عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلبك تَاج الدّين بن نَاصِر الدّين بن عَلَاء الدّين / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالصغير بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا مَقْبُول الصُّورَة لجماله فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَكتب الْخط الْحسن وتولع بالأدب حَتَّى صَار حسن المحاضرة، وتنقل فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة فَأول مَا عمل خاصكيا ثمَّ أميرآخور ثَالِث ثمَّ حَاجِب ثَالِث ثمَّ وكَالَة الاسطبلات السُّلْطَانِيَّة أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ الْحِسْبَة ونقابة الْجَيْش كل ذَلِك بالبذل الَّذِي يستدين أَكْثَره ثمَّ يقاسي من أربابه بالشكوى وَنَحْوهَا مَا الله بِهِ عليم، بل حَبسه الظَّاهِر بالبرج من القلعة فِي أَوَائِل دولته ثمَّ أَمر بنفيه هُوَ وَأَبوهُ وتكرر لَهُ ذَلِك وَيُقَال إِنَّه مَال لمنادمته بعد وَكَذَا أهانه الْأَشْرَف اينال بِالضَّرْبِ المؤلم بِحَيْثُ أشرف على الْهَلَاك ثمَّ نَفَاهُ لدمياط بِسَبَب دكر فِي حوادث سنة تسع وَخمسين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ:
(خانني الرَّقِيب فخانته ضمائره ... وغيض الدمع فانهلت بوادره)
(وكاتم السِّرّ يَوْم الْبَين منهتك ... وَصَاحب الدمع لَا تخفى سرائره)
مَاتَ فِي.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.