الحسين بن صالح بن خيران أبي علي

ابن خيران الحسين بن صالح

تاريخ الوفاة320 هـ
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

الحسين بن صالح بن خيران أبي علي: مات سنة عشرين وثلاثمائة، وعرض عليه القضاء فلم يتقلد أحد أَرْكَان الْمَذْهَب كَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا تقيا نقيا متقشفا من كبار الْأَئِمَّة بِبَغْدَاد

الترجمة

الحسين بن صالح بن خيران أبي علي: مات سنة عشرين وثلاثمائة، وعرض عليه القضاء فلم يتقلد. وكان بعض وزراء المقتدر - وأظن أنه أبو الحسن علي بن عيسى الوزير - وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يتقلد  وخوطب الوزير في ذلك فقال: إنما قصدنا التوكيل بداره ليقال: كان في زماننا من وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يتقلد.
وسمعت شيخنا أبا الطيب الطبري رحمه الله يقول: كان أبو علي ابن خيران يعاتب القاضي أبا العباس ابن سريج على ولاية القضاء، يقول  : هذا الأمر لم يكن في أصحابنا وإنما كان في أصحاب أبي حنيفة .

- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.

 

أبو علي الحسين بن صالح بن خيران الفقيه الشافعي؛ كان من جلة الفقهاء المتورعين وأفاضل الشيوخ، وعرض عليه القضاء ببغداد في خلافة المقتدر فلم يفعل، فوكل الوزير أبو الحسن علي بن عيسى بداره مترسماً، فخوطب في ذلك فقال: إنما قصدت ذلك ليقال كان في زماننا من وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يفعل، وكان يعاتب أبا العباس ابن سريج على توليته، ويقول: هذا الأمر لم يكن فينا، وإنما كان في أصحاب أبي حنيفة، رضي الله عنه.
[ومثل هذا: دعا عثمان رضي الله عنه عبد الله بن عمر فقال: اذهب، كن قاضياً. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال: لا، اذهب كن قاضياً، قال: لا تعجل يا أمير المؤمنين، ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ " قال: بلى، قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضياً، قال: وما يمنعك من ذلك وأبوك كان يقضي بين الناس قال: يمنعني قول النبي صلى الله عليه وسلم ": من كان قاضياً بين المسلمين فقضى بجهل فهو في النار، ومن كان قاضياً بحق أو بعدل سأل أن ينفلت كفافاً، فما أرجو من القضاء بعد هذا] .
وكانت وفاته يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة عشرين وثلثمائة، قاله أبو العلاء ابن العسكري، وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: توفي في حدود سنة عشر وثلثمائة، وصوبه الحافظ أبو بكر الخطيب في ذلك، وقال: وهم أبو العلاء العسكري  ، رحمه الله تعالى.
وخيران: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الراء وبعد الألف نون.

 

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

 

الْحُسَيْن بن صَالح بن خيران الشَّيْخ أَبِي علي
أحد أَرْكَان الْمَذْهَب كَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا تقيا نقيا متقشفا من كبار الْأَئِمَّة بِبَغْدَاد

قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَلم يتقلده وَكَانَ بعض وزراء المقتدر وكل بداره وخوطب الْوَزير فى ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا قصدنا ليقال فى زَمَاننَا من وكل بداره ليتقلد الْقَضَاء فَلم يفعل
وَقَالَ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبيد العسكرى شاهدت الموكلين بِبَابِهِ وَختم الْبَاب بضعَة عشر يَوْمًا فَقَالَ لى أَبى يابنى انْظُر حَتَّى تحدث إِن عِشْت أَن إنْسَانا فعل بِهِ هَذَا ليلى فَامْتنعَ
وَقَالَ الإِمَام أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الكشفلى أَمر على بن عِيسَى وَزِير المقتدر بِاللَّه صَاحب الْبَلَد أَن يطْلب الشَّيْخ أَبَا على بن خيران حَتَّى يعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة فاستتر فَوكل بِبَاب دَاره رِجَاله بضعَة عشر يَوْمًا حَتَّى احْتَاجَ إِلَى المَاء فَلم يقدر عَلَيْهِ إِلَّا من عِنْد الْجِيرَان فَبلغ الْوَزير ذَلِك فَأمر بِإِزَالَة التَّوْكِيل عَنهُ وَقَالَ فى مَجْلِسه وَالنَّاس حُضُور ماأردنا بالشيخ أَبى على إِلَّا خيرا أردنَا أَن نعلم أَن فى مملكتنا رجلا يعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة شرقا وغربا وَهُوَ لَا يقبل
قَالَ القاضى أَبُو الطّيب ابْن خيران كَانَ يعيب على ابْن سُرَيج فى ولَايَته الْقَضَاء وَيَقُول هَذَا الْأَمر لم يكن فى أَصْحَابنَا إِنَّمَا كَانَ فى أَصْحَاب أَبى حنيفَة
قلت يعْنى بالعراق وَإِلَّا فَلم يكن الْقَضَاء بِمصْر وَالشَّام فى أَصْحَاب أَبى حنيفَة قطّ إِلَّا أَيَّام بكار فى مصر وَإِنَّمَا كَانَ فى مصر الْمَالِكِيَّة وفى الشَّام الأوزاعية إِلَى أَن ظهر مَذْهَب الشافعى فى الإقليمين فَصَارَ فِيهِ وَصَاحب الْبَلَد الْمعِين بِهِ صَاحب الشرطة وَهُوَ الذى يُسمى الْيَوْم فى بِلَادنَا بالوالى وَكَانَ الوالى فى الزَّمَان الماضى اسْما لأمير الْمَدِينَة وَكَانَ الْأَمِير يُسمى الوالى تَارَة وَالْعَامِل أُخْرَى وَأما الْمُسَمّى الْيَوْم بالوالى فَكَانَ يُسمى صَاحب الشرطة أَو صَاحب الْبَلَد أَو صَاحب الْخَبَر يعْنى أَنه يطالع الْأَمِير بأخبار الْمَدِينَة
قَالَ الرافعى فى بَاب الْأَطْعِمَة عَن ابْن خيران أَنه قَالَ أصَاب أكار لنا كلب المَاء فى ضَيْعَة لنا فأكلناه فَإِذا طعمه طعم السّمك
قَالَ شَيخنَا الذهبى لم يبلغنَا على من اشْتغل ابْن خيران وَلَا عَن من أَخذ الْعلم
قَالَ وَأَظنهُ مَاتَ كهلا
قَالَ وَلم يسمع شَيْئا فِيمَا أعلم
قلت لَعَلَّه جَالس فى الْعلم ابْن سُرَيج وَأدْركَ مشايخه
قَالَ أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن على الواسطى نقلا عَن الْحُسَيْن ابْن العسكرى توفى ابْن خيران يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من ذى الْحجَّة سنة عشْرين وثلاثمائة
وَقَالَ الدارقطنى توفى فى حُدُود الْعشْر والثلاثمائة
قَالَ الْخَطِيب وأظن أَبَا الْعَلَاء وهم على ابْن العسكرى وَأَرَادَ أَن يَقُول سنة عشر فَقَالَ سنة عشْرين
وَقَالَ ابْن الصّلاح مَا ذكر من وَفَاته أقرب وإياه ذكر الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق
قلت وأظن الْعشْرين فى كتاب الدارقطنى إِلَّا أَن النَّاسِخ أسقط الْيَاء وَالنُّون غَلطا وَلَا مُنَافَاة حِينَئِذٍ بَين التاريخين
قَالَ شَيخنَا الذهبى وَيدل على مانقله أَبُو الْعَلَاء أَن أَبَا بكر بن الْحداد سَافر من مصر إِلَى بَغْدَاد يسْعَى لأبى عبيد بن حربوية القاضى أَن يُعْفَى من قَضَاء مصر فَقَالَ ابْن زولاق إِنَّه دَخلهَا سنة عشر فى شَوَّال وَشَاهد بَاب أَبى على بن خيران مسمورا لامتناعه من الْقَضَاء وَقد اشْتهر قَالَ فَكَانَ النَّاس يأْتونَ بأولادهم الصغار فَيَقُولُونَ لَهُم انْظُرُوا حَتَّى تحدثُوا بِهَذَا

قلت وَلَيْسَ فى الْحِكَايَة صَرَاحَة فى تَأَخّر وَفَاته عَن سنة عشر فَلَعَلَّهُ مَاتَ بعد التسمير على بَابه بِقَلِيل وَلَكِن الأثبت كَمَا ذَكرْنَاهُ وَفَاته سنة عشْرين
وَمن الغرائب عَن أَبى على بن خيران
نقل الدارمى فى بَاب صفة الصَّلَاة من الاستذكار أَن ابْن خيران قَالَ فى عُرَاة لَيْسَ لَهُم إِلَّا ثوب وَاحِد وَإِن صلوا فِيهِ وَاحِدًا بعد وَاحِد خرج الْوَقْت إِنَّهُم يتركون جَمِيعًا وَيصلونَ عُرَاة
قَالَ أَبُو عَاصِم العبادى حكى السريحي أَن ابْن خيران جوز للسَّيِّد أَن يشْهد لمكاتبه وَيدْفَع إِلَيْهِ زَكَاته قلت

 

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي


 

الْحُسَيْن بن صَالح
ابْن خيران، أَبُو عَليّ.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ من أفاضل الشُّيُوخ وأماثل الْفُقَهَاء، مَعَ حسن الْمَذْهَب، وَقُوَّة الْوَرع.
وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ، عَن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد العسكري قَالَ: توفّي أَبُو عَليّ ابْن خيران الشَّافِعِي يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَثَلَاث مئة، وَأُرِيد للْقَضَاء فَامْتنعَ، فَوكل أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى الْوَزير بِبَابِهِ، فشاهدت الموكلين على بَابه حَتَّى كلم فأعفاه، وَقَالَ: إِن الْبَاب ختم بضعَة عشر يَوْمًا، فَقَالَ لي أبي: يَا بني، انْظُر حَتَّى تحدث 0 إِن عِشْت - أَن إنْسَانا فعل هَذَا بِهِ ليلِي فَامْتنعَ.

وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَنه توفّي فِي حُدُود الْعشْر وَالثَّلَاث مئة.
وَمَال الْخَطِيب إِلَى هَذَا، وَقَالَ: أَظن أَبَا الْعَلَاء وهم فِي تَارِيخ وَفَاته على ابْن العسكري.
قلت: بل مَا رَوَاهُ أَبُو الْعَلَاء من وَفَاته أقرب، وإياه ذكر الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق، وَالله أعلم.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

الشيخ الإمام أبو علي حسين بن صالح بن خَيْران البغدادي الشافعي المتوفى في ذي الحجَّة سنة عشرين وثلاثمائة عن ...
كان إماماً، جامعاً بين الورع والعلم، أراده السلطان أن يلي القضاء فامتنع وختم بابه بضعة عشر يوماً، ثم إن علي بن عيسى وزير المقتدر أمر بإزالته وقال ما أردنا به إلا خيراً، أردنا أن يعلم أن في مملكتنا رجلاً لعرض عليه قضاء القضاة شرقاً وغرباً وهو لا يقبل وكان ابن خيران يعتب على ابن سُرَيج في ولايته القضاء ويقول هذا الأمر لم يكن في أصحابنا.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

ابْنُ خيران:
الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أبي عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ صَالِح بن خَيْرَان البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ.
قَالَ القَاضِي أبي الطَّيِّبِ: كَانَ أبي عَلِيٍّ بنُ خَيْرَان، يُعَاتِب ابْن سُرَيْج عَلَى القَضَاءِ وَيَقُوْلُ: هَذَا الأَمْرُ لَمْ يَكُنْ فِي أَصحَابنَا، إِنَّمَا كَانَ في أصحاب أبي حنيفة.
قَالَ الشَّيْخُ أبي إِسْحَاقَ: عُرض عَلَى ابْنِ خَيْرَان القَضَاء، فَلَمْ يتقلَّدْه، وَكَانَ بَعْضُ وَزرَاء المُقْتَدِر وَأَظُنُّ أَنَّهُ أبي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى وُكِّلَ بِدَاره ليلِيَ القَضَاء، فَلَمْ يتقلَّد. وَخُوطِبَ الوَزِيْر فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا قَصَدْنَا التَّوَكِيْل بدَاره ليُقَال: كَانَ فِي زَمَانِنَا مَنْ وُكِّلَ بدَاره ليتقلَّد القَضَاء فَلَمْ يَفْعَلْ.
وَقَالَ ابْنُ زُوْلاَق: شَاهَد أبي بَكْرٍ بنُ الحَدَّاد الشَّافِعِيّ بِبَغْدَادَ سَنَة عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ بَاب أَبِي عَلِيّ بن خَيْرَان مسموراً لامتنَاعه مِنَ القَضَاء، وَقَدِ استَتَر. قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُوْنَ بِأَولأَدِهِم الصِّغَار، فَيَقُوْلُوْنَ لَهُم: انْظُرُوا حَتَّى تُحدِّثُوا بِهَذَا.
قُلْتُ: كَانَ ابْنُ الحَدَّاد قَدْ سَارَ إِلَى بَغْدَادَ يَسْعَى لأَبِي عُبَيْد بن حَرْبُويه فِي أَنْ يُعفَى مِنْ قَضَاء مِصْر.
وَلَمْ يبلُغْنِي عَلَى مَن اشتَغَل، وَلاَ مَنْ رَوَى عَنْهُ.
تُوُفِّيَ لثَلاَثَ عَشْرَةَ بقِيَتْ مِنْ ذِي الحجة، سنة عشرين وثلاث مائة.
وَقِيْلَ: خُتم بَابه بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْماً، ثُمَّ أعفي، رحمه الله.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي