عبد العزيز بن أحمد بن محمد الهنتاتي الحفصي أبي فارس
عزوز الحفصى
تاريخ الولادة | 761 هـ |
تاريخ الوفاة | 837 هـ |
العمر | 76 سنة |
مكان الوفاة | تلمسان - الجزائر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن يحيى أَبُو فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي الحفصي / ملك الْمغرب وَصَاحب تونس وَهُوَ بكنيته أشهر. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه قَرَأت بِخَط صاحبنا أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْحق التّونسِيّ فِيمَا كتب من سيرته أَنه بلغه أَنه كَانَ لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا بل حزر بِقدر أَربع سَاعَات لَا تزيد قطّ وَرُبمَا نقصت وَأَنه لَيْسَ لَهُ شغل سوى النّظر فِي مصَالح ملكه وَأَنه كَانَ يُؤذن بِنَفسِهِ ويؤم بِالنَّاسِ فِي الْجَمَاعَة وَيكثر من الذّكر وَيقرب أهل الْخَيْر وَأَنه أبطل كثيرا من التركات والمفاسد بتونس كالعيالة وَهُوَ مَكَان يُبَاع فِيهِ الْخمر للفرنج يتَحَصَّل مِنْهُ شَيْء كثير فِي السّنة ولأكثر الْجَيْش عَلَيْهِ رواتب وعوضهم عَنهُ وَكَذَا المكوس بِحَيْثُ لم يكن ببلاده كلهَا شَيْء مِنْهَا وَأَنه شكى إِلَيْهِ قلَّة الْقَمْح بِالسوقِ فَدَعَا تجاره فَعرض عَلَيْهِم قمحا من عِنْده وَقَالَ أُرِيد بَيْعه بِدِينَار وَنصف فاسترخصوه فَأمر بِبيعِهِ بذلك السّعر وَأَن لَا يَشْتَرِي من غَيره بأزيد فاحتاجوا لبيع مَا عِنْدهم كَذَلِك فَترك هُوَ حِينَئِذٍ البيع فَبَلغهُ أَنهم زادوا قَلِيلا فَأمر بِبيع مَا عِنْده بِدِينَار فَقَط وَتقدم إِلَى خازنه انه إِن وجد الْقَمْح فِي السُّوق لَا يَبِيع شَيْئا وَإِلَّا بَاعَ بِدِينَار فاضطربوا إِلَى أَن مَشى الْحَال فَكَانَت من أحسن الْحِيَل فِي تمشية حَال النَّاس، وَإنَّهُ كَانَ محافظا على عمَارَة الطرقات بِحَيْثُ أمنت القوافل فِي أَيَّامه بِجَمِيعِ بِلَاده وَإنَّهُ حضر محاكمة مَعَ مُنَازع لَهُ فِي بُسْتَان إِلَى القَاضِي فَحكم عَلَيْهِ فَقبل الحكم وأنصف الْغَرِيم وَإنَّهُ كَانَ يُبَالغ فِي أَخذ الزَّكَاة وَالْعشر وَإِذا مر فِي السُّوق يسلم وَلَا يلبس الْحَرِير وَلَا يجلس عَلَيْهِ وَلَا يتختم بِالذَّهَب إِلَى غير ذَلِك من المحاسن، وَكَانَت صدقاته إِلَى الْحَرَمَيْنِ بل وَإِلَى جمَاعَة من الْعلمَاء والصلحاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا مستمرة فَأرْسل يَسْتَدْعِي نُسْخَة من فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا بتحريك الزين عبد الرَّحْمَن البرعكي فَجهز لَهُ مَا كمل وَهُوَ قدر الثُّلثَيْنِ مِنْهُ وبهذه الْوَاسِطَة كَانَ تجهز لكتبه الشَّرْح بل ولجماعة مجْلِس الاملاء ذَهَبا يفرق عَلَيْهِم على قدر مَرَاتِبهمْ وَالْكثير مِنْهُ معِين من هُنَاكَ، وَمَا سَافر قطّ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره إِلَّا قدم بَين يَدَيْهِ صدقَات وَقرب للزوايا وَغَيرهَا امتثالا لقَوْله أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات وَكَذَلِكَ إِذا عَاد ولهذه الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة كتب إِلَيْهِ ابْن عَرَفَة مرّة وَالله مَا أعلم يَوْمًا يمر عَليّ وَلَا لَيْلَة إِلَّا وَأَنا دَاع لكم بخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّكُم عماد الدّين ونصرة الْمِسْكِين انْتهى. وَقد استجاز لَهُ ولأولاده شَيخنَا الزين رضوَان وَغَيره جمعا من الْأَعْيَان وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَنْهُم بالاجازة مُكَافَأَة لَهُ على أفضاله وترغيبا لَهُ فِي مزِيد إقباله. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة بعد أَن خطب لَهُ بفاس وتلمسان وَمَا والاهما من المدن والقرى إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَثلث سنة فأزيد قَالَ المقريزي وَكَانَ خير مُلُوك زَمَانه صِيَانة وديانة وجودا وافضالا وعزما وحزما وَحسن سياسة وَجَمِيل طَريقَة، وَأطَال تَرْجَمته جدا فِي عقوده وختمها بقوله ومناقبه كَثِيرَة وفضائله شهيرة وَلَقَد فجع الاسلام وَأَهله بِمَوْتِهِ وَالله يرحمه ويتجاوز عَنهُ وَقَامَ من بعده حفيده الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْأمين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي فَارس فدام أَيْضا دهرا كَمَا سَيَأْتِي.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الحفصي الهنتاتي، أبو فارس، المعروف بعزوز:
من كبار الحفصيين ملوك تونس. بويع بعد وفاة أبيه (سنة 796) وحسنت سيرته. وكان موفقا حازما، فيه بأس ورفق وديانة وجود. وله آثار في تونس. قال صاحب الخلاصة النقية: " درة سلك الحفصيين ومجدّد ملكهم " ولم تخل أيامه من فتن وفق إلى قمعها. وضم إلى بلاده مديني تلمسان وفاس. وغزا مالطة، فانتقضت تلمسان، فخرج لها، فتوفي فجأة بقرب جبل ونشريس (من أعمال تلمسان) وكانت ولايته 40 سنة و 4 أشهر وأياما .
-الاعلام للزركلي-
عبد العزيز بن أحمد الحفصى أبو فارس أمير المؤمنين.
توفى في يوم الأضحى فجأة تجاه جبل ونشريس، وولّى الأمر بعده حفيده أبو عبد الله المنتصر واتصلت ولايته إلى أن توفى سنة 839
وتوفى عبد العزيز المذكور سنة 837.
أورده ابن حجر مرة في وفيات سنة 837 وأخرى في وفيات سنة 838. كان يؤذن بنفسه، ويؤم بالناس في الجماعات، ويقرب أهل الخير، وقد أبطل كثيرا من المفاسد، وشكى إليه قلة القمح بالسوق، فدعا تجاره فعرض عليهم قمحا من عنده، وقال: أريد أن أبيع هذا بسعر دينار ونصف، فاسترخصوه فأمر ببيعه بذلك السعر، وألا يشترى أحد من غيره بفوق ذلك، فاحتاجوا أن يبيعوه بذلك القدر؛ فترك هو البيع، فبلغه أنهم زادوا قليلا، فأمر بأن يباع ما عنده بسعر دينار واحد، وتقدم إلى خازنه أنه إن وجد القمح بالسوق لا يبيع من عنده شيئا وإلا باع بسعر دينار، فاضطروا إلى أنه إن مشى الحال فكانت تلك من أحسن الحيل في تمشية حال الناس. ولم يكن ببلاده شئ من المكوس، ولكنه كان يبالغ في أخذ الزكاة والعشر، وكان محافظا على عمارة الطرق حتى أمنت القوافل في أيامه في جميع بلاده، وذكر أنه حضر محاكمة مع منازع له في بستان إلى القاضى، فحكم عليه، فقبل الحكم، وأنصف الغريم! راجع ترجمته في إنباء الغمر 3/ 516 - 527.559، والضوء اللامع 4/ 214 - 215، والحلل السندسية 4/ 1071 - 1080 وشذرات الذهب 7/ 222.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)