماعية واقتصادية، وأصل الكتاب هو اختصار لطبقات التجيبي عتيق بن خلف (ت 422/ 1034) ويزيد أحيانا بعض الزيادات عليه، ونقل فيه عن طبقات أبي العرب التميمي ورياض النفوس للمالكي. ولم يشن الكتاب إلا اغراقه في نقل العجائب وخوارق الكرامات التي لا يكاد العقل يصدق الكثير منها ولكن يبدو أنه منذ عصره شغفت العقول بتصيد الكرامات مهما كان ماتاها ومقدار صدقها ومطابقتها للواقع، فهل يصح لنا أن نعتبر أن أواخر القرن السادس هـ بتونس هو عصر بداية الانحطاط الفكري، وتقلص ملكة النقد وانكماش العقل والاعتقاد المغالي في الصوفية.
طبع الكتاب لأول مرة بالمطبعة العربية التونسية سنة 1330/ 1900 مع تعليقات لابن ناجي 4 أجزاء في مجلدين والجزء الأخير فيه تراجم إضافية بعد عصر المؤلف من زيادات ابن ناجي، وطبع للمرة الثانية بالقاهرة، نشر المكتبة العتيقة بتونس، وصدر الجزء الأول سنة 1968 بتصحيح وتعليق الأستاذ إبراهيم شبّوح، والجزء الثاني بتحقيق الدكتور الأحمدي أبو النور والشيخ محمد ماضور القاهرة 1972 والجزء الثالث بتحقيق محمد ماضور طبع بتونس سنة 1978.
مشارق انوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب ط. دار صادر بيروت 1959 بتحقيق ريثر.
والكتاب في التصوف في موضوع الحب الإلهي ويرى محقق الكتاب «ان هذه الرسالة مثل جيد لأقوال الصوفيين في العشق المتأثرين بالفلسفة الافلاطونية».
واسطة النظام في تواريخ ملوك الإسلام.
قال ابن ناجي: «وصف فيه بني عبيد بأوصاف حميدة، من تغيير المنكر والنهي عن شرب الخمر وبرأهم من المذام كلها التي نسبت إليهم، ونسبها لبعض دعاتهم وأنهم لما اتصل بهم ما اتصل عن بعض دعاتهم عاقبوهم أشد العقوبة على ذلك وتبرءوا منهم، ومدح المنصور العبيدي بالاحسان إلى الرعية والعدل والعفو والحلم واستأصل الخراج عن الرعية بتولية أهل الورع والدين وصحبته الصالحين وقد وصفه هو بضد ذلك في كتاب معالم الإيمان» وهذا الكتاب مفقود
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 293 - للكاتب محمد محفوظ