تيمورلنك بن طرغاي السلطان الأعظم الطاغية الكبرى

كوركان تيمور

تاريخ الولادة736 هـ
تاريخ الوفاة807 هـ
العمر71 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةتركستان - تركستان
أماكن الإقامة
  • ماوراء النهر - أفغانستان
  • سمرقند - أوزبكستان
  • بغداد - العراق
  • تركستان - تركستان

نبذة

تيمورلنك بن طرغاي السُّلْطَان الْأَعْظَم الطاغية الْكُبْرَى الْأَعْرَج وَهُوَ اللّنك في لغتهم كَانَ ابْتِدَاء ملكه أَنَّهَا لما انقرضت دولة بنى جنكزخان وتلاشت في جَمِيع النواحي ظهر هَذَا بتركستان وسمرقند وتغلب على ملكهم مَحْمُود بعد أَن كَانَ أتابكه وَتزَوج أمه فاستبد عَلَيْهِ وَكَانَ فى عصره أَمِير بحارى يعرف بِحسن من أكَابِر الْمغل وآخر بخوارزم يعرف بالحاج حسن الصوفي وَهُوَ من كبار التتر فنبذ إليهم تيمور بالعهد وزحف إلى بُخَارى فملكها من يَد الْأَمِير حسن ثمَّ زحف إلى خوارزم وتحرش بهَا وَهلك الْحَاج حسن فِي خلال ذَلِك وَولى أَخُوهُ يُوسُف فملكها تيمور من يَده وخربها في حِصَار طَوِيل ثمَّ كلف بعمارتها وتشييد ماخرب مِنْهَا وانتظم لَهُ ملك مَا ورا النَّهر وَنزل إلى بُخَارى ثمَّ انْتقل إلى سَمَرْقَنْد ثمَّ زحف إلى خُرَاسَان وَطَالَ تحرشه بهَا وحروبه لصَاحِبهَا شاه ولي إلى أَن ملكهَا عَلَيْهِ سنة 784

الترجمة

تيمورلنك بن طرغاي السُّلْطَان الْأَعْظَم الطاغية الْكُبْرَى
الْأَعْرَج وَهُوَ اللّنك في لغتهم كَانَ ابْتِدَاء ملكه أَنَّهَا لما انقرضت دولة بنى جنكزخان وتلاشت في جَمِيع النواحي ظهر هَذَا بتركستان وسمرقند وتغلب على ملكهم مَحْمُود بعد أَن كَانَ أتابكه وَتزَوج أمه فاستبد عَلَيْهِ وَكَانَ فى عصره أَمِير بحارى يعرف بِحسن من أكَابِر الْمغل وآخر بخوارزم يعرف بالحاج حسن الصوفي وَهُوَ من كبار التتر فنبذ إليهم

تيمور بالعهد وزحف إلى بُخَارى فملكها من يَد الْأَمِير حسن ثمَّ زحف إلى خوارزم وتحرش بهَا وَهلك الْحَاج حسن فِي خلال ذَلِك وَولى أَخُوهُ يُوسُف فملكها تيمور من يَده وخربها في حِصَار طَوِيل ثمَّ كلف بعمارتها وتشييد ماخرب مِنْهَا وانتظم لَهُ ملك مَا ورا النَّهر وَنزل إلى بُخَارى ثمَّ انْتقل إلى سَمَرْقَنْد ثمَّ زحف إلى خُرَاسَان وَطَالَ تحرشه بهَا وحروبه لصَاحِبهَا شاه ولي إلى أَن ملكهَا عَلَيْهِ سنة 784 وَنَجَا شاه ولي إلى تبريز وَبهَا أَحْمد بن أويس صَاحب الْعرَاق وأذربيجان إلى أَن زحف عَلَيْهِم تيمور سنة 788 فَهَلَك شاه ولي في حروبه عَلَيْهَا وملكها تيمور ثمَّ زحف إلى أصبهان فأطاعوه طَاعَة ممرضة وخالفه فِي قومه كَبِير من أهل نسبة يعرف بقمر الدَّين فكرّ رَاجعا وحاربه إلى أَن محى أثره واشتغل بسُلْطَان الْمغل وزاحم طقتمش مرَارًا حَتَّى أوهن أمره ثمَّ رَجَعَ إلى أصبهان سنة 794 ثمَّ زحف إلى بَغْدَاد سنة 795 ففرّ مِنْهَا أَحْمد بن أويس المتغلب عَلَيْهَا بعد بني هولاكو وَاسْتولى عَلَيْهَا تيمور ونهبها وبلغه حَرَكَة طقتمش في جَمِيع الْمغل فأحجم وَتَأَخر إلى قلاع الأكراد وأطراف بِلَاد الروم وأناخ على قراباغ وَرجع طقتمش ثمَّ سَار إليه تيمور أول سنة 799 وغلبه على ملكه وَأخرجه من سَائِر أَعماله فلحق ببلغار وَرجع سَائِلًا الْمغل الَّذين كَانُوا مَعَه إلى تيمور فأضحت أُمَم الْمغل والتتر كلهَا في جملَته وصاروا تَحت لوائه وَالْملك لله فَلَمَّا بلغه موت الظَّاهِر برقوق فَرح وَأعْطى من بشره بذلك خَمْسَة عشرَة ألف دِينَار وتهيأ للمسير إلى بِلَاد الشَّام فجَاء إلى بَغْدَاد فَأَخذهَا ثَانِيًا فإنها كَانَت استرجعت نَائِبه ثمَّ قصد سيواس في آخر سنة 802 فحاصرها مُدَّة

وَلم يَأْخُذهَا ثمَّ إلى عين تَابَ فأجفل أهل الْقرى بَين يَدَيْهِ وَأهل الْبِلَاد الحلبية وَاجْتمعَ عَسَاكِر المماليك الشامية بحلب وَوصل تيمور مرج دابق وجهز رَسُولا إلى حلب فَأمر سدون نَائِب حلب بقتْله ثمَّ نزل في يَوْم الْخَمِيس تَاسِع ربيع الأول سنة 803 على حلب ونازلها وحاصرها فَخرج النواب بالعسكر إلى ظَاهرهَا من جِهَة الشمَال وتقاتلوا يَوْم الْخَمِيس وَيَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت حادي عشر الشَّهْر ركب تيمور فِي جمع وحشدوا الفيلة تقاد بَين يَدَيْهِ وهى فى مَا قيل ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ وَكَانَ مَعَه جمع لَا يُحْصِيه إلا الله من ترك وتركمان وعجم وأكراد وتتار وزحف على حلب فَانْهَزَمَ الْمُسلمُونَ من بَين أَيْديهم وَجعلُوا يلقون أنفسهم من الأسوار والخنادق والتتار في أَثَرهم يَقْتُلُونَهُمْ ويأسرونهم إلى أَن دخلُوا حلب عنْوَة بِالسَّيْفِ فلجأت النِّسَاء والأطفال إلى الْجَوَامِع والمساجد فَلم يفد ذَلِك شَيْئا وَاسْتمرّ الْقَتْل والأسر فِي أهل حلب فَقتلُوا الرِّجَال وَسبوا النِّسَاء والأطفال وَقتل خلق كثير من الْأَطْفَال تَحت حوافر الْخَيل وعَلى الطرقات وأحرقوا الْمَدِينَة ثمَّ في يَوْم الثُّلَاثَاء تسلّم قلعتها بالأمان وَصعد إليها فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ وَجلسَ فِي أَبْوَابهَا وَطلب الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء للسلام عَلَيْهِ فامتثلوا أمره وجاؤا إليه لَيْلَة الْخَمِيس فَلم يكرمهم وَجعل يتعنتهم بالسؤال وَكَانَ اخر ماسألهم عَنهُ أن قَالَ مَا تَقولُونَ في مُعَاوِيَة وَيزِيد هَل يجوز لعنهما أم لَا وَعَن قتال علي وَمُعَاوِيَة فَأَجَابَهُ القاضي علم الدَّين القفصي المالكي بَان علياً اجْتهد فَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَمُعَاوِيَة اجْتهد فأحطأ فَلهُ أجر فتغيظ من ذَلِك ثمَّ أجَاب الشرف أَبُو البركات الأنصاري الشافعي بَان مُعَاوِيَة لَا يجوز لَعنه لِأَنَّهُ صحابي فَقَالَ تيمور مَا حد الصحابي فَأجَاب

القاضي شرف الدَّين أَنه كل من رأى النبي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقَالَ تيمور فاليهود وَالنَّصَارَى رَأَوْا النبي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَأجَاب بَان ذَلِك بِشَرْط كَون الرائي مُسلما وَأجَاب القاضي شرف الدَّين الْمَذْكُور أَنه رأى فِي حَاشِيَة على بعض الْكتب أَنه يجوز لعن يزِيد فتغيظ لذَلِك وَلَا عتب عَلَيْهِ إذا تغيّظ فالتعويل فِي مثل هَذَا الْموقف الْعَظِيم في مناظرة هَذَا الطاغية الْكَبِير فِي ذَلِك الامر الَّذِي مَا زَالَت الْمُرَاجَعَة بِهِ بَين أهل الْعلم فِي قديم الزَّمَان وَحَدِيثه على حَاشِيَة وجدهَا على بعض الْكتب مِمَّا يُوجب الغيظ سَوَاء كَانَ محقاً أَو مُبْطلًا وَقد سألهم في هَذَا الْموقف أَو فى موقف اخر بمسئلة عَجِيبَة فَقَالَ مَا مضمونه أنه قد قتل منا ومنكم من قتل فَمن في الْجنَّة وَمن في النَّار هَل قَتْلَانَا أَو قَتْلَاكُمْ فَقَالَ بعض الْعلمَاء الْحَاضِرين وَهُوَ ابْن الشّحْنَة كَمَا سيأتي إِن شَاءَ الله هَذَا سُؤال قد سُئِلَ عَنهُ رَسُول الله فاستنكر تيمور ذَلِك وَقَالَ كَيفَ قلت قَالَ ثَبت فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَن قَائِلا قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يَا رَسُول الله الرجل يُقَاتل حمية وَقَاتل شجاعة وَيُقَاتل ليرى مَوْضِعه فَقَالَ من قَاتل لتَكون كلمة الله هي الْعليا فَهُوَ في الْجنَّة أَو كَمَا قَالَ فَلَمَّا سمع تيمور هَذَا الْجَواب أعجبه وأطربه وَللَّه در هَذَا الْمُجيب فَلَقَد وَفقه الله في هَذَا الْجَواب وَهَكَذَا فلتكن جوابات الْعلمَاء لَا كَمَا قَالَه القاضي شرف الدَّين أنه رأى فِي حَاشِيَة ثمَّ إن تيمور توجه إلى قاعة السُّلْطَان الكائنة بقلعة حلب وَأمر بِطَلَب دَرَاهِم مِمَّن بالقلعة من الحلبيين فَكتب أَسمَاء النَّاس وَقبض عَلَيْهِم وعوقبوا بانواع من الغذاب بِحَيْثُ لم يسلم من الْعقُوبَة إلا الْقَلِيل ونهبوا القلعة وَأخذُوا من الأموال والأقمشة

مَا أذهل التتار وَلم يظفروا فِي مملكة بِمثلِهِ ثمَّ رَحل يَوْم السبت مستهل ربيع الآخر إلى جِهَة دمشق وَترك بحلب طَائِفَة من التتار بالقلعة وبالمدينة فوصل إلى دمشق وَقد كَانَ وصل اليها النَّاصِر فرج بعساكر الديار المصرية لدفع التتار وَحصل بَينهم قتال أياماً ثمَّ إنه وَقع الِاخْتِلَاف بَين الْعَسْكَر المصري وداخلهم الفشل فانكسروا وولوا رَاجِعين إلى جِهَة مصر واقتفى التتار آثارهم يسلبون من قدرُوا عَلَيْهِ أَو لحقوه وَرجع السُّلْطَان إلى مصر فَأخذ تيمور دمشق وَفعل بِأَهْلِهَا أعظم من فعله بحلب فقصد من بالقلعة أَن يمتنعوا مِنْهُ فَأمر بالأخشاب وَالتُّرَاب وَالْحِجَارَة وَبنى برجين قبالة القلعة فأذعنوا حِينَئِذٍ ونزلوا فتسلمها وَنهب الْمَدِينَة وخربها خراباً فَاحِشا لم يسمع بِمثلِهِ وَلم يصل التتار أَيَّام هولاكو إلى قريب مِمَّا فعل بهَا التتار أَيَّام تيمور وَاسْتمرّ بِدِمَشْق إلى شعْبَان ثمَّ رَجَعَ إلى نَاحيَة حلب قَاصِدا بِلَاده وَلما وصل الى بِلَاده اسْتَقر إلى السنة الثَّانِيَة ثمَّ قصد بِلَاد الروم فَجمع سلطانها بايزيد عسكره وَتقدم كل من الْفَرِيقَيْنِ إلى الآخر فحصلت مَقْتَله عَظِيمَة انْكَسَرَ فِيهَا صَاحب الروم وَأسر وتفرق شَمل عسكره فَأخذ تيمور مايلى أَطْرَاف الشَّام من بِلَادهمْ وأخذ برصا وهي كرسي مملكة الروم ثمَّ رَجَعَ إلى بِلَاده وَمَعَهُ أَبُو يزِيد صَاحب الروم معتقلاً فتوفي في اعتقاله من تِلْكَ السنة ثمَّ دخل تيمور بِلَاد الْهِنْد ونازل مملكة الْمُسلمين حَتَّى غلب عَلَيْهَا وَالْحَاصِل أَنه دوّخ الممالك وَاسْتولى على غَالب الْبِلَاد الإسلامية بل والعجم وَجَمِيع ماوراء النَّهر وَالشَّام وَالْعراق وَالروم والهند ومابين هَذِه الممالك وَمن أحب الِاطِّلَاع على ماوقع لَهُ من الْمَلَاحِم وَكَيف صنع بالبلاد والعباد فَعَلَيهِ بِالْكتاب والمؤلف فِي سيرته وَهُوَ مُجَلد لطيف

وَقد قدمنَا الإشارة إليه عِنْد تَرْجَمَة مُؤَلفه ابْن عرب شاه وَقد وصف فِيهِ من عجائب تيمور وغرائبه مَا ينبهر لَهُ كل من وقف عَلَيْهِ وَيعرف مِقْدَار هَذَا الْملك الَّذِي لم يَأْتِ قبله وَلَا بعده مثله فان جنكزخان ملك التتار وإن كَانَ قد أهلك من الْعباد والبلاد زِيَادَة على مَا أهلك هَذَا الا ان ذَاك لم يُبَاشر مابا شَره هَذَا وَلَا بعضه وَلَا كَانَ جَمِيع مافعله في حَيَاته بل الْغَالِب بعد مَوته في سلطنة أَوْلَاده وأحفاده وَأما هَذَا الطاغية فَهُوَ الْمُبَاشر لكل فتوحاته الْمُدبر لجَمِيع معاركه وَلَقَد كَانَ من أَعَاجِيب الزَّمن في حركاته وسكناته وَكَانَ شَيخا طَويلا مهولاً طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه أعرج شَدِيد العرج سلبت رجله أَوَائِل أمره وَمَعَ ذَلِك يصلى من قيام مهاباً بطلاً شجاعاً جباراً ظلوماً سفاكاً للدماء مقداماً على ذَلِك أفنى فِي مُدَّة سلطنته من الْأُمَم مَالا يحصيهم الا الله وَخرب بلدانا كَثِيرَة تفوت الْحصْر وَكَانَ جهير الصَّوْت يسْلك الْجد مَعَ الْقَرِيب والبعيد وَلَا يحب المزاح وَيُحب الشطرنج وَله فِيهِ يَد طولى ومهارة زَائِدَة وَزَاد فِيهِ جملاً وبغلاً وَجعل رقعته عشرَة في أحد عشر بِحَيْثُ لم يكن يلاعبه فِيهِ إلا أَفْرَاد وَيقرب الْعلمَاء والصلحاء والشجعان والأشراف وينزلهم مَنَازِلهمْ وَلَكِن من خَالف أمره أدنى مُخَالفَة استباح دَمه فَكَانَت هيبته لَا تدانى بِهَذَا السَّبَب وَمَا أخرب الْبِلَاد إلا بذلك فإنه كَانَ من أطاعه من أول وهلة أَمن وَمن خَالفه أدنى مُخَالفَة هلك وَله فكر صائب ومكايد في الْحَرْب عَجِيبَة وفراسة قلّ أَن تخطأ وَمَعْرِفَة بالتواريخ لإدمانه على سماعهَا وَعدم خلو مَجْلِسه عَن قِرَاءَة شئ مِنْهَا سفراً وحضراً وَكَانَ مغرى بِمن لَهُ معرفَة بصناعة مَا إِذا كَانَ حاذقاً فِيهَا مَعَ كَونه أميالا يحسن الْكِتَابَة وَلَا الْقِرَاءَة وَله حذق باللغة

الفارسية والتركية والمغلية ويعتمد قَوَاعِد جنكزخان ويجعلها أصلاً وَلذَلِك أفنى الْعَالم مَعَ تظهره بالإسلام وشعائره وَكَانَ لَهُ جواسيس في جَمِيع الْبِلَاد الَّتِى ملكهَا والتي لم يملكهَا فَكَانُوا ينهون إليه الْحَوَادِث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بِجَمِيعِ مَا يروم فَلَا يتَوَجَّه إِلَى جِهَة إلا وَهُوَ على بَصِيرَة من أَهلهَا وَبلغ من دهائه أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ قصد جِهَة جمع أكَابِر الدولة وَتَشَاوَرُوا إلى أَن يَقع الرأي على التَّوَجُّه في الْوَقْت الفلاني إِلَى الْجِهَة الْفُلَانِيَّة فيكاتب جواسيس تِلْكَ الْجِهَات أَهلهَا فَيَأْخُذُونَ الحذر ويأمن غَيرهم فإذا ضرب النفير وَأَصْبحُوا سائرين ذَات الشمَال عرّج بهم ذَات الْيَمين فيدهم الْجِهَة الَّتِى يُرِيد وَأَهْلهَا غافلون مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لأخذ بِلَاد الخطا بِسَبَب ثلوج تنزلت مَعَ شدَّة برد وَكَانَ لَا يُسَافر فِي أَيَّام الشتَاء فَلَمَّا أَرَادَ الله هَلَاكه قوي عزمه على هَذَا السفر وَكَانَ مَوته يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شهر شعْبَان سنة 807 سبع وثمان مائَة وَلم يكن مَعَه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خَلِيل بن ميران شاه بن تيمور فاتفق رَأْيهمْ على اسْتِقْرَار خَلِيل الْمَذْكُور فِي السلطنة مَعَ كَون أَبِيه وَعَمه موجودين وبذل لَهُم أَمْوَالًا عَظِيمَة وَرجع إِلَى بِلَاده سَمَرْقَنْد فإنها كَانَت كرسي مملكة تيمور فَلَمَّا قرب مِنْهَا تَلقاهُ من بهَا وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وهم يَبْكُونَ وجثة تيمور في تَابُوت أبنوس وَجَمِيع الْمُلُوك والأمراء مشَاة مكشوفة رُؤْسهمْ وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا قَالَ السخاوي وَلَعَلَّه قَارب الثَّمَانِينَ فإنه قَالَ للقاضي شرف الدَّين الأنصاري وَغَيره كم سنكم فَقَالَ لَهُ الشرف سني الْآن سبع وَخَمْسُونَ سنة وَأجَاب غَيره بِنَحْوِ ذَلِك فَقَالَ أَنا أصلح أَن أكون والدكم وَكَانَت لَهُ همة عَظِيمَة

لم يبلغ إلى سَموهَا همة ملك من الْمُلُوك من جَمِيع الطوائف فإنه مازال يفتح الْبِلَاد ويقهر الْمُلُوك ويستولي على الأقاليم مُنْذُ قِيَامه فِي بِلَاده واستيلائه على مملكة أرضه إلى أَن مَاتَ وناهيك أَنه مَاتَ في الْغَزْو وَلم يصده عَن ذَلِك كَثْرَة مَا قد صَار بِيَدِهِ من الممالك وَلَا كَفاهُ مَا قد استولى عَلَيْهِ من الأراضي الَّتِى كَانَت قَائِمَة بعدة مُلُوك هم تَحت ركابه وَمن جملَة خدمه وَللَّه الْأَمر وَهُوَ الْملك حَقًا وَكَانَ مغرى بغزو الْمُسلمين دون الْكفَّار وصنع كَذَلِك في بِلَاد الروم والهند وأنشأ بِظَاهِر سَمَرْقَنْد عدَّة بساتين وقصور عَجِيبَة فَكَانَت من أعظم النزه وَبنى عدَّة قصبات سَمَّاهَا بأسماء الْبِلَاد الْكِبَار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز وَكَانَ يجمع الْعلمَاء ويأمرهم بالمناظرة في مقَامه ويسائلهم ويتعنتهم وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من الغرائب البارزة إلى الْعَالم الدَّالَّة على الْقُدْرَة الالاهية وَأَنه يُسَلط من يَشَاء على من يَشَاء وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد عِنْد مَوته مير شاهان وشاه رخ وَمن الزَّوْجَات ثَلَاث وَمن السرارى شئ كثير وترجمته تحْتَمل كراريس فَمن رام الِاطِّلَاع على أَحْوَاله فَليرْجع الى كتاب سيرته الَّذِي قدمنَا الإشارة إليه
حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

صاحب القِران الأعظم أمير تيمور كوركان ابن الأمير ترغاي ابن الأمير بَركل بن اِلَنْكَر بهادر، المتوفى بأترار في السابع عشر من شعبان سنة سبع وثمانمائة، عن إحدى وسبعين سنة.
ولد في قرية من عمل كش، ولما كبر تدرّج إلى مدارج الغلبة والاستيلاء وتزوج أخت الأمير حسين المستولي على بلاد ما وراء النهر ثم أصيبت رجله فعرج، ومن هذا قيل له كوركان، ثم لما ماتت زوجته وانقطعت علاقة المصاهرة، خرج عليه في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة واستولى على ما وراء النهر وتسلطن بها وغلب على أمراء الأطراف فانقادوا له، ثم وقع له غزوات وأسفار فيها حروب مع ولاة الممالك الإسلامية، فانتصر في الجميع وبعُد صيته ويعبّر عن سفرته بيورش. خرج إلى يورش سه سال (أي ثلاثة أعوام) سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. وإلى يورش بنج سال (أي خمسة أعوام) سنة أربع وتسعين وسبعمائة وإلى يورش هفت سال (أي سبعة أعوام) سنة اثنتين وثمانمائة، فجرى فيها وقائع وحروب طويلة. ومات في آخر تلك السفرة. قال ابن عربشاه: كان تيمور طويل النجاد، رفيع العماد، ذا قامةٍ شاهقة، كأنه من بقايا العمالقة، عظيم الجبهة والرأس، شديد القوة والبأس، عجيب الكون، أبيض اللون، فخيم الأطراف، عريض الاكتاف، مستكمل البنية، مسترسل اللحية، أشل أعرج اليمناوين، جهير الصوت قد ناهز الثمانين وهو كأنه صخرة صمَّاء لا يحب المزاح والكذب ولا يستميله اللهو واللعب، يعجبه الصدق ولو كان فيه ما يسوؤه لا يجري غالباً في مجلسه شيء من الكلام الفاحش ولا سفك دم، مقداماً شجاعاً ذا أفكار مصيبة وفراسات عجيبة وسعد فائق وجد موافق، محجاجاً دراكاً لا يخفى عليه تلبيسُ مُلَبِّس يفرق بين المحق والمبطل بفراسته ويدرك الناصح والغاش بدربة درايته، إذا أمر بأمر أو أشار بإشارة لا يرد عنه ولا يُثنى عنان عزيمته عن شيء منه وكان يقال له في ألقابه: صاحب قران الأقاليم السبعة وقهرمان الماء والطين وقاهر الملوك والسلاطين.

وكان محباً للعلماء، مقَرِّباً للسادات والشرفاء، يبغض بطبعه المضحكين والشعراء ويقرب المنجمين والأطباء، مغرماً بأرباب الصناعات والحرف، ملازماً للعب بالشطرنج الكبير ورقعته عشرة في إحدى عشرة، مواظباً لإقراء التواريخ سفراً وحضراً وكان معتقداً للقواعد الجنكيز خانية.
وكان أحفاده الذكور وقت وفاته ستة وثلاثين كلهم من أولاده الثلاثة: ميرزا جهانكير وميرزا شاهرخ وميرزا عمر شيخ.
وكان له تواريخ مشتملة على أخباره وكان يأمر بتدوين أخباره ووقائعه والناس في شأنه على طرفي الرد والقبول كما هي العادة في مثله.

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

تيمورلنك كوركان بن أنس قتلغ وَقيل بل هُوَ تيمور بن سرتخنته بن زنكي بن سبنا بن طارم بن طغرل بن قليج بن سنقرر بن كنجك بن طوسبوقا بن ألتان خَان ومعني لنك الْأَعْرَج ومعني كوركان صهر الْملك، استولى تيمور على بغداد والجزيرة وديار بكر إلى الفرات، مات وهو متوجه لأخذ بلاد الخطا على مدينة اترار في ليلة الاربعاء سابع عشر شعبان سنة سبع وثمانمائة. ينظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: 3/ 46-50. السلوك لمعرفة دول الملوك: 6/168

 

قال في "البدر الطالع" في ترجمة الأمير تيمور (من جملة ملوك المسلمين الأسرة التيمورية التي سيطرت على كثير من البلاد الهندية، وأولهم صاحب الترجمة تيمور لنك جغتائي بن الأمير طرخان (736 - 807 هـ 1336 - 1405 م)، وآخرهم ملك الهند "في دهلي" أبو الظفر سراج الدين محمد بهادر شاه الغازي جغتائي (1189 - 1279 هـ 1775 - 1862 م)، ولي الأمير 1837 وهو ابن أبي النصر معين الدين محمد أكبر شاه بادشاه الثاني جغتائي (1173 - 1253 هـ 1759 - 1837 م) "دهلي" ابن أبي المظفر جلال الدين سلطان عالي جوهر "شاه عالم" بادشاه جغتائي (1140 - 1221 هـ 1727 - 1806 م) "إله آباد" ابن عبد عزيز الدين عالم كير الثاني بادشاه غازي جغتائي (1099 - 1173 هـ 1667 - 1759 م) "شالا مار دهلي" ابن محمد معز الدين جهاندار شاه جغتائي (1073 - 1125 هـ 1662 - 1713 م) "لاهور" ابن محمد معظم شاه عالم بهادر شاه جغتائي (1053 - 1124 هـ 1643 - 1712 م) "لاهور" ابن أبي المظفر محيي الدين محمد "أورنك زيب" عالم كبير بادشاه جغتائي (1028 - 1118 هـ 1618 - 1706 م)، "اعز آباد" بن شهاب الدين محمد "شاه جهان" بادشاه جغتائي (1000 - 1076 هـ 1591 - 1665 م) "لاهور" بن أبي المظفر نور الدين محمد "جهانكير" بادشاه جغتائي (977 - 1036 هـ 1579 - 1626 م) "أكبر آباد" بن أبي الفتح جلال الدين محمد "أكبر بادشاه" جغتائي (949 - 1014 هـ 1542 - 1605 م) "كلا نور" بن نصير الدين محمد "همايون" بادشاه جغتائي (914 - 964 هـ 1508 - 1556 م) "دهلي" بن ظهير الدين محمد "بابر" بادشاه (887 - 937 هـ 1482 - 1530 م) "اندوجان سمر قند" ابن عمر شيخ ميرزا.
كيف احتلت بريطانية الهند؟ وكيف حكمتها؟ وكيف تخلت عنها؟
في القرن الميلادي سنة 1600، ذهب بعض تجار إنجلترا، وأخذوا الوثائق التجارية من ملكهم، وبدأت أحزابهم تسافر إلى أرض الهند للتجارة، سنة 1612 استأذنوا من الملك أبي المظفر نور الدين "جهانكير" في فتح محل تجاري، وهو آنذاك ملك الهند، ومقره العاصمة دهلي، ثم فتحوا محالهم التجارية في أنحاء الهند مثل سورت، وبمباي، وأحمد آباد، ثم أدرك أصحاب الشركات أن سر نجاحهم ليس إلا في الوحدة، فتوحدت باسم الشركات الإنجليزية، وتجمعت كتلة واحدة، وأُسست "الشركة الشرقية الهندية المتحدة"، وباشتراكهم تغلبوا على منافسيهم من التجار البرتغاليين والفرنساويين، وتارة يشتد الخلاف بينهم وبين منافسيهم من الفرنساويين إلى حد تقع فيه حرب بين الطرفين في أرض الهند، وفي النهاية يكون النصر حليف البريطاني. وعام 1714 دخل وفد الشركة على الملك جلال الدين محمد فرخ سير جغتائي (1089 - 1131 هـ 1686 - 1718) متولى الأمر سنة (1122 - 1710) في دهلي، وقصده تقوية العلاقات التجارية، ومن جملة الوفد الدكتور هملتن الإنجليزي الذي كان معهم، ولحسن حظ الوفد أن الملك إذ ذاك أصيب بمرض، وعجز أطباء الهنود عن شفائه، فحاول الدكتور المذكور معالجته، فقبل الملك عرضه، فداواه. ومن حسن حظ البريطانيين أن الملك شفي، وأراد الملك أن يكافيء الدكتور، ولكنه لم يأخذ منه شيئًا إزاء ذلك، إلا أنه طلب من الملك عوض مكافأته أن يسمح للشركة الشرقية الهندية المتحدة بالتصرف في الأراضي، والشركة تتخذ حرسًا على أراضيها، وتعفى من الرسوم والضرائب على بضاعتها التي تستوردها من الخارج، فالملك لبّى طلباته بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل من جراء ذلك، فالشركة بَنَتْ "قلعة وليم" في كلكتا، فنجحت الشركة، وازدهرت تجارتها، وازدادت قوتها وشوكتها، وتغلغلت في شتى نواحي البلاد سياسيًا واقتصاديًا، وقضت على حياة الشعب الهندي، وآل الأمر إلى انحطاطه، وبدت حالة الحكام تتضاءل وتضعف، وبذلك قوي النفوذ البريطاني في الهند، وبالمكايد وبالحيل تغلبوا على البلاد تدريجيًا. أما معاملتهم مع العسكر الهنود والأهالي، فهي قاسية جدًا، ومن جرائها قامت في الهند ثورة كبرى، وباعثها "الغدر" سنة 1857، فبدأت المعارك العنيفة بين الطرفين، فهزمت القوة البريطانية في جهة، وتغلبت في جهة أخرى، ومن ذلك الآن ساد التغلب البريطاني على جميع المواطنين، وقبض على الملك، وقتلت أولاده شر قتلة، وأيضًا قتل عدد من عسكر حكومة الهند، وعدد من الجنود المستخدمين عند الحكومة البريطانية. وقبضت على الملك أبي الظفر بهادر شاه جغتائي، وأصدر المجلس العسكري البريطاني بيانًا في تقرير مصير الملك، فأرسلوه وزوجته وابنه جوان بخت، وعمره 17 سنة إلى رنكون، وظل هناك سجينًا للاستعمار طيلة حياته إلى أن قضى نحبه في 7 نوفمبر 1862 م، وابنه "جوان بخت" أيضًا توفي في رنكون سنة 1884 م، وزوجة الملك "زينت محل" توفيت هنالك أيضًا سنة 1886 م، والفظائع البريطانية لا تنسى أبدًا. وهزيمة المواطنين لم تحل دون أملهم في السعي وراء الحرية، فاستمرت المناوشات والمعارك ضد الاستعمار، والمسلمون في طليعة صفوف الوطنيين الذين استمروا في كفاحهم للحرية إلى أن باءت بريطانيا بالفشل خلال الثورة، وانسحبت قواتها من الهند سنة 1947 م، ومن ذلك الحين نالت البلاد استقلالها، وانقسمت إلى قسمين: "هندوستان"، "وباكستان". تشكلت الجمهورية الهندية 15 أغسطس سنة 1947 م، وعين لها رئيسًا، ورئيس الوزراء هو البنديت جواهر لال نهرو، ولحسن حظه أنه بقي على منصبه حتى اليوم سنة 1962 م. وللجمهورية الهندية دستور ذكرت فيه كفالة الحقوق السياسية لجميع المواطنين دون تمييز بينهم بسبب الدين أو العنصر، ولكن معاملة الجمهورية للمسلمين غير عادلة، فكأن الحقوق المذكورة في الدستور الهندي لم توضع إلا لتزيين الصفحات الدستورية؛ لأن المسلم الهندي محروم من المناصب العالية، مثل وزارة المالية، والرئاسة الوزارية، والخدمات العسكرية، ومعاملة الجمهورية لمسلمي الهند غير شريفة، مع أن عدد المسلمين في الهند خمسون مليونًا تقريبًا، وهذا العدد ثمن مجموع سكان الهند. وفي عصرنا هذا؛ أي: عام 1962 م نشبت حرب بين الهند والصين، فأوقعت الذعر في قلوب أرباب الحكم مما جعلتهم أن يعطفوا على المسلمين بعض العطف في الظاهر، والله عزيز ذو انتقام.) كوركان، بذيل "فتح حلب":

جلس في إيوانها، وطلب القضاة والعلماء للسلام عليه، فامتثلوا أمره، وجاؤوا إليه فلم يكرمهم، وجعل يتعنتهم بالسؤال، وكان آخر ما سألهم عنه أنه قال: ما تقولون في معاوية ويزيد؟ هل يجوز لعنُهما أم لا؟ وعن قتال علي ومعاوية؟ فأجابه القاضي علم الدين القفصي المالكي: بأن عليًا اجتهد فأصاب فله أجران، ومعاوية اجتهد فأخطأ فله أجر، فتغيظ من ذلك، ثم أجاب الشرف أبو البركات الأنصاري الشافعي: بأن معاوية لا يجوز لعنهُ؛ لأنه صحابي، فقال تيمور: ما حد الصحابي؟ فأجاب القاضي أنه من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال تيمور: فاليهودُ والنصارى رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأجاب بأن ذلك بشرط كون الرائي مسلمًا، وأنه رأى في حاشية على بعض الكتب أنه يجوز لعن يزيد، فتغيَّظَ لذلك، ولا عتب عليه إذ تغيظ، فالتعويلُ في مثل هذا الموقف العظيم في مناظرة هذا الطاغية الكبير، في ذلك الأمر الذي ما زالت المراجعة به بين أهل العلم في قديم الزمان وحديثه على حاشيةٍ وجدها على بعض الكتب مما يوجب الغيظ، سواء كان محقًا، أو مبطلاً. وقد سألهم في هذا الموقف، أو في موقف آخر بمسألة عجيبة، فقال ما مضمونه: أنه قد قتل مِنَّا ومنكم من قُتل، فمن في الجنة، ومن في النار؟ هل قتلانا أو قتلاكم؟ فقال بعض العلماء الحاضرين وهو عالم بلاد الروم: هذا سؤال قد سُئل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستنكر "تيمور" ذلك، وقال: كيف قلت؟ قال: ثبت في الحديث الصحيح: أن قائلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله! الرجلُ يُقاتل حَمِيَّةً، ويقاتلُ شجاعة، ويقاتلُ ليرى مكانُه، فقال: "من قاتل لتكونَ كلمةُ الله هي العليا، فهو في الجنة"، أو كما قال، فلما سمع تيمور هذا الجواب، أعجبه وأطربه - ولله در هذا المجيب؛ فلقد وفقه الله في هذا الجواب، وهكذا فلتكن جوابات العلماء، لا كما قال القاضي شرف الدين: إنه رأى في حاشية! ومن رام الاطلاع على أحواله، فليرجع إلى كتاب سيرته، انتهى

- يعني: كتاب "عجائب المقدور في أحوال تيمور" لابن عرب شاه، وكان مُغْزًى بغزو المسلمين دون الكفار، واستولى على غالب البلاد الإسلامية، وجميع ما وراء النهر والشام والعراق والروم والهند، وما بين هذه الممالك، وله فكر صائب، ومكائد في الحرب عجيبة، وفراسة قلَّ أن تخطىء مع كونه أمّيًا لا يحسن الكتابة ولا القراءة، ويعتمد قواعد جنكيز خان، ويجعلها أصلاً.
قال السخاوي: ولعله قارب الثمانين، انتهى. ولقد كان شيخًا طويلاً مَهولاً، طويلَ اللحية، حسنَ الوجه، أعرجَ، شديد العرج، ومع ذلك يصلي من قيام، مهابًا بطلًا شجاعًا، جبارًا ظلومًا سفاكًا للدماء مقدامًا على ذلك، أفنى في مدة سلطنته من الأمم ما لا يحصيهم إلا الله، وخرب بلادًا كثيرة تفوت الحصر، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.