يوسُف بن نَصْر الأزْدِي - جدّي رحمه الله - من أهْلِ قُرطُبة؛ يُكنّى: أبا عمر.
أصله من أسْتَجَة، وتَحوّل عنها زمن الفتنة. وَذَكَر بعض أهْلي أن نَصْراً قُتِلَ في الثائرة التي كانَت بين المولدة والْعَرب بأسْتِجَة فتحول يوسف منها صغيراً.
وكان: رَجُلاً صالحاً، لم يتلبس بِشيء من الدّنيا؛ وكان رُبّما شَاهَد بعض مجالِس أهْلِ العِلم، وكان العَمَل أغْلَب عليه، وكان طَويل الصّمت. وحُدّثنا عنْهُ أنه كان إذا صَلّى الصبح لَمْ يَتَكَلّم في شَيْء حَتّى يقرأ: (قُلْ هُو اللهُ أحَد) ألْف مَرّة لترغيب بَلَغهُ في ذلِكَ. وكانَ: لا يَتَنَفّل في المسْجِدِ.
وَجَدْتُ بخط أبي رحمه الله على بعض كتبه: ماتَ أبي رحمة الله عليه ومغفرته لِعَشْرٍ بَقين من المحَرَّم سنَة اثنتين وثلاثين وثلاثِ مائة.
-تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي-