أبو الحسن علي بن عبد الغني: المعروف بالمصري القيرواني العالم الإمام في القراءات السبع الثقة. قرأ على أبي عتيق بن أحمد المصري وغيره وله قصيدة في القراءات، مات بطنجة سنة 488هـ[1095 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
علي بن عبد الغني الفهري الحصري، أبو الحسن:
شاعر مشهور، له القصيدة التي مطلعها: " يا ليل الصب متى غده " كان ضريرا، من أهل القيروان، انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة. اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد ابن عباد بقصائد، وألف له كتاب " المستحسن من الأشعار ". وله " ديوان شعر " بقي بعضه مخطوطا، و " اقتراح القريح واجتراح الجريح - خ " مرتب على حروف المعجم، في رثاء ولد له، و "معشرات الحصري - خ " في الغزل والنسيب، على الحروف، و " القصيدة الحصرية - خ " في القراآت 212 بيتا. وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب. وللجيلاني بن الحاج يحيى ومحمد المرزوقي كتاب في عصره وسيرته ورسائله وشعره سمياه " أبو الحسن الحصري القيرواني - ط " في تونس .
-الاعلام للزركلي-
الحصري (نحو 420 - 488 هـ) (1029 - 1095 م)
علي بن عبد الغني الحصري الفهري القيرواني أبو الحسن، المقرئ الشاعر الضرير.
من شيوخه في القراءات أبو بكر عتيق بن أحمد بن إسحاق التميمي المعروف بالقصري إمام جامع القيروان، لازمه عشر سنوات من حين كان عمره عشر سنوات إلى أن أتم العشرين، وختم عليه في القراءات السبع تسعين ختمة، وعبد العزيز بن محمد المعروف بابن عبد الحميد، وأبو علي الحسن بن حسن بن حمدون الجلولي، ولم يذكر له مترجموه شيوخا في العلوم الأخرى أو الأدب.
أقرأ الناس القرآن بسبتة وغيرها، ومن الآخذين عنه أبو القاسم بن صواب أخذ عنه قصيدته في القراءات، ومحمد بن أحمد الأموي، وأبو داود سليمان بن يحيى المعافري وغيرهم.
قال ابن بسام «كان بحر براعة» ورأس صناعة، وزعيم جماعة، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض النسيم، وتنافسوا فيه تنافس الديار في الانس المقيم على أنه كان - فيما بلغني - ضيق العطف، مشهور اللسن، يتلفّت إلى الهجاء تلفت الظمآن إلى الماء، ولكنه طوى على غرّة، واحتمل بين زمانته وبعد قطره ولما خلع ملوك الطوائف بقطرنا اشتملت عليه مدينة طنجة، وقد ضاق ذرعه وتراجع طبعه، وله على ذلك سميع، تمج أكثره السمع، وما أراه سلك إلا سبيل المعري فيما انتحاه».
بارح القيروان في سنة 449/ 1057 - 58 بعد الزحفة الهلالية فأقام فترة بسبتة ثم توجه إلى الأندلس نحو سنة 450، وقال الحميدي: دخل الاندلس، بعد الأربعين وخمسمائة (وهو سبق قلم أو تحريف لأنه مات قبل ذلك بزمان ولعل الصواب بعد الخمسين واربعمائة) وكان دخوله الاندلس استجابة لاستدعاء قديم من المعتمد بن عبّاد صاحب اشبيلية فنزلها وبقي بها مدة ثم إن ملوك الطوائف طلبوا منه النزول في بلدانهم، وتنافسوا في إكرامه، فجاب القطر الأندلسي وأقام في بلنسية، ودانية، ومالقة، والمرية، ومرسية، قبل أن يستقر في طنجة في سنة 483/ 1090 حيث توفي بها.
قال المراكشي في «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» عند الكلام عن المعتمد بن عباد: «ورحل بالمعتمد وآله، بعد استئصال جميع أحواله، ولم يصحب من ذلك كله بلغة زاد، فركب السفين، وحل بالعدوة محل الدفين، فكان نزوله من العدوة بطنجة، فأقام بها أياما ولقيه بها الحصري الشاعر، فجرى على سوء عادته من قبح الكدية، وإفراط الإلحاف، فرفع إليه اشعارا قديمة قد كان مدحه بها وأضاف إلى ذلك قصيدة استجدّها عند وصوله إليه، ولم يكن عند المعتمد في ذلك اليوم مما زود به - فيما بلغني - أكثر من ستة وثلاثين مثقالا فطبع عليها وكتب معها قطعة من شعر يعتذر عن قلتها - سقطت من حفظي - ووجّه بها إليه، فلم يجاوبه عن القطعة على سهولة الشعر على خاطره وخفته عليه - كان هذا الرجل - اعني الحصري - الأعمى أسرع الناس في الشعر خاطرا إلا أنه كان قليل الجيد منه. وكلام المراكشي ظاهر التحامل على الحصري، مع تزييف الواقع وقد وصمه بالالحاف في الكدية، وفساد الذوق، ويرى المحققان للكتاب «ان صاحب نفح الطيب يروي هذا الخبر على وجه آخر، فيقول إن الحصري كان قد ألف للمعتمد كتاب «المستحسن من اشعاره» فلم يقض بوصوله إليه إلا هو على تلك الحالة».
وعند قدوم المعتمد إلى طنجة كان الحصري مقيما بها فأتاه الحصري مستقبلا لا مستجديا والحصري شاعر موهوب له معرفة واسعة باللغة تساعده من السيطرة على شعره، وهو يعتبر من أحسن الممثلين للازدهار الأدبي في عهد الزيريين الصنهاجيين، والذي ساهم مع افريقيين آخرين في نشر روعته بالاندلس، وفي شعره كثير من الالفاظ الغريبة، وهو يقلد المعري في التزامه القيود الشعرية، وفي إكثاره من الوعظ ولم يسم إلى مكانة المعري لأنه لم يكن في مستوى مدارك المعري العلمية والفلسفية ولا يبلغ مدى قوة عقله.
توفي بطنجة التي حل بها سنة 483/ 1090 - 91 قادما من الاندلس وأقرأ فيها القراءات، وأملى أدبه على الراغبين.
مؤلفاته:
اقتراح القريح واجتراح الجريح (ديوان شعره) يشتمل على (2591) بيتا من الشعر وهو مرتب فيه على حروف الهجاء، وفيه القصائد المطولة، والمتوسطة، والمقطوعات وله ذيل يشتمل على (435) بيتا مرتبة على حروف المعجم، لكل حرف قصيدة فيها 15 بيتا، وجميع هذا الديوان خاص بالرثاء بكى فيه ولدا له مات صغيرا، نشره الاستاذان محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى ضمن كتابهما أبو الحسن علي الحصري (تونس 1963).
قصيدة في قراءة نافع في 209 أبيات، وهي رائية، توجد بالمكتبة الوطنية بتونس.
مستحسن الاشعار، ويقال ديوان مستحسن الاشعار، أهداه إلى صديقه المعتمد بن عباد عند مروره بطنجة، وقد جمع فيه مدائحه في بني عباد.
سهم السهم، قصيدة هجا بها ابن الطراوة قال عنها الحصري «ضمنتها مسائل لا تخفى على أولي الفهم فما بلغته حتى دمغته، وألفاها كأنها حية لدغته» ولابن الطراوة هذا، وهو نحوي اندلسي مناقضات لاشعاره.
المعشرات قصائد نظمها بعد تقدم سنه وقد أهملته زوجته الحسناء الشابة، وهو مشغوف بحبها، فموضوع هذه المعشرات الثيب وهو يبدؤها بحرف الهمزة ملتزما لهذا الحرف في أول الأبيات العشرة وفي آخرها وبالرغم من هذا القيد الصناعي فإنها تسري فيها روح شاعرية من حرارة العاطفة واشراق الديباجة وجودة الصياغة
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 153 - للكاتب محمد محفوظ