يوسف بن زكريا المغربي

تاريخ الوفاة1019 هـ
مكان الولادةالمغرب - المغرب
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • مصر - مصر

نبذة

يُوسُف بن زَكَرِيَّا المغربى نزيل مصر الاديب الشَّاعِر قَالَ الشهَاب فى تَرْجَمته عَزِيز مصره بنانا وبيانا ويوسف عصره حسنا واحسانا نَشأ يتعاى صَنْعَة الادب ويربط بِأَوْتَادٍ شعره كل سَبَب ويشارك فى تِجَارَة الْفضل بِنَصِيب ويرمى لاغراضها كل سهم مُصِيب بطبع ألطف من نسمَة الشمَال سرت سحرة بليلة الاذيال متتابعة الانفاس فنبهت طرف نور فى مهد الرياض نُعَاس وَقد خمشت الصِّبَا خد الشَّقِيق وخاضت بحار الدياجى من كل فج عميق مرتدية برداء السحر معانقة لقدود الشّجر ثمَّ قَالَ وَله مورد من الادب صفى وديوان سَمَّاهُ الذَّهَب اليوسفى والذى رَأَيْته من خَبره أَنه قَرَأَ بِمصْر وَأخذ عَن يحيى الاصيلى وَبِه تخرج والبدر القرافى وأبى النجا سَالم السنهورى والاستاذ مُحَمَّد البكرى قدس سره وَغَيرهم

الترجمة

يُوسُف بن زَكَرِيَّا المغربى نزيل مصر الاديب الشَّاعِر قَالَ الشهَاب فى تَرْجَمته عَزِيز مصره بنانا وبيانا ويوسف عصره حسنا واحسانا نَشأ يتعاى صَنْعَة الادب ويربط بِأَوْتَادٍ شعره كل سَبَب ويشارك فى تِجَارَة الْفضل بِنَصِيب ويرمى لاغراضها كل سهم مُصِيب بطبع ألطف من نسمَة الشمَال سرت سحرة بليلة الاذيال متتابعة الانفاس فنبهت طرف نور فى مهد الرياض نُعَاس وَقد خمشت الصِّبَا خد الشَّقِيق وخاضت بحار الدياجى من كل فج عميق مرتدية برداء السحر معانقة لقدود الشّجر ثمَّ قَالَ وَله مورد من الادب صفى وديوان سَمَّاهُ الذَّهَب اليوسفى والذى رَأَيْته من خَبره أَنه قَرَأَ بِمصْر وَأخذ عَن يحيى الاصيلى وَبِه تخرج والبدر القرافى وأبى النجا سَالم السنهورى والاستاذ مُحَمَّد البكرى قدس سره وَغَيرهم وَمن شعره قَوْله
(أوصيك ان شخص غَدا ... يضْحك ان مر بكا)
(لَا تغتترر بضحكه ... فان هَذَا كالبكا)
وَقَوله
(اشرب وَلَا تعتب على عاذل ... فَمثله فى النَّاس لم يعتب)
(وان تكن يَا سيدى طَالبا ... درا وياقوتا من الْمطلب)
(فالكاس والصهباء فِيهَا الْغِنَا ... فَخذ حَدِيث الْكَنْز عَن مغربى)
وَله أَيْضا
(جعلُوا الشُّعُور على الخصور بنودا ... والراح ريقا والشقيق خدودا)
(جعلُوا لاصباح مباسما ثمَّ الظلام ضفائرا ثمَّ الرماح قدودا ... )
(والورد خدا والغصون معاطفا ... وَالشَّمْس فرقا والغزالة جيدا)
(وَرَأَتْ غصون البان أَن قدد وهم ... فاقت فاضحت ركعا وسجودا)
وَهَذَا كَقَوْل ابْن قلاقس من قصيدة أَولهَا
(عقدوا الشُّعُور معاقد التيجان ... وتقلدوا بصوارم الاجفان)
وَله فى مليح اسْمه رَمَضَان
(رَمَضَان قد جِئْته رمضانا ... وَهُوَ بدر يفوق كل الحسان)
(قلت صلنى فَقَالَ وَهُوَ مُجيب ... لَا يجوز الْوِصَال فى رَمَضَان)
وَهَذَا كَقَوْل الآخر فى هَذَا الْمَعْنى
(بليت بِهِ فَقِيها ذَا جِدَال ... يُجَادِل بِالدَّلِيلِ وبالدلال)

(طلبت وصاله والوصل حُلْو ... فَقَالَ نهى النبى عَن الْوِصَال)
قَالَ الشهَاب وَاعْلَم ان هَذَا كُله لَيْسَ بِشعر ترتضيه الادباء وَهُوَ كل شعر اكثر فِيهِ من البديع قَالُوا وَأول من أتلف الشّعْر العربى بِهَذَا النمط مُسلم بن الْوَلِيد ثمَّ تبعه أَبُو تَمام وَأحسن هَذِه الصَّنْعَة التَّجْنِيس والتورية وهما فى الشّعْر كالزعفران قَلِيله مفرح وَكَثِيره قَاتل وَلذَا لم نجد فى أهل مصر من يعرف الشّعْر وَلَا ينظمه وَمِنْهُم من غلط فى ذَلِك فَأكْثر من اللُّغَات الغريبة وتوهم بذلك انه يصير بليغا على ان بَاب التورية قفله ابْن نَبَاته والقيراطي ثمَّ رميا الْمِفْتَاح فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَهَذَا لَا يعرفهُ إِلَّا من لَهُ سليقة عَرَبِيَّة وَكتب الى الخفاجى سؤالا ادبيا صورته أَيهَا الاخ الشَّقِيق الشفيق والرفيق الرَّقِيق الامام الْهمام الهادى لسبالة الافهام اذا ضلت فى مهامه الاوهام اننى اشكل على قَول أَبى مَنْصُور الثعالبى فى الْيَتِيمَة اتّفق لى أَيَّام الصِّبَا معنى بديع حسبت انى لم اسبق اليه وَهُوَ هَذَا
(قلبى وجدا مشتعل ... وبالهموم مشتغل)
(وَقد كستنى فى الْهوى ... ملابس الصب الْغَزل)
(انسانة فتانة ... بدر الدجى مِنْهَا خجل)
(اذا زنت عينى بهَا ... فبالدموع تَغْتَسِل)
هَل استعارته لنظر الحبيب الزِّنَا مِمَّا يعد فى الادب // معنى حسنا // أَو هُوَ مِمَّا تجَاوز الْحَد فَاسْتحقَّ بِالزِّنَا الْحَد فَكتب اليه مجيبا ايها الاخ قُرَّة الْعين وَبدر هَالة الْمجَالِس الذى هُوَ لَهَا زين انه من الْمعَانى القبيحة المورثة للفضيحة وَقد سبقه اليه ابْن هِنْد فى قَوْله
(يَقُولُونَ لى مَا بَال عَيْنك مذ رَأَتْ ... محَاسِن هَذَا الظبى أدمعها هطل)
(فَقلت زنت عينى بطلعة وَجهه ... فَكَانَ لَهَا من صوب أدمعها غسل)
وَهُوَ // معنى قَبِيح // واستعارة بشعة أَلا ترى الى مَا قيل فى الذَّم
(أَيهَا الناكح فى الْعين جوارى الاصدقاء ... )
وَقَول صردر فى قصيدته الْمَشْهُورَة وان كَانَ معنى آخر
(يَا عين مثل قذاك رُؤْيَة معشر ... عَار على دنياهم وَالدّين)
(نجس الْعُيُون وان رأتهم مقلتى ... طهرتها فَنُزِحَتْ مَاء عيونى)
وَكَيف يَتَأَتَّى لهَؤُلَاء مَا قَالُوهُ بعد قَول يزِيد بن مُعَاوِيَة فى شعره الْمَشْهُور

 (وَكَيف ترى ليلى بِعَين ترى بهَا ... سواهَا وَمَا طهرتها بالمدامع)
(أَجلك يَا ليلى عَن الْعين انما ... أَرَاك بقلب خاشع لَك خاضع)
وَمِنْه أَخذ الْعَفِيف التلمسانى
(قَالُوا اتبكى من بقلبك دَاره ... جهل العواذل دَاره بجميعى)
(لم ابنكه لَكِن لرؤية غَيره ... طهرت أجفانى بفيض دموعى)
وَكَانَت وَفَاته بِمصْر يَوْم الاربعاء ثامن عشر ذى الْقعدَة سنة تسع عشرَة بعد الألف ورثاه النُّور الاجهورى
(رحم الله الْمَعْنى يوسفا ... كَانَ زهرا فى رياض الادب)
(فَسَقَاهُ الْمَوْت كاسات الردى ... فَبكى الشرق لفقد المغربى)

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.

 

أبو المحاسن يوسف بن زكرياء الغربي: يوسف عصره حسناً وإحساناً وعزيز مصره فصاحة وبياناً المصري الأديب الشاعر الفقيه العلامة الماهر أخذ عن أعلام منهم يحيي الأصيلي وبه تخرج والبدر القرافي والشيخ سالم السنهوري والأستاذ محمَّد البكري. وعنه النور الأجهوري وغيره. كان له مورد من الآداب صفي وديوان سماه المذهب اليوسفي ذكره الشهاب الخفاجي وأثنى عليه. قال: وله في ولد مليح اسمه رمضان:
رمضان قد جئته رمضانا ..... وهو بدر يفوق كل الحسان
قلت صلني فقال وهو مجيب ... لايجوز الوصال في رمضان

وهو كقول الآخر في هذا المعنى:
بليت به فقيهاً ذا جدال ....... يجادل بالدليل وبالدلال
طلبت وصاله والوصل حلو .... فقال نهى النبي عن الوصال
وهذا كله ليس بشعر ترتضيه الأدباء وهو كل شعر أكثر فيه من البديع، قالوا: وأول من أتلف الشعر العربي بهذا النمط مسلم بن الوليد ثم تبعه أبو تمام وأحسن هذه الصنعة التجنيس والتورية وهما في الشعر كالزعفران قليله مفرج وكثيره قاتل، ومنهم من غلط في ذلك فأكثر من اللغات الغريبة وتوهم بذلك أنه يصير بليغاً على أن باب التورية قفله ابن نباتة والقيراطي ثم رميا المفتاح في تلك الناحية وهذا لا يعرفه إلا من له سليقة عربية اهـ توفي صاحب الترجمة في ذي القعدة سنة 1019 هـ[1610م].

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

المَغْرِبي
(000 - 1019 هـ = 000 - 1611 م)
يوسف بن زكريا المغربي، نزيل مصر:
أديب شاعر. نشأ وتأدب بمصر. وبها توفي. وهو القائل في مطلع أبيات:
" جعلوا الشعور على الخصور بنودا، ... والراح ريقا، والشقيق خدودا "
أسهب " الخفاجي " في الثناء عليه، وأورد نتفا من شعره، وفيه نكات بديعية، ثم قال: واعلم أن هذا كله ليس بشعر ترتضيه الأدباء، وهو كل شعر أكثر فيه من البديع، قالوا: أول من أتلف الشعر العربيّ بهذا النمط مسلم بن الوليد ثم تبعه أبو تمام، وأحسن هذه الصنعة التجنيس والتورية، وهما في الشعر كالزعفران: قليله مفرح، وكثيره قاتل، ولذا لم نجد في أهل مصر من يعرف الشعر ولا ينظمه (كذا) ومنهم من غلط في ذلك، فأكثر من اللغات الغريبة وتوهم أنه بذلك يصير بليغا، على أن باب التورية قفله ابن نباتة والقيراطي، ثم رميا المفاتيح في تلك الناحية، وهذا لا يعرفه إلا من له سليقة عربية. انتهى.
وللمغربي ديوان شعر، سماه " الذهب اليوسفي " ورسالة " رفع الإصر عن كلام أهل مصر - خ " في العامية المصرية، و " بغية الأريب وغنية الأديب - خ " وتخميس لامية ابن الوردي - خ " و " مذهبات الحزن، في الماء والخضرة والوجه الحسن خ " في خزانة الرباط (137 كتاني) .

-الاعلام للزركلي-