أَحْمد بن الْحُسَيْن الرقيحي
نِسْبَة إِلَى الرقيح بِضَم الرَّاء وَفتح الْقَاف وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة بعْدهَا مُهْملَة وَهُوَ بَلْدَة من أَعمال يحصب ثمَّ الصنعاني الأديب صَاحب المقطعات الفائقة الرائقة وَكَانَ يتعيش بالصباغة فَلَا تزَال كَفه سَوْدَاء كأكف الصباغين فعوتب على ذَلِك فَقَالَ
(الْمجد في الْعلم والكف المسود من ... فن الصباغة لَا في صُحْبَة الدول)
(فَمَا سعيت إلى هَذَا وَذَاكَ مَعًا ... إلا لأجمع بَين الْعلم وَالْعَمَل)
وَمن مقطعاته
(قد بلغت الْكَمَال في كل معنى ... ثمَّ ترجو أَن تسلم الحسادا)
(أَنْت أمرضتهم فَدَعْهُمْ فَمن حق لئيم الطباع أَن لَا يعادا)
وَله
(هَذِه الأطماع رِجْس وَبهَا ... سل إِذا مَا شِئْت أَرْبَاب الْوَرع)
(فاصرف الراحات عَن إمساكها ... إِنَّمَا الرَّاحَة في ترك الطمع)
وَمن شعره
(أفدي الَّذِي صلى بميدانه ... ثمَّ تَلا التَّسْلِيم بِالْوَاجِبِ)
(قلت وَقد كلمني طرفه ... لَا يتبع الْمسنون بِالْوَاجِبِ)
وَله
(أَرَاك جهلت أصُول الرِّجَال ... فأنعمت يَا عَمْرو في سكرها)
(وَلَكِن من بعد بالاختبار ... ستعرف مَا الحلو من مرّها)
(فسل عَن معادنها عَارِفًا ... يبين لَك الصفر من تبرها)
(فإن الصداقة محتاجة ... إلى عَارِف بانتها أمرهَا)
وَكَانَت وَفَاته آخر دولة الْأَمَام الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم رَحمَه الله
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني