محمود بن محمد قره جلبى زاده أبي الفضل

تاريخ الوفاة1063 هـ
مكان الوفاةبلاد الروم - بلاد الروم
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • استانبول - تركيا
  • روم إيللي - تركيا
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

مَحْمُود بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل قاضى الْعَسْكَر الشهير بقره جلبى زَاده الصَّدْر الْكَبِير وَالْبَحْر الْعَزِيز عديم النظير والبديل فقيد المثيل والعديل صَاحب مَكَارِم الاخلاق الْمَشْهُور بكرم الْقَلَم فى الْآفَاق حصل من الْفضل والافضال وَجمع المَال والنوال مَا لَا يُمكن وَصفه وعده وَلَا يتَصَوَّر ضَبطه وَحده.

الترجمة

مَحْمُود بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل قاضى الْعَسْكَر الشهير بقره جلبى زَاده الصَّدْر الْكَبِير وَالْبَحْر الْعَزِيز عديم النظير والبديل فقيد المثيل والعديل صَاحب مَكَارِم الاخلاق الْمَشْهُور بكرم الْقَلَم فى الْآفَاق حصل من الْفضل والافضال وَجمع المَال والنوال مَا لَا يُمكن وَصفه وعده وَلَا يتَصَوَّر ضَبطه وَحده وَهُوَ من بَيت قديم كَبِير بَين الانام شهير لَازم من شيخ الاسلام أَبى الميامن ثمَّ حج فى خدة وَالِده قاضى الْعَسْكَر فى سنة ثَمَان وَعشْرين وَألف ثمَّ تدرج فى الْمدَارِس حَتَّى وصل الى الْمدرسَة السليمانية وَولى قَضَاء ينكى شهر ثمَّ قَضَاء مَكَّة المكرمة وَقدم إِلَى دمشق فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَألف وَنقل إِلَى قَضَاء دمشق وَهُوَ لم يخرج مِنْهَا وَكَانَ ابْتِدَاء تَوليته نَهَار الثلاثا سَابِع عشر شَوَّال من هَذِه السّنة وَكَانَ فى قَضَائِهِ معتدلا ملاطفا وَشَاهد مِنْهُ فضلاء دمشق رِعَايَة واقبالا ومدحه شعراؤها بالقصائد النفيسة مِنْهُم أَحْمد بن شاهين فانه مدحه بقصيدة مطْلعهَا هَذَا
(نسجت حاكة الرّبيع برودا ... واقتنت صاغة النسيم عقودا)
(تِلْكَ تكسو بهَا الرياض وهذى ... لتحلى الغصون جيدا فجيدا)
(سلبت فى الخريف عقدا وبردا ... فكساها الرّبيع مِنْهُ برودا)
(فَكَانَ الرياض حِين أبانت ... خفرات أَتَت تريك الخدودا)
(وتثنت ملد الغصون فخلنا ... أَنَّهَا خرد أمالت قدودا)
(ورأينا أكمة النُّور تزهى ... فاجتلينا من الكعاب النهودا)
(حاكت الرّيح فى الجداول درعا ... مُحكم النسيج سابغا مسرودا)
(خادمت بُرْهَة سُلَيْمَان فى الْملك فحاكى صنيعها داودا ... )
(أتقنت صَنْعَة اللبوس فضاهت ... بنسيج الْمِيَاه درعا جَدِيدا)
(فَتَأمل ترى الخمائل غيدا ... نظمت فى النحور مِنْهَا الفريدا)
(مَا شككنا أَن الرياض جنان الْخلد حسنا أَن لَو تَسَاوَت خلودا ... )
(واذا مَا أردْت تحظى بروض ... دَائِم الْبشر يممن مَحْمُودًا)
(خلق يسلب الرياض ذكاها ... وَيَد تسلب السَّحَاب الجودا)
(وسجايا كانها الزهر فارغب ... عَن ذَا الزهر واطلبن المزيدا)
(انما الْفضل فى الانام لمولى ... همه أَن يُفِيد أَو يستفيدا)
(عَالم وَابْن عَالم فَتَأمل ... كَيفَ ذَا الشبل رَاح يقفو والاسودا)
(متع الله سيدى بِأَبِيهِ ... ليرى مِنْك والدا وحفيدا)
(والدا حُزْته أم الْمجد أضحى ... والدا جَاءَ بالعلا مولودا)
الى أَن قَالَ فِيهَا
(يَا ابْن قاضى العساكر الغر سمعا ... لنظام كالدر جَاءَ نضيدا)
(بهجة الشّعْر فى النشيد وهذى ... قصتى كلهَا تزين النشيدا)
(كَانَ رأيى وَقد أردْت مديحا ... فِيك يَا رونق المديح سديدا)
(وابق للدهر نصْرَة ودراء ... مَا غَدا العيض فى حماك رغيدا)
(لَيْلَة نجتليه لَيْلَة قدر ... وَكَذَا الْيَوْم مهرجانا وعيدا)
ثمَّ نقل الى قَضَاء مصر ثمَّ قَضَاء قسطنطينية فى رَابِع صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ ولى قَضَاء الْعَسْكَر بِأَنا طولى سنة خمس وَأَرْبَعين ثمَّ عزل ووجهت إِلَيْهِ رُتْبَة قَضَاء روم أيلي ثمَّ ولي قَضَاء روم أيلي فِي شهر ربيع الاول سنة سبع وَخمسين وَاتفقَ أَنه ولى زوج بنته الْمولى حُسَيْن الشهير بالخوجه قَضَاء أَنا طولى وَكَانَ السُّلْطَان ابراهيم مُقبلا عَلَيْهِمَا مَا نعقد على صدارتهما الِاتِّفَاق وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة كريم الطَّبْع جدا كَمَا ذكرت فبسبب ذَلِك أَدخل فى طَرِيق الموالى أجانب ونماهم فَنَشَأَ بذلك الابتذال وَدخُول الاسافل والانذال ثمَّ عزل وأنشده أديب الزَّمَان الامير منجك يَوْم عَزله هَذِه الابيات
(يَا ابْن الْكِرَام الالى شادت عزائمهم ... بَيْتا جَلِيلًا كبيت الله نعرفه)
(أَنْت الْكَبِير الذى لَا عزل ينقصهُ ... قدرا وَلَا النّسَب العالى يشرفه)
(ولوسعى جهده الْمَعْرُوف مختبرا ... لم يلف غَيْرك فى الدُّنْيَا فيألفه)
(عبيد نعماك لَا يَخْشونَ من سرف ... ان أتلف الدَّهْر شَيْئا أَنْت تخلفه)
ثمَّ أُعِيد الى قَضَاء روم ايلى وَعمر مدرسة لَطِيفَة بِالْقربِ من جَامع الشهزاده بقسطنطينية وَصرف عَلَيْهَا مَالا جزيلا وَكَانَ ذَا حلم وأناة وتواضع لَا يعرف الْغَضَب محبا بالطبع لابناء الْعَرَب وَكَانَ ينظم الشّعْر العربى وَمن شعره وقفت لَهُ على هذَيْن الْبَيْتَيْنِ كتبهما على ديوَان بِخَط العناياتى وهما
(لَك الْحَمد اللَّهُمَّ فى كل أوقاتى ... بمنك لطفا لم يزل بالعناياتى)
(على أننى مَا زلت أشكر نعْمَة ... بِتَمْلِيك ديوَان بِخَط العناياتى)
وَكَانَت وَفَاته فى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بمدرسة الَّتِى أَنْشَأَهَا رَحمَه الله تَعَالَى
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.