يُوسُف بن عمرَان الحلبى الشَّاعِر الْمَشْهُور قَالَ الخفاجى فى تَرْجَمته أديب نظم ونثر فَأصْبح ذكره جمال الْكتب وَالسير الا انه لعبت بِهِ ايدى النَّوَى رحْلَة وَنَقله فَجعل الآمال على كؤوس الْآدَاب نَقله وَهُوَ لعمرى اديب اريب مَاله فى ضروب النّظم ضريب وحاله غير مُحْتَاج لدَلِيل انى وَلَا لمى فانه كَمَا عرفت الشَّاعِر الامى كَمَا قيل
(أَصبَحت بَين النَّاس اعجوبة ... بَين ذوى الْمَعْقُول والفهم)
(حموى جدى فاعجبوا وانظروا ... عمى خالى وأبى أمى)
وفى آخر عمره داسته اقدام النوب وادركته حرفه الادب فَصَبر على الايام المكدرة الى ان صفت وعَلى الليالى الجائرة فَمَا انصفت وَقَالَ السَّيِّد أَحْمد ابْن النَّقِيب الحلبى فى حَقه هُوَ أحد الْمَشْهُورين بِهَذِهِ الصِّنَاعَة والمتعيشين بكسب هَذِه البضاعة وَكَانَ فى أول أمره ذَا تِجَارَة وَمَال ونباهة وَحسن حَال فقارن الادباء من ابناء عصره وتشبث باذيالهم وَقصد أَن ينخرط فى سلكهم وينسج على منوالهم فنثر ونظم واستسمن كل ذى ورم وَأقَام على ذَلِك مُدَّة مديدة بحلب الى ان ادركته بهَا حِرْفَة الادب فَطَافَ بِلَاد الشَّام والقاهرة المعزية ثمَّ توجه الى دَار السلطنة السنيه وامتدح اكابر علمائها وانتجع ندى رؤسائها وَمن شعره
(قُولُوا لمن بهزال الْفقر يذكرنى ... ظَنَنْت انك فى أَمن من المحن)
(فالشاة يُؤْكَل مِنْهَا اللَّحْم ان عجفت ... وَلَيْسَ يُؤْكَل لحم الْكَلْب بالسمن)
وَقد جمع ديوانا من شعره كتب عَلَيْهِ بعض الشُّعَرَاء
(لشعر يُوسُف بَحر فى تموجه ... يهدى لافهامنا روحاً وريحانا)
(ذُو منطق سَاحر مطر وَذَا عجب ... للسحر ينشئه وَهُوَ ابْن عمرانا)
وَمن منتجات أشعاره قَوْله
(غُصْن تمايل فى قبَاء اخضر ... بَين الْكَثِيب وَبَين بدر نير)
(ريم أحم المقلتين اذا رنا ... فتن الانام بِسحر طرف احور)
(يَسْطُو على بأبيض من أسود ... وَمن القوام اذا ثناه بأسمر)
(سلب النهى مِنْهُ بقوسى حَاجِب ... اذ حل صبرى عقد بند الخنجر)
وَمِنْهَا فى الْمَدْح
(يعْطى الْكثير عفاته ويظنه ... نزرا فيشفعه حَيا بالاكثر)
(لما أرانى جعفرا من جوده ... فأريته شعر الْوَلِيد البحترى)
وَله
(جَاءَت تهز قوامها الا ملودا)
حسناء ألبسها الْجمال برودا)
(حورية فى اللَّيْل ان هى أسفرت ... خرت لطلعتها البدور سجودا)
(لم يكفها تحكى الغزالة طلعة ... حَتَّى حكتها مقلتين وجيدا)
(لعساء بَارِدَة اللمى وجناتها ... كالجمر أحرقت الْفُؤَاد وقودا)
(هى رَوْضَة لِلْحسنِ صَار خدودها التفاح وَالرُّمَّان صَار نهودا ... )
(فالحسن يكسو كل حِين وَجههَا ... ثوبا اغر من الْجمال جَدِيدا)
(يستوقف الاطيار حسن غنائها ... وغنائها ابدا تظن العودا)
وَقَالَ
(لَا تنكروا رمدى وَقد ابصرت من ... أَهْوى وَمن هُوَ شمس حسن باهر)
(فالشمس مهما ان أطلت لنحوها ... نظرا تُؤثر ضعف طرف النَّاظر)
(وَلَقَد أطلت الى احمرار خدوده ... نظرى فعكس خيالها فى ناظرى)
وَله
(انْظُر الى أجفائه الرمد ... تبدل النرجس بالورد)
(تحمر لَا من عِلّة انما ... تأثرت من حمرَة الخد)
وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من كل معنى مبتكر وَبِالْجُمْلَةِ فان // شعره جيد // وَكَانَت وَفَاته فى سنة أَربع وَسبعين وَألف
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.
ابن عِمْران
(000 - 1074 هـ = 000 - 1663 م)
يوسف بن عمران الحلبي:
أديب، من أهل حلب، كثير النظم، كانت له تجارة، وبارت، فطاف بلاد الشام يتكسب بالشعر. ودخل القاهرة والآستانة وامتدح الأكابر. له " ديوان " قرظه الشهاب الخفاجي ببيتين .
-الاعلام للزركلي-