عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المتَوَكل على الله الْعِزّ أَبُو الْعِزّ بن الشرفي بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وبيرم ووالد يَعْقُوب / الْمَذْكُورين. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب أَحْمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشَّمْس مُحَمَّد الونائي، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني إخْوَة المعتضد دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وزوجه عَمه المستكفي بابنته فأولدها الْمشَار إِلَيْهِ فَهُوَ هاشمي من هاشميين وسلك طَريقَة حَسَنَة فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وزيارتهم والتأدب مَعَهم والموافاة لمن يَقْصِدهُ حَتَّى أحبه الْخَاص وَالْعَام لمزيد تواضعه وَحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كالشاوي وَأم هاني الهورينية وَقَرَأَ على وَلَدهَا سيف الدّين فِي الْعَرَبيَّة ولازمه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ يعِيش الْمَالِكِي والمحيوي الكافياجي وَفِي الْفِقْه عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي، وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج كجل أسلافه نعم يحيى بن الْعَبَّاس الْآتِي حج وبويع بالخلافة بعد موت عَمه المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ ركب من القلعة إِلَى بَيته بجوار المشهد النفيسي وَمَعَهُ الْقُضَاة والمباشرون والأعيان ثمَّ عَاد آخر الْيَوْم الْمَذْكُور إِلَى القلعة فسكن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ بِهِ عَمه مِنْهَا، وَكَانَ كلمة اتِّفَاق لم يخْتَلف فِي جلالته وارتفاع مكانته وَلزِمَ طَرِيقَته فِي تقريب أهل الصّلاح وَالْفضل وَقُرِئَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره فَكَانَ يجْتَمع عِنْده من شَاءَ الله من أَصْحَابه وَغَيرهم وَرُبمَا واسى بَعضهم بل تردد إِلَيْهِ بَعضهم للاقراء فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِي مَجْلِسه مصنفي الْمُسَمّى عُمْدَة النَّاس فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَبَالغ فِي التأدب معي جَريا على عوائده حَيْثُ لقبني بشيخنا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَعَ جلالته عورض فِي رزقة جَارِيَة تَحت نظره حمية لسيباي المبشر بل اختلق عَلَيْهِ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي مَا كَانَ سَببا لِلْقَوْلِ لَهُ حِين اظهار التخلي عَن المملكة ول الْآن من شِئْت وَنَحْو ذَلِك وَبَالغ فِي التنصل مِمَّا لَا شكّ فِي صدقه فِيهِ وَمَعَ ذَلِك فحجر عَلَيْهِ وأضيفت جهاته حَتَّى المشهد النفيسي لمن رتب لَهُ فِي كل يَوْم مَا زَاد التَّضْيِيق عَلَيْهِ بالاقتصار عَلَيْهِ وَصَارَ بمنزله وحيدا فريدا هَذَا بعد أَن عورض فِيمَا جهز إِلَيْهِ من مُلُوك الْهِنْد وَنَحْوه حَسْبَمَا أوردته فِي الْحَوَادِث وَلم يكن بأسرع من قَصم الْمشَار إِلَيْهِ وعددت ذَلِك من كراماته.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
عبد العزيز بن يعقوب بن محمد المتوكل الأول، ابن المعتضد أبي بكر ابن سليمان المستكفي، أبو العز العباسي الهاشمي، الملقب بالمتوكل على الله:
من خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر. بويع له، بعد وفاة عمه يوسف (المستنجد باللَّه) سنة 884 هـ وكان محمود المناقب، قال معاصره ابن إياس: كفؤ للخلافة، وافر العقل، سديد الرأي، له اشتغال بالعلم، متواضع، كثير العشرة للناس، من خيار بني العباس. استمر في الخلافة الى أن توفي .
-الاعلام للزركلي-