سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
سعود الكبير
تاريخ الولادة | 1160 هـ |
تاريخ الوفاة | 1229 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الولادة | الدرعية- نجد - الحجاز |
مكان الوفاة | مكة المكرمة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
سعود بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن سعود
ولد تَقْرِيبًا سنة 1160 سِتِّينَ وَمِائَة وَألف أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل فى وَطنه ووطن اهله الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالدرعية من الْبِلَاد النجدية وَكَانَ قَائِد جيوش أَبِيه عبد الْعَزِيز وَكَانَ جدّه مُحَمَّد شَيخا لقريته الَّتِى هُوَ فِيهَا فوصل إِلَيْهِ الشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الداعي إِلَى التَّوْحِيد الْمُنكر على المعتقدين في الْأَمْوَات فَأَجَابَهُ وَقَامَ بنصره وَمَا زَالَ يُجَاهد من يُخَالِفهُ وَكَانَت تِلْكَ الْبِلَاد قد غلبت عَلَيْهَا أُمُور الْجَاهِلِيَّة وَصَارَ الإسلام فِيهَا غَرِيبا ثمَّ مَاتَ مُحَمَّد بن سعود وَقد دخل فى الدَّين بعض بِلَاد النجدية وَقَامَ وَلَده عبد الْعَزِيز مقَامه فَافْتتحَ جَمِيع الديار النجدية والبلاد العارضية والحسا والقطيف وجاوزها إِلَى فتح كثير من الْبِلَاد الحجازية ثمَّ استولى على الطَّائِف وَمَكَّة وَالْمَدينَة وغالب جَزِيرَة الْعَرَب وغالب هَذِه الْفتُوح على يَد وَلَده سعود ثمَّ قَامَ بعده وَلَده سعود فتكاثرت جُنُوده واتسعت فتوحه ووصلت جُنُوده إِلَى الْيمن فافتتحوا بِلَاد أَبى عَرِيش وَمَا يتَّصل بهَا ثمَّ تَابعهمْ الشريف حمود بن مُحَمَّد شرِيف أَبى عَرِيش وَقد تقدمت تَرْجَمته وأمدوه بالجنود فَفتح الْبِلَاد التهامية كاللحية والحديدة وَبَيت الْفَقِيه وزبيد وَمَا يتَّصل بِهَذِهِ الْبِلَاد ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إِلَى صنعاء إِلَى حَضْرَة الامام الْمَنْصُور والى حَضْرَة وَلَده الامام المتَوَكل بمكاتيب اليهما بالدعوة إلى التَّوْحِيد وَهدم الْقُبُور المشيدة والقباب المرتفعة وَيكْتب إليّ أَيْضا مَعَ مَا يصل من الْكتب إلى الإماميين ثمَّ وَقع الْهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء وَفِي كثير من الامكنة الْمُجَاورَة وَلها وفى جِهَة ذمّار وَمَا يتَّصل بهَا ثمَّ خرج باشة مصر إلى مَكَّة بعد إرساله بِجُنُود افتتحوا مَكَّة وَالْمَدينَة والطائف وغلبوا عَلَيْهَا وَهُوَ الآن فِي مَكَّة وَالْحَرب بَينه وَبَين سعود مُسْتَمر وَمَات سعود في هَذِه السنة 1229 تسع وَعشْرين وماتين وألف وَقَامَ بالأمر وَلَده عبد الله بن سعود وَقد أفردت هَذِه الْحَوَادِث الْعَظِيمَة بمصنف مُسْتَقل وسيأتي في تَرْجَمَة الشريف غَالب شرِيف مَكَّة إشارة إلى طرف من هَذِه الْحَوَادِث
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني
سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
أمير مكة و المدينة في سنة (١٢٢٠ ه- ١٨٠٤ م)- (١٢٢٦ ه- ١٨١٠ م)
من أمراء نجد، يعرف بسعود الكبير، ولي الإمرة يوم مقتل أبيه بالدرعية سنة ١٢١٨ ه و جند جيشا كبيرا أخضع به معظم جزيرة العرب، فامتد ملكه من أطراف عمان و نجران و اليمن و عسير، و شواطىء الفرات و بادية الشام.
كان موفقا يقظا، لم تهزم له راية، موصوفا بالذكاء، على جانب من العلم و الأدب، مهيب المنظر، فصيح اللسان، شجاعا مدبرا، كانت إقامته بالدرعية، و تولى بنفسه كثيرا من المغازي.
في أول سنة ١٢٢٠ ه بايع أهل المدينة سعودا على دين اللّه و رسوله، و هدمت جميع القباب التي وضعت على القبور و المشاهد.
و قد حجّ بالناس في سنة ١٢٢١ ه، و بايعه الشريف غالب، ثم ذهب للمدينة في آخر ذي الحجة فدخل المدينة- و ضبطها أتمّ ضبط- واستعمل أميرا على الرابطة محمد بن سالم من أهالي العينية، و زار المدينة في السنوات التالية، و كان يغير أمير الرابطة في كل سنة، و كان قائد قلعة المدينة في ذلك الوقت حسن القلعي الذي راسل سعود بن عبد العزيز و وافق على الإذعان له، و أقره قائدا على قلعة المدينة حتى كانت سنة ١٢٢٦ ه عندما جاءت قوات محمد علي باشا، و حاصرت المدينة، و كان بها الآلاف من قوات ابن سعود، و قد ألقي القبض بعد دحر رابطة ابن سعود، و ألقي القبض فيها على حسن القلعي، حيث عذب تعذيبا شديدا، ثم أخذ إلى مصر ...
على أن إمارته لمكة و المدينة كانت مؤقتة حيث دخل مكة في ٨ المحرم سنة ١٢١٨ ه و زار المدينة المنورة ثم قفل عائدا إلى بلاده.
و قد كان سعود هذا أمر بمنع الإتيان بالمحامل إل الحج، فأمر بإحراق المحمل المصري في سنة ١٢٢١ ه، و رجع الحاج الشامي دون أن يؤدي فريضة الحج، و أخذ كل ما كان في الحجرة النبوية المطهرة ... و طرد قاضي مكة و المدينة، الواصلين لمباشرة القضاء.
و أصح الروايات أنّ إمارته للمدينة كانت في سنة ١٢٢٠ ه حيث بايعه أهل المدينة و يمكننا أن نرجح بأن ولايته على مكة و المدينة كانت فخرية، و أن حسن القلعي هو الأمير الحقيقي حتى سنة ١٢٢٦ ه، و أنه يمكن اعتباره نائبا عن سعود بن عبد العزيز هذا.
تاريخ أمراء المدينة المنورة - عارف أحمد عبد الغني.
سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود:
إمام، من أمراء نجد، يعرف بسعود الكبير. وليها يوم مقتل أبيه بالدرعية (سنة 1218 هـ وجند جيشا كبيرا أخضع بن معظم جزيرة العرب، فامتد ملكه من أطراف عمان ونجران واليمن وعسير إلى شواطئ الفرات وبادية الشام، ومن الخليج الفارسيّ إلى البحر الأحمر. وكان موفقا يقظا، لم تهزم له راية، موصوفا بالذكاء، على جانب من العلم والأدب، مهيب المنظر، فصيح اللسان، شجاعا، مدبرا. كانت إقامته في الدرعية. وتولى بنفسه كثيرا من المغازي. وفي أيامه حشدت الدولة العثمانية جويشا من الترك وغيرهم، بقيادة محمد علي باشا (سنة 1226 هـ لمحاربة آل سعود، في نجد، وأرسل محمد عليّ ابنه أحمد طوسون، من مصر، فدخل المدينة ومكة (سنة 1227 هـ والطائف سنة (1228 هـ وقال صاحب (الخبر والعيان) : (مات سعود بعلة السرطان المعويّ، والحرب النجدية المصرية في بدء شبوبها، ونجد في أشد الحاجة إليه) .
-الاعلام للزركلي-
أبو عبد الله، سعود بن عبد العزيز (هو الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، خلف أباه، وبدأ حكمه (1218 هـ 1803 م) إلى (1229 هـ 1813 م).).
خلف أباه سنة 1803 للميلاد.
قال في "آثار الأدهار": وكان شهمًا، كريمَ النفس، ثابتَ العزم، عاليَ الهمة، وسيمًا، حسنَ البِزَّة، غايةً في الذكاء والاستقامة، أديبًا وقورًا عالمًا، متفننًا، خبيرًا بتقلبات الأيام، شجاعًا مقدامًا، يتجشم صعاب الأمور، ويتحمل هولَ المشاق.
وكان له عند أبيه مكانة أرفعُ من مكانة إخوته، وعقدَ له غيرَ مرة على قيادة للجيش الوهابي، وأنفذه به إلى داني البلاد وقاصيها، فخدمه الحظ، وساعدته الأيام على بلوغ غايته، وكان فيه من التدين والحلم والعدل ما استمال إليه الخاصة والعامة من الناس، فارتفع مقامُه عندهم، وكان صارمًا في إنفاذ الأحكام، يعاقب المجرمين أشدَّ العقاب، وقد جهد وسعَه [على] إبطال الطلاق، وشدد في حفظ فريضة رمضان، ولقي منه مغايرو ذلك عظيم عناء، [و] ظل السعد خادمًا له أيام إمارته، مرافقًا له في دولته إلى أن توفي، فحل البلاء في أهل بيته، وتفرقت كلمتهم.
وكان ذا نعم وافرة، وبيت واسع كثير الحشم، وكان جثيلَ شعر العِذار والشارب، سماه أهل الدرعية بأبي الشوارب، ولد له من امرأته الأولى ثمانية بنين، ومن الثانية ثلاثة.
ولما توفي والده عبد العزيز، كان سعود هذا في الحجاز مشتغلاً بمحاربة غالبٍ الشريف، فضيق عليه المسالك، وألزمه التسليم، وكان غالبٌ قد عاد إلى مكة على حين غفلة، وقد حدثته نفسه أن يستأثر بها على رغم من الوهابية، فأحسن سعود معاملته، وقربه منه، ثم غزا بني حرب، وأثخن في بلادهم، ونزل على بلد ينبع، فسلمت له، ثم قصد المدينة المنورة، ونازلها أيامًا، فدخلها، وألزم أهلها الجزية، وجرَّد ضريح النبي - صلى الله عليه وسلم - مما في خزائنه وذخائره، ونقلها إلى الدرعية، قيل: بلغت مقدار ستين وقر جمل، هكذا فعل أيضًا بضريحي أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -.
وعقد على المدينة لمزين شيخ بني حرب، وألزم أهلَها الدخول في الدعوة الوهابية، وهمّ سعود بتخريب قبة الضريح النبوي، ولم يفعل، وأمر ألا يحج إلى البيت إلا من كان وهابيًا، وشدَّد بمنع العثمانيين من دخولها، فانقطع الحج بضعة سنين، وتوقف حجاج الشام والعجم عن إتمام فريضتهم؛ مخافةَ إضرار الوهابية بهم .
وفي أواخر سنة 1804 أنفذ سعود أبا نقطة شيخَ العسيريين برجالته إلى بلاد صنعاء اليمن، فعاثوا في خلال ديارها، واستباحوا مدينتي "لحيا"، و"حديدة"، ثم عادوا إلى بلادهم، فالتزم حمود - صاحب صنعاء - الدخولَ في الدعوة الوهابية؛ ليأمن شرهم، ودانت لسعود بلاد الحجاز، فنفذ أمره فيها، وانبسطت سطوته على جميع بلاد العرب، إلا حضرموتَ وقسمًا من اليمن، فاتسع نطاق ولايته، وامتدت أرجاؤها.
ثم أنفذ سعود رجالته غيرَ مرة إلى البصرة وما بين النهرين، فأثخنوا في البلاد، ونزلوا البصرة، فامتنعت عليهم، ثم سير حرك غلامه إلى صحراء الشام، فأوقع فيها بالعرب، وتعقبهم إلى "حلب"، فعبر بعض رجاله الفرات، ووطئوا الأرض، والنهرين، ودوخوا ديارها، وما بقي بينهم وبين بغداد إلا مسافة قليلة، بأثناء ذلك كانت الحرب منتشبة بين أبي نقطة العسيري، وحمود صاحبِ صنعاء.
وفي سنة 1809 ولي الشام يوسف باشا، فجهد نفسه في محاربة الوهابية، ولم ينجح، وفي هذه السنة أيضًا أتى الخليج العجمي أسطولٌ للإنكليز، ورمى بلد "رأس الخيمة (هي أخصب منطقة في الساحل المائي، حاكمها الشيخ صفر بن محمد القاسمي 50، وعدد سكانها 40 ألف نسمة تقريبًا.) " بالقنابل، فخربها، وكان أهلها، لصوصًا (الذين يأتون من الخارج هم اللصوص، والحقيقة أن أهلها حاولوا الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة المستعمرين الغربيين.) - يقطعون البحر على التجار الإنكليز.
وفي سنة 1810 قصد سعود بلاد الشام بستة آلاف فارس، فأثخن فيها، وخرب 45 بلدًا من حوران، وتوغل في البلاد إلى أن بقي بينه وبين دمشق مسيرة يومين، فخشي أهلُها قدومه، ولم يكن ليوسف باشا - واليها - طاقةٌ في ردعه، إلا أنه ارتد قبل وصوله إليهم غانمًا ظافرًا، وقد بلغه أن بعض مشايخ بلاد حارك تواطؤوا على نبذ طاعته وإثارة الفتن، فعاجلهم الحال ببعض جنده، ودخل بلادهم، واكتسحها، وخرب مدنها وقراها، ودخل بلد حتوة عنوةً، فمكَّن السيف من أهلها كابر وصاغر، وكان عددهم عشرة آلاف نسمة، فلم يسلم منهم أحد.
ولما استفحل أمر الوهابية في أيامه، وتفاقم خطبُهم على البلاد، عمد السلطان محمود خان [العثماني] إلى تنكيلهم، وكف شرهم، فأنفذ أمره إلى محمد علي باشا - خديو مصر - أن يكرههم على إخلاء البلاد الحجازية، ويرفع ولايتهم عنها، فأذعن، وادخر الميرة والعدد، وجهز جيشًا، عقد قيادته لابنه طوسون باشا، وأرسله في أسطول من 28 سفينة من السويس إلى ينبع، فنزلها الجيش في تشرين الأول من سنة 1811 [الموافق 1226 هـ]، ثم خرج الجيش من ينبع قاصدًا المدينة المنورة، وفي طريقها استولى على بدر، والصفراء، ثم دهم عبد الله بن سعود وأخوه فيصل هذا الجيش في مضيق الحديدة على نحو مرحلة من المدينة، فأوقعا به، وأكثرا القتل فيه، فانهزم إلى بدر.
وقد غنم الوهابيون العُدَد والميرةَ، وأربعة مدافع، ثم أتى طوسون باشا نجدة، فجدد السير إلى المدينة، ونزل عليها في تشرين الأول سنة 1812، وشدد عليها الحصار، ودخلها عنوة في تشرين الثاني من السنة المذكورة، ومكن السيف من الوهابيين، وأطلق المدينة للنهب، وامتنع بعض الجند في قلعتها، فضيق عليهم، ولما نفد زادهم، استأمنوا إليه، فأمنهم، فخرجوا من القلعة، حتى إذا صاروا على بعد من المدينة، طاردتهم العساكر، وأوقعت بهم، فلم يسلم منهم إلا من ساعده الفرار.
وفي كانون الثاني من سنة 1814 تمكن طوسون باشا من فتح مكة المكرمة، واستولى على جدة والطائف، وجرى بينه وبين الوهابيين مناوشات ومحاربات، انجلى أكثرها عن ظفر الوهابيين، وفي آذار من سنة 1814 استولى المصريون على قنفذة، ولم يلبثوا أن دهمهم فيها الوهابيون، فأجفلوا، وأركنوا إلى الفرار، ودخل الوهابيون البلد، وأعملوا السيف فيها.
وبأثناء ذلك قضي على سعود بن عبد العزيز - المترجَم له - بإثر حمى أصابته، وذلك في الثامن من جمادى الأولى سنة (1229 للهجرة - 28 نيسان سنة 1814 للميلاد)، وله من العمر ثمانٍ وستون سنة.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
قال في البدر الطالع: ولد تقريباً سنة ألف ومائة وستين في وطنه ووطن أهله القرية المعروفة بالدرعية من البلاد النجدية، وكان قائد جيوش أبيه عبد العزيز وكان جده محمد شيخاً لقريته التي هو فيها، فوصل إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكِرُ على المعتقدين في الأموات فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها الأمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريباً. ثم مات محمد بن سعود وقد دخل في الدين بعض البلاد النجدية، وقام ولده عبد العزيز مقامه فافتتح جميع الديار النجدية، والبلاد العارضية والحسا والقطيف، وجاوزها إلى فتح كثير من البلاد الحجازية، ثم استولى على الطائف ومكة والمدينة وغالب جزيرة العرب، وغالب هذه الفتوح على يد والد سعود، قام ولده سعود المترجم المرقوم، فتكاثرت جنوده واتسعت فتوحاته، ووصلت جنوده إلى اليمن، فافتتحوا بلاد أبي عريش وما تصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريف أبي عريش وأمدوه بالجنود، ففتح البلاد التهامية كاللحية والحديدة وبيت الفقيه وزبيد، وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور وولده المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد وهدم القبور المشيدة والقباب المرتفعة ثم وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها وفي جهة ذمار وما يتصل بها، ثم خرج خليل باشا من مصر إلى مكة بعد إرساله بجنود افتتحوا مكة والمدينة والطائف وغلبوا عليها، وكان استيلاؤه على مكة والمدينة عام ألف ومائتين وثمانية وعشرين، وخروجه إلى مكة سنة ألف ومائتين وسبع وعشرين، والحرب مستمرة. ومات سعود سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين، وقام بالأمر ولده عبد الله بن سعود، وقد أفردت هذه الحوادث العظيمة بمصنف مستقل، ثم خرجت جيوش الدولة ومصر على عبد الله بن سعود ومن معه من الجند في قريته الدرعية، وطال الحصر وأخربت المدافع العثمانية كثيراً من الأبنية، وبعد هذا استسلم عبد الله بن سعود، وكان ذلك في سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، وأدخلوه أسيراً إلى حضرة سلطان العرب والعجم حضرة أمير المؤمنين السلطان محمود والله أعلم ما انتهى إليه حاله. ثم خرج بعض الجنود العثمانية صحبة خليل باشا إلى تهامة اليمن التي كانت بيد الشريف حمود، وكان خروجهم بعد موته وقيام ولده أحمد بالأمر، مع معارضة الشريف حسن بن خالد الحازمي للشريف أحمد، فاستولت الجنود العثمانية على ما كان بيد الشريف أحمد بن حمود، واستسلم إلى أيديهم، وأحضروه إلى دار السلطنة العثمانية، وكان ذلك سنة ألف ومائتين وأربع وثلاثين. وأما الشريف حسن بن خالد الحازمي ففر بمن معه إلى بلاد عسير، وتحصن بمكان يقال له المناظر، فخرجت عليه الجنود العثمانية، ووقع بينهم حروب، آخرها قتل الشريف حسن بن خالد والأمر لله سبحانه اهـ.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.