أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي حزم

ابن النفيس

تاريخ الولادة607 هـ
تاريخ الوفاة687 هـ
العمر80 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

العالم ابن النّفيس له إنجازات مهمّة وعظيمة في تاريخنا الإسلامي، تجعلنا نسلّط الضوء عليه، ونتحدّث عنه بإسهاب، إذ يعتبر ابن النّفيس نموذجاً متميّزاً للعالم المسلم الذي يلتزم بالمنهج العلمي الصحيح في أبحاثه النظرية وتجاربه العمليّة. وقد ساهم ابن النّفيس بتقديم اكتشافات كان لها دورٌ كبير في تطوير البشريّة، وهذا دليل على إبداع علماء المسلمين في العلوم التي أخذوها عن غيرهم من العلماء، ومن خلال متابعتنا لسيرة ابن النّفيس تظهر لنا قدرته على الالتزام بأمور دينه بشكل عمليّ متوازن. وعند الحديث عن ابن النفيس لا بدّ لنا من التّأكيد على أنّه مكتشف الدّورة الدمويّة الصّغرى، وليس كما كان يُشاع في السابق بأنّ العالم الإنجليزي هارفي هو من اكتشفها.

الترجمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

العالم ابن النّفيس له إنجازات مهمّة وعظيمة في تاريخنا الإسلامي، تجعلنا نسلّط الضوء عليه، ونتحدّث عنه بإسهاب، إذ يعتبر ابن النّفيس نموذجاً متميّزاً للعالم المسلم الذي يلتزم بالمنهج العلمي الصحيح في أبحاثه النظرية وتجاربه العمليّة. وقد ساهم ابن النّفيس بتقديم اكتشافات كان لها دورٌ كبير في تطوير البشريّة، وهذا دليل على إبداع علماء المسلمين في العلوم التي أخذوها عن غيرهم من العلماء، ومن خلال متابعتنا لسيرة ابن النّفيس تظهر لنا قدرته على الالتزام بأمور دينه بشكل عمليّ متوازن. وعند الحديث عن ابن النفيس لا بدّ لنا من التّأكيد على أنّه مكتشف الدّورة الدمويّة الصّغرى، وليس كما كان يُشاع في السابق بأنّ العالم الإنجليزي هارفي هو من اكتشفها.

 ولادة ابن النفيس ووفاته ابن النفيس هو أبو الحسن علاء الدّين عليّ بن أبي حزم، كان من علماء المسلمين المهمّين والبارعين في عدة مجالات، فقد كان عالماً، وطبيباً، ومؤلفاً، وهو أيضاً من الفقهاء المشهورين، إضافة إلى كونه عالماً في وظائف الأعضاء في جسم الإنسان الفيزيولوجيا.

 

ولد ابن النفيس في بلدة القرش في دمشق عام 607 هجري ( 1210م)، ونشأ على يد مجموعة من الشّيوخ والعلماء في دمشق، وقد تعمّق في دراسة الفقه الشافعي، وأصبح من أصحاب الحجج في هذا المجال. ودرس ابن النفيس الطب في البيمارستان النّوري (المستشفى النوري) في دمشق، وتتلمذ على يد ابن الدّخوار الطبيب الدمشقيّ، حيث أصبح طبيباً مهماً له منهجه الخاص في التّشريح والعلاج، وقد اتّبع في عمله منهج الطّبيب الحارث بن كلدة الثقفيّ. يُذكر أنّ ابن النّفيس كان شيخاً نحيفاً، طويلاً، أسيل الخدّين، كما أنّه كان أعزب.

انتقل ابن النّفيس إلى مصر وعمل طبيباً في المستشفى النّاصري، الذي أسّسه السّلطان قلاوون، ويعتبر ابن النّفيس عميد أطباء المستشفى النّاصريّ، وقد كان الطّبيب الخاص للظاهر بيبرس. عاصر ابن النّفيس احتلال المغول لبغداد وتدميرهم لمكتباتها، وقد أدّى تدمير هذه المكتبات إلى ضياع العديد من مؤلفات ابن النّفيس، وبقي في مصر حتى وفاته عام 687 هجري (1288م) حيث كان يبلغ من العمر ثمانين عاماً، وقد خلّف من بعد وفاته المال الكثير، وجعله بالإضافة إلى كتبه وقفاً للمستشفى المنصوري الذي عمل فيه بعد المستشفى النّاصريّ.

صفات ومآثر ابن النّفيس إنّ لابن النّفيس صفاتٍ ومآثر ميّزته عن غيره من العلماء في مختلف المجالات، نذكر منها: دعا ابن النّفيس إلى التّحرر من الأفكار المغلوطة والتي كان غيره من العلماء يخشى انتقادها ومخالفتها، وبذلك كسر طوق التّقيد بها. جمع ابن النّفيس بين مختلف العلوم بشكل منسجم ومتوازن. لم يكتف ابن النّفيس بما يقرؤه بل كان يُخضعه إلى التّمحيص، والنقد، وخطوات البحث العلميّ، وهذا دليل على أصالة تفكيره. شُبّه ابن النّفيس بأنّه موسوعة علميّة متحرّكة، وذلك لبراعته في فن المداواة. لم يغفل ابن النّفيس عن عزوّ فضل العلماء الآخرين إليهم، وهذا دليل على إنصافه وأمانته العلميّة. يعتمد ابن النّفيس في طريقة علاجه على تنظيم الغذاء للمرضى أكثر من اعتماده على الأدوية والعقاقير. اكتشاف الدّورة الدّمويّة بعد دراسة ابن النّفيس لمسار الدّم في العروق وسريانه في الجّسم، استطاع أن يصف الدّورة الدّمويّة بدقّة، وقد كان بذلك أول مُكتشف للدّورة الدّمويّة في التّاريخ، أي أنّه سبق العالم سيرفيتوس الإسباني، وهارفي الإنجليزي بثلاثة قرون. وبعد هذا الاكتشاف أثبت ابن النّفيس أنّ الرّئتين هي المسؤولة عن تنقية الدّم، كما أنّه صحح ما جاء به جالينوس الطّبيب الإغريقي الذي كان يعتقد أنّ الكبد هو من يولّد الدّم ويتجه نحو القلب، والّذي بدوره يضخّه إلى الشرايين، وقد كان الأوروبيون يجهلون اكتشاف ابن النّفيس؛ لأنه لم يكن يترجم كتبه، على الرغم من أنهم نقلوا كتبه إلى متاحفهم بشكل غير شرعي. لقد أثبت محيي الدّين التّطاوي أحد الطّلاب المصريين في برلين خلال دراسته للطب أن ابن النّفيس هو أول من اكتشف الدّورة الدّمويّة، وهذا عندما كان يعدّ بحثه في مكتبة برلين، إذ عثر على مخطوطة ابن النّفيس والّتي وثّق اكتشافه للدّورة الدّمويّة فيها.

أهم الأعمال والإنجازات بالإضافه لاكتشافه للدّورة الدّمويّة فإنّ لابن النّفيس العديد من الإنجازات المهمة في مجال الطّب نذكر منها: دعا ابن النّفيس إلى دراسة التّشريح المقارن وذلك لفهم التّشريح البشريّ. صحح أخطاء جالينوس في تشريح القلب، حيث كان أول من تحدّث عن تغذية العضلة القلبيّة من الشّرايين التّاجيّة. تحدّث ابن النّفيس عن الإبصار في العين وأبدع في ذلك، حيث قال إنّ العين تعتبر آلةً للبصر، وقد كان لابن النّفيس في فيزيولوجيا الرّؤية نظريات صحيحة، إضافة إلى أنّ ابن النّفيس تحدّث عن مفهوم التّخيل ومفهوم الإبصار وفرّق بينهما. يُشهد لابن النّفيس أنه أول من تحدّث عن ضرورة الاعتدال في تناول الملح، كما تحدّث عن أخطار الملح وما يسببه من ارتفاع ضغط الدّم. ذكر ابن النّفيس شروطاً يجب مراعاتها عند استعمال الأدوية، ومنها الوقت الصّحيح لاستخدام الدّواء ومقداره. تميّز ابن النّفيس بتشريح الشّرايين والجهاز التّنفسي وكذلك الحنجرة. مؤلفات ابن النفيس هناك مجموعة من المؤلفات المهمة لابن النّفيس نذكر منها: الموجز في الطّب: وهو موجز لكتاب القانون في الطّب لابن سينا يتألّف من أربعة أقسام؛ القسم الأول يتحدّث فيه عن القواعد العلميّة والنظريّة للطّب. والقسم الثاني يتحدّث فيه عن الأدوية والأغذية، كما تضمّن بحثاً يتحدّث فيه عن الأدوية المركّبة. والقسم الثالث تحدّث فيه عن الأمراض المتعلّقة بأعضاء الجّسم بشكل منفصل؛ أسبابها، وعلاماتها، وطرق علاجها. أما القسم الرّابع فيذكر فيه الأمراض الّتي لا تتعلّق بعضو معين من أعضاء الجّسم مثل الأورام. المهذّب في الكحل المجرّب: وهو كتاب في طب العيون، وقد نُشر هذا الكتاب في عام 1986م في الرّباط، بتدقيق من محمد رواس قلعه جي وظافر الوفائي. الشامل في الصناعة الطّبية: وقد جُمعت أجزاء هذا الكتاب على يد يوسف زيدان في مصر، وقد تمّ نشر أول أجزاء هذا الكتاب عام 2001م. كتاب فاضل بن النّاطق: وقد كتبه على غرار ما ألّفه ابن الطّفيل الأندلسيّ في كتابه حي بن يقظان. الرّسالة الكامليّة في السّنه النبويّة. شرح تشريح القانون: وقد تحدّث فيه ابن النّفيس عن الدّورة الدّموية الصغرى ووصفها بشكل دقيق، وقد عارض في كتابه هذا ما جاء به ابن سينا وجالينوس. المختصر في أصول علم الحديث: وقد نشر هذا الكتاب بعد أن أُعيد تدقيقه من قبل يوسف زيدان في عام 1991م في القاهرة. شرح فصول أبقراط: وقد طبع في بيروت عام 1988م، بعد تدقيقه من قبل يوسف زيدان وماهر عبد القادر. كتاب المختار في الأغذية. بغية الفطن في علم البدن.
 

https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D8%B9%D9%86_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B3

 

علي بن أبي بالحزم القَرْشي، علاء الدين الملقب بابن النفيس:
أعلم أهل عصره بالطب. أصله من بلدة قرش (بفتح القاف وسكون الراء، في ما وراء النهر) ومولده في دمشق، ووفاته بمصر.
له كتب كثيرة، منها " الموجز - ط " في الطب، اختصر به قانون ابن سينا، و " فاضل بن ناطق - خ " على نمط " حي بن يقظان " لابن الطفيل، و " بغية الطالبين وحجة المتطببين " و " شرح الهداية لابن سينا " في المنطق، و " الهذب - خ " في الكحل، و " الشامل " في الطب، كبير جدا، منه مجلد مخطوط ضخم في الظاهرية بدمشق، وثلاثة مجلدات مخطوطة في جامعة ستانفورد، بكاليفورنيا (وصفها نقولا هير في مجلة معهد المخطوطات 6: 203) و " شرح فصول أبقراط - خ " في الطب، و " بغية الفطن من علم البدن - خ " في الطب، و " بغية الفطن من علم البدن - خ " رأيته في الفاتيكان (1069 عربي) و " الرسالة الكاملية في السيرة النبويّة - ط " وكانت طريقته في التأليف أن يكتب من حفظه وتجاربه ومشاهداته ومستنبطاته، وقل أن يراجع أو ينقل. وخلف مالا كثيرا، ووقف كتبه وأملاكه على البيمارستان المنصوري بالقاهرة. ومات في نحو الثمانين من عمره. وورد اسمه في كثير من المصادر (علي أبي بالحرم " والصواب " ابن أبي الحرم " بزاي ساكنة، كما هو بخطه .

-الاعلام للزركلي-