محمد بن جعفر بن محمد أبي عبد الله أمير المؤمنين المعتز بالله
المعتز بالله أمير المؤمنين محمد
تاريخ الولادة | 232 هـ |
تاريخ الوفاة | 255 هـ |
العمر | 23 سنة |
مكان الولادة | سر من رأى - العراق |
مكان الوفاة | سر من رأى - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد أمير المؤمنين المعتز بالله بْن جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه بْن مُحَمَّد بن المعتصم بالله، يكنى أبا عبد الله، وقيل إن اسمه الزبير:
وكان مولده بسر من رأى. فأنبأنى إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن علي أن المعتز بالله ولد في شهر ربيع الأخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وَأَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنفي قَالَ أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ قال أنبأنا محمد بن عمر الحافظ أن مولد المعتز يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. قَالَ وكان منزله بسر من رأى.
قال الشيخ أبو بكر: والقول الأول عندنا أصح. بويع المعتز بسر من رأى عند خلع المستعين.
وَأَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال:
نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن عليّ الهاشميّ قال: خرج أحمد الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين من سر من رأى يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين إلى بغداد، فوثب أهل سر من رأى فبايعوا لأبي عبد الله المعتز بالله.
قَالَ أبو بشر وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: لما أنزل المعتز بالله من لؤلؤة وبويع له، ركب إلى أمه وهي في القصر المعروف بالهاروني، فلما دخل عليها وسألته عن خبره قَالَ لها: قد كنت كالمريض المدنف وأنا الآن كالذي وقع في النزع- يعني أنه قد بويع له بسر من رأى والمستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق والغرب.
وَقَالَ أبو بشر أَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن علي قَالَ: لما سأل الأتراك المستعين بالله الرجوع إلى سر من رأى فأبى عليهم، قدموا سر من رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم، فاجتمع الموالي وكسروا باب لؤلؤة، وأنزلوا المعتز بالله فبايعوه وخلعوا المستعين، فركب المعتز بالله إلى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين فبايعه الناس، وعقد لنفسه لواء أسود وخلع على إبراهيم المؤيد بالله، وعلى أحمد المعتمد على الله، وعلى أبي أحمد الموفق، وأنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته التي أكدها له المتوكل على الله في أعناقهم، ومعه جماعة من الفقهاء، فشخص أبو أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم، وحصن محمد بن عبد الله بن طاهر بغداد، ورم سورها، وأصلح أبوابها. وعسكر أبو أحمد بالشماسية ووقع الحرب يوم السبت للنصف من صفر واتصلت الوقائع.
قَالَ أبو بشر وسمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم. وتوجه أبو أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد في عشرة آلاف من سر من رأى، فواقع أهل بغداد فقتل من الفريقين خلق عظيم، وكانت هذه السنة فتنة المعتز والمستعين.
قَالَ وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: لما وجه المعتز بالله أخاه أبا أحمد الموفق فحصرهم، وأقام المستعين بالله ببغداد إلى أن خلع سنة، واشتد الحصار على أهل بغداد، وقد كان أهل بغداد لما دخل إليهم المستعين أحبوه ومالوا نحوه غاية الميل، حتى نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمد بن عبد الله بن طاهر إلى المداهنة في أمر المستعين بالله، وهاجموا منزله يريدون نفسه.
قَالَ: وأَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن علي قَالَ شرع في خلع المستعين بالله فوثبت العامة على محمد بن عبد الله بن طاهر وتذمرت عليه، ونقل المستعين بالله من داره إلى الرصافة. قَالَ وَأَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ فدس محمد بن عبد الله بن طاهر إلى المستعين بالله من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتز بالله ويسلم إليه الأمر، وكان المستعين بالله رجلا صالحا ضعيفا، فأجاب المستعين بالله إلى ذلك وكره الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جعفر بن علي قَالَ خلع أحمد المستعين بالله نفسه من الخلافة في المحرم أول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال أنبأنا عمر بن حفص قَالَ: ودعي للمعتز ببغداد يوم الجمعة لثلاث خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمد بن أحمد بن البراء قَالَ: ثم استخلف المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل على الله. قَالَ إبراهيم بن العباس:
الله أظهر دينه ... وأعزه بمحمد
والله أكرم بالخلا ... فة جعفر بن محمد
والله أيد عهده ... بمحمد ومحمد
ومؤيد لمؤيدي ... ن إلى النبي محمد
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا محمّد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي بن إبراهيم قَالَ كانت الجماعة على أبي عبد الله المعتز بالله واسمه الزبير بن جعفر بن محمد، وأمه قبيحة أم ولد رومية، في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وإنما تحسب أيام ملكه منذ يوم خلع المستعين.
وَقَالَ أبو بشر سمعت أبا الجعد يقول: اسم المعتز بالله الزبير، ويقال محمد.
وقَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي قَالَ كان المعتز بالله رجلا طويلا جسيما وسيما، أبيض مشربا حمرة، أدعج العينين حسنهما، أقنى الأنف، حسن الوجه، مليحا جعد الشعر كث اللحية، مدور الوجه، حسن المضحك، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، مات وهو ابن أربع وعشرين سنة. وكان قاضية الحسن بن أبي الشوارب، ونقش خاتمه محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه: المعتز بالله.
حدّثنا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السمان لفظا بالري قال نبأنا الحسن ابن محمّد بن يحيى الشّافعيّ بسامراء قال نبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ قال نبأنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُعْتَزِّ بِاللَّهِ، فَمَا رَأَيْتُ خَلِيفَةً كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَجَدْتُ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ يُسْجَدُ لأَحَدٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟
قُلْتُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ قال نبأنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى مَا يَفْرَحُ بِهِ، أَوْ بُشِّرَ بِمَا يَسُرُّهُ، سَجَدَ شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عبيد الله بن محمّد المقرئ قال نبأنا محمّد ابن يحيى الصولي قَالَ حَدَّثَنِي أبو الغوث بن البخترى قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: نظر إلي المعتز وأنا أنظر في وجهه فقال إلى أي شيء تنظر؟ قلت: إلى كمال أمير المؤمنين في جمال وجهه وجميل أفعاله.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب قَالَ نبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي قَالَ نبأنا يزداد ابن عبد الرحمن قَالَ قَالَ لي الزبير بن بكار صرت إلى أبي عبد الله المعتز بالله وهو أمير، فلما علم بمكاني خرج مستعجلا فعثر، فأنشا يقول:
يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرجل
أخبرني عبد الله بن أبي الفتح قال: أنبأنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد ابن خلف بن المرزبان قَالَ: أنشدت للمعتز بالله:
يدنو السرور إذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو العيش حين تغيب
قال الشيخ أبو بكر مكث المعتز بالله في الخلافة إلى أن خلع نفسه وسلم الأمر للمهتدي بالله.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد قَالَ: قَالَ ابن البراء:
كانت خلافه المعتز إلى أن خلع يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وأظهر قبره، وبقي الأمر يومين- يعني بعد قتله- حتى استخلف المهتدي بالله.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء قال نبأنا ابن أبي الدنيا قَالَ: بويع المعتز بالله في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين عند خلع المستعين بالله، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسر من رأى ودفن بموضع يقال له باب السميدع سنة خمس وخمسين ومائتين وله ثلاث وعشرون سنة. وكانت خلافة المعتز بالله من يوم دعى له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر إلا ثلاثة أيام. هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتز كانت في شهر رمضان.
وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا الشّافعيّ قال أنبأنا عمر بن حفص أن المعتز قتل يوم السبت ليومين من شعبان.
وَأَخْبَرَنَا عبد العزيز بن عليّ قال أنبأنا المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قَالَ أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي أن المعتز بالله صلى عليه محمد بن الواثق المهتدي بالله، ودفن عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
محمد (المعتز باللَّه) بن جعفر (المتوكل على الله) بن المعتصم:
خليفة عباسي (هو أخو المنتصر باللَّه) ولد في سامراء. وعقد له أبوه البيعة بولاية العهد سنة 235 هـ وأقطعه خراسان وطبرستان والري وأرمينية وأذربيجان وكور فارس. ثم أضاف إليه خزن الأموال في جميع الآفاق، ودور الضرب، وأمر أن يضرب اسمه على الدراهم، ولما ولي المستعين باللَّه (سنة 248) سجن المعتز، فاستمر الى أن أخرجه الأتراك بعد ثورتهم على المستعين. وبايعوا له (سنة 251) فكانت أيامه أيام فتن وشغب. وجاءه قواده فطلبوا منه مالا لم يكن يملكه، فاعتذر، فلم يقبلوا عذره، ودخلوا عليه فضربوه، فخلع نفسه، فسلموه إلى من يعذبه، فمات بعد أيام شابا. قيل اسمه (الزبير) وقيل (طلحة) . وكان فصيحا، له خطبة ذكرها ابن الأثير في الكلام على وفاته. قال ابن دحية: كان فيه أدب وكفاية فلم ينفعه ذلك لقرب قرناء السوء منه، فخلع، وما زال يعذب بالضرب حتى مات بسر من رأى، وقيل: أدخل في الحمام فأغلق عليه حتى مات. مدة خلافته ثلاث سنوات وستة أشهر و 14 يوما .
-الاعلام للزركلي-