الحسين بن القاسم بن محمد

تاريخ الولادة999 هـ
تاريخ الوفاة1050 هـ
العمر51 سنة
مكان الوفاةذمار - اليمن
أماكن الإقامة
  • ذمار - اليمن
  • صنعاء - اليمن

نبذة

السَّيِّد الْحُسَيْن بن الإمام الْقَاسِم بن مُحَمَّد تقدم تَمام نسبه في تَرْجَمَة أَخِيه الْحسن ولد يَوْم الأحد رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة 999 تسع وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة قَرَأَ على الشَّيْخ لطف الله بن مُحَمَّد الغياث وَكَانَ يتعجب من فهمه وَحسن إدراكه وَقَرَأَ على جمَاعَة من عُلَمَاء عصره وبرع في كل الْفُنُون وفَاق فِي الدقائق الأصولية والبيانية والمنطقية والنحوية وَله مَعَ ذَلِك شغلة بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وَألف الْغَايَة وَشَرحهَا الْكتاب الْمَشْهُور الَّذِي صَار الْآن مدرس الطّلبَة وَعَلِيهِ الْمعول فِي صنعاء وجهاتها

الترجمة

السَّيِّد الْحُسَيْن بن الإمام الْقَاسِم بن مُحَمَّد
تقدم تَمام نسبه في تَرْجَمَة أَخِيه الْحسن ولد يَوْم الأحد رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة 999 تسع وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة قَرَأَ على الشَّيْخ لطف الله بن مُحَمَّد الغياث وَكَانَ يتعجب من فهمه وَحسن إدراكه وَقَرَأَ على جمَاعَة من عُلَمَاء عصره وبرع في كل الْفُنُون وفَاق فِي الدقائق الأصولية والبيانية والمنطقية والنحوية وَله مَعَ ذَلِك شغلة بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وَألف الْغَايَة وَشَرحهَا الْكتاب الْمَشْهُور الَّذِي صَار الْآن مدرس الطّلبَة وَعَلِيهِ الْمعول فِي صنعاء وجهاتها وَهُوَ كتاب نَفِيس يدل على طول بَاعَ مُصَنفه وَقُوَّة ساعده وتبحّره في الْفَنّ اعتصره من مُخْتَصر الْمُنْتَهى وشروحه وحواشيه وَمن مؤلفات آبَائِهِ من الْأَئِمَّة فِي الأصول وسَاق الأدلة سوقاً حسناً وجود المباحث وَاسْتوْفى مَا تَدْعُو إليه الْحَاجة وَلم يكن الْآن في كتب الاصول من مؤلفات أهل النمين مثله وَمَعَ هَذَا فَهُوَ أَلفه وَهُوَ يَقُود الجيوش ويحاصر الأتراك في كل مَوَاطِن ويضايقهم ويوردهم المهالك ويشن عَلَيْهِ الغارات وَله مَعَهم ملاحم تذهل الْمشَاهد لبعضها عَن النظر في كتاب من كتب الْعلم فَكيف بِهِ رَحمَه الله وَهُوَ قَائِد الجيوش وأمير العساكر والمرجوع إليه هُوَ وَأَخُوهُ الْحسن الْمُقدم ذكره فِيمَا دق وَجل من أَمر الْجِهَاد فإن بعض الْبَعْض من هَذَا يُوجد تكدر الذِّهْن وتشوشه ونسيان المحفوظات فضلاً عَن تصنيف الدقائق وتحرير الْحَقَائِق والمزاحمة لعضد الدَّين والسعد التَّفْتَازَانِيّ والاستدراك عَلَيْهِمَا وعَلى أمثالهما من المشتهرين بتحقيق الْفَنّ فَمَا هَذِه الاشجاعة تتقاعس عَنْهَا الشجعان ورصانة لَا يقعقع لَهَا بالشنآن وَقُوَّة جنان تبهر الْأَلْبَاب وثبات قدم في الْعُلُوم لم يكن لغيره في حِسَاب ومازال رَحمَه الله مُجَاهدًا وَقَائِمًا فى حَرْب الاتراك قَاعِدا وناشراً للعلوم ومحققاً لحدودها والرسوم حَتَّى توفاه الله تَعَالَى في آخر لَيْلَة الْجُمُعَة ثاني شهر ربيع الآخر سننة 1050 خمسين وَألف بِمَدِينَة ذمار وَدفن بهَا فِي قُبَّته الْمَشْهُورَة وَله نظم حسن فَمِنْهُ
(مولاي جد بوصال صب مدنف ... وتلافه قبل التلاف بموقف)
(وَارْحَمْ فديت قَتِيل سيف مرهف ... من مقلتيك طعين قدّ أهيف)

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

 

الْحُسَيْن بن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ القَاضِي الْحُسَيْن المهلا فِي حَقه إِمَام عُلُوم مُحَمَّد الَّذِي اعْترف أولو التَّحْقِيق بتحقيقه وأذعن أَرْبَاب التدقيق لتدقيقه واشتهر فِي جَمِيع الأقطار اليمنية بالعلوم السّنيَّة أَخذ عَن وَالِده الإِمَام الْمَنْصُور الْقَاسِم ولازمه حَتَّى برع وترعرع وَأخذ عَن الإِمَام الْعَلامَة لطف الله بن مُحَمَّد بن الغياث المظفري وجدي الْمُجْتَهد عبد الله المهلا وَلَقي كثيرا من شُيُوخ عصره وَله التصانيف الشهيرة كغاية السول فِي علم الْأُصُول وَشَرحه هِدَايَة الْعُقُول وَكتاب فِي آدَاب الْعلمَاء والمتعلمين اخْتَصَرَهُ من كتاب جَوَاهِر الْعقْدَيْنِ للسَّيِّد السمهودي وَكَانَ لَهُ الْخط الْحسن الَّذِي لَا نَظِير لَهُ وَمن شعره البديع قَوْله
(مولَايَ جد بوصال صب مدنف ... وتلافه قبل التلاف بموقف) (وَارْحَمْ فديت قَتِيل سيف مرهف ... من مقلتيك طعين قد مر هف)
(فَامْنُنْ بحقك يَا حبيب بزورة ... تحيي بهَا الْقلب القريح فيشتفي) (أعلمت أَن الصد أتلف مهجتي ... والصد للعشاق أعظم متْلف)
(عجبا لعطفك كَيفَ رنح وانثنى ... متأودا وعَلى لم يتعطف) (أَنا عَبدك الملهوف فارث لذلتي ... وارفق فديتك بِي لطول تلهفي)
(عَرفتنِي بهواك ثمَّ هجرتني ... يَا لَيْتَني بهواك لم أتعرف) (حَملتنِي مَالا أُطِيق من الْهوى ... وأذقتني سم الْفِرَاق المدلف)
(يَا مهجتي ذوبي وَيَا روحي اذهبي ... من صده عني وَيَا عَيْني اذرفي)
(هَل من معِين لي على طول البكا ... أَو راحمي أَو ناصري أَو منصفي) (وَإِلَيْك عاذل عَن ملامة مغرم ... لَا يرعوى عَمَّا يروم وَلَا يَفِي)
(حاشاي أَن أسلو وانسي عهد من ... أحببته إِنِّي أَنا الْخلّ الوفي) (قل مَا تشَاء فانني يَا عاذلي ... لَا أَنْتَهِي لَا أنثني عَن متلفي)
(أَنا عَبده لَا أكتفي عَن مالكي ... وَالْعَبْد عَن ملاكه لَا يَكْتَفِي) (يَا قلبه القاسي أما ترثي لمن ... قَاس هَوَاك جوى وَطول تأسف)
(اعطف على قلب سلبت فُؤَاده ... واستبق مِنْهُ بِالنَّبِيِّ الْأَشْرَف)
وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرى شهر ربيع الآخر سنة خمسين وَألف بِمَدِينَة ذمار وَبهَا دفن رَحمَه الله تَعَالَى.

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

 

 

الحسين بن الإمام القاسم بن محمد بن علي:
أمير، من فقهاء الزيدية في اليمن. له تصانيف كثيرة، منها (غاية السول في علم الأصول) وشرحه (هداية العقول - خ) في الطائف وفي جامعة الرياض (1539) و (آداب العالم والمتعلم - خ) في دار الكتب. وله نظم. ومن عجيب أمره أنه صنف كتبه وهو يتنقل في ميادين القتال، يقود الجيوش ويحاصر الأتراك ويشنّ عليهم الغارات، وتوفي (بمدينة ذمار) قائما بحربهم  .

-الاعلام للزركلي-