محمد بن فروخ أمير الحاج
تاريخ الوفاة | 1048 هـ |
مكان الولادة | نابلس - فلسطين |
مكان الوفاة | نابلس - فلسطين |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الأمير مُحَمَّد بن فروخ أَمِير الْحَاج الشامى النابلسى المولد أحد شجعان الدُّنْيَا الْمَشْهُورين وكرماها الْمَذْكُورين كَانَ من أمره انه لما رَحل أَبوهُ بِالْحَجِّ وَهُوَ أَمِير فى سنة مَوته وهى سنة ثَلَاثِينَ وَألف ترك ابْنه مُحَمَّد هَذَا فى نابلس مُبْعدًا عَنهُ لنفرة كَانَت بَينهمَا وفوض أَمر حُكُومَة الْقُدس ونابلس لممولك لَهُ يدعى يُوسُف وَكَانَ يُحِبهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض أَتبَاع أَبِيه بقتل يُوسُف فى غيبَة وَالِده فَقتله وَقَامَ مقامة فَوَقع خَوفه فى قُلُوب أهالى تِلْكَ الْبِلَاد وهابوه وَاتفقَ موت وَالِده فسافر الى الرّوم وَاجْتمعَ بالوزير الاعظم مره حُسَيْن باشا وَكَانَ بَينه وَبَين وَالِده حُقُوق قديمَة فولاه امارة الْحَاج وَقدم الى دمشق وَسَار الحجيج فى سنة احدى وَثَلَاثِينَ وأرهب العربات وَكبر صيته واشتهر خَبره وبقى فى الامارة مُدَّة ثانى عشرَة سنة وشهرته تتضاعف وأخباره تتزايد وَبَلغت رهبته فى قُلُوب العربان الى انهم كَانُوا اذا أَرَادوا يخوفون أحدا مِنْهُم يَقُولُونَ هَا ابْن فروخ أقبل فَتَاوَى قوائمه والى ذَلِك أَشَارَ فتح الله بن النّحاس فى قصيدته الْمَشْهُورَة الَّتِى مدحه بهَا بقوله
(واذا قيل ابْن فروخ أَتَى ... سقطوا لَو أَن ذَاك القَوْل مزح)
هَذِه القصيد // من أحسن محَاسِن الشّعْر وأعذبه // ومطلعها
(بَات ساجى الطّرف والشوق يلح ... والدجا إِن يمض جنح يَأْتِ جنح)
وغزلها مَشْهُور متداول فلذها تركته وَأما مديحها فَمِنْهُ قَوْله فى وَصفه
(بَطل لَو شَاءَ تمزيق الدجا ... لأتاه من عَمُود الصُّبْح رمح)
(كم سطور بالقنا يَكْتُبهَا ... وسطور بِلِسَان السَّيْف يمحو)
(بأبى أفدى أميرى انه ... صَادِق الطعْن جرئ الْقلب سمح)
(كلما قد قيل فى تَرْجِيحه ... فى الندى أَو فى الوغى فَهُوَ الاصح)
(يَا عروس الْخَيل وَالسيف لَهُ ... فى قراع الْخَيل والابطال صدح)
(يَا رحاة الْخَيل وَالْخَيْل لَهَا ... فى حِيَاض الْمَوْت بالغرسان سبح)
(حط سيف الْجُود فى حظى الذى ... هُوَ كالدهر يمسنى ويضح)
(طالع الادبار مالى وَله ... ان يكن من كَوْكَب الاقبال لمح)
وَكَانَ على مَا مكن لَهُ من الطول الطائل يتفرغ للادب وَكَانَ يحفظ من الاشعار والاخبار شَيْئا كثيرا وروى انه كَانَ يحفظ مقامات الحريرى وَكَانَ فكه الطَّبْع مائلا الى الْغناء وأرباب الموسيقى وَهُوَ فى الشجَاعَة مِمَّن لم ير نَظِيره فى عصره وَلِلنَّاسِ فِيهِ مدائح كَبِيرَة فَمن ذَلِك هَذِه الابيات قَالَهَا فِيهِ الامام الْهمام عبد الرَّحْمَن العمادى الْمُفْتى
(مُحَمَّد باشانا ابْن فروخ من لَهُ ... عجائب شاعت من عَظِيم نعاله)
(فكم طعنات أقصدت من رماحه ... وَكم رشقات أنفذت من نباله)
(شَهِدنَا وشاهدنا لَهُ فى حَدِيدَة ... منافذ سهم خارقا من نصاله)
(اذا كَانَ هَذَا فى الْحَدِيد فعاله ... فَمَا حَال أجساد العدى فى قِتَاله)
(وَمَا ذَاك فعل السهْم بل فعل ساعد ... يساعده الرامى بِقُوَّة حَاله)
وللامير المنجكى فِيهِ
(أميرنا لَا بَرحت فى رتب ... ينحط عَن دون بَعْضهَا الْفلك)
(بيكلر بكيا سموك مظْلمَة ... وَأَنت بالمجد والعلى ملك)
(اذا طويت الْكتاب تنفذه ... الى العدى قبل فضه هَلَكُوا)
(وان قصدت النُّفُوس تبذرها ... تركت طير الْمنون تحتبك)
(سلكت بيض الْوُجُوه أَوديَة ... رَأْيك لولاه قطّ مَا سلكوا)
(عبيد نعماك أَيْنَمَا ذَهَبُوا ... حَاز والمعالى وللمنى ملكوا)
(زهد قلب المشوق بأسهم ... حب الغوانى يُعِيدهُ النّسك)
(من كل زمر اذا بعثت بِهِ ... قَامَ بِهِ فى العداة معترك)
(يحمده الذِّئْب فى الفلاة وفى الجو نسور والابحر السّمك ... )
(حَار لسانى فَمَا يَقُول ترى ... أَنْت مليك الزَّمَان أم ملك)
(حويت كل الفخار مُنْفَردا ... وفى سواك الفخار مُشْتَرك)
وَله فى أَبْيَات أخر مطْلعهَا
(يَا ربع كم لَك من شجى هَالك ... مغرى بجؤذرك المصون الهاتك)
(لست الملول وان رددت مآربى ... مَمْنُوعَة وهواك لَيْسَ بتاركى)
(أوقفت دمعى فى عراصك بَعْدَمَا ... سد الجوى الا اليك مسالكى)
(عهدى وَشَمل السعد فِيك منضد ... والعيش يبسم عَن ثنايا ضَاحِك)
(وَعَلَيْك من وَجه الامير بشاشة ... أفديه من وَجه أغر مبارك)
(ملك جنَاحا خيله ورماحه ... يَوْم الوغى من فتية وملائك)
(تمشى الفوارس تَحت أَمر ركابه ... طوع الفياد فياله من مَالك)
(وَأَقل عبد من شِرَاء هباته ... مأوى الطريد وقبلة للسالك)
(يأيها الْمولى الذى قد دبرت ... آراؤه الدُّنْيَا بِحسن ندارك)
(قلدت أَعْنَاق العداة كارما ... بحسامك الْحق الجلى الفاتك)
(ومحوت من صحف الْحَيَاة نُفُوسهم ... محو الصَّباح ظلام ليل حالك)
(تخذوا سهامك فى الجسوم أَمارَة ... فنجوا بيمن جادها من مَالك)
(لم يكفروا نعماك لَكِن ساقهم ... قدر الاله لورطة ومهالك)
وَكَانَت وَفَاته فى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَألف بنابلس وَدفن بهَا وَخَلفه ولدان لَهُ على وعساف وَكِلَاهُمَا وليا الامارة فالاول وَليهَا سنة وَاحِدَة وَلَا أتحقق مَوته فى أى سنة كَانَ والثانى وَليهَا مَرَّات وَتوفى وَهُوَ مُتَوَجّه الى الرّوم بقونيه فى سنة احدى وَثَمَانِينَ وَألف
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
محمد بن فروخ:
أمير، من الشجعان الكرماء. مولده ووفاته في نابلس (بفلسطين) ولي إمارة الحج الشامي، بعد أبيه، ثماني عشرة سنة. وتناقل الناس أخبار شجاعته، وهابته أعراب البادية حتى ضرب ببسالته المثل، وامتدحه ابن النحاس بقصيدته (الحائية) المشهورة، ومدحه الأمير المنجكي بقصيدتين .
-الاعلام للزركلي-