أحمد بن محمد الشيخ المهديّ بن القائم بأمر الله عَبْد الله بن عبد الرحمن بن علي، من آل زيدان، أبو العباس السعدي، المنصور باللَّه، ويعرف بالذهبي:
رابع سلاطين الدولة السعدية في المغرب الأقصى. ولد بفاس واستخلفه أخوه عبد الملك (المعتصم باللَّه) عليها، وولاه قيادة جيوشه، ثم انتهت إليه الإمرة بعد وفاة المعتصم سنة 986هـ فساس الرعية بحكمة وحسن إدارة. وكان شجاعا عاقلا، داهية في سياسة الملك، محبا للغزو والفتح. وانتقل من فاس إلى مراكش سنة 989 هـ، ووجه جيشا إلى الصحراء فاستولى على أصقاعها (تيكورارين وتوات وغيرهما) وطمح إلى امتلاك السودان فجاءته بشائر الفتح بدخول كاغو سنة 1000 هـ
وكان واسع الاطلاع على شؤون بلاده. قال الزياني في (فهرسة) ألفها للمولى سليمان: (وقفت على تأليف للسلطان أحمد المنصور، ذكر فيه شعراء أهل البيت، فزاد على الألف، ولم يستوفهم) ومن تأليفه كتاب (السياسة) وله (ديوان شعر) ذكره صاحب كشف الظنون. ولابن القاضي كتاب في سيرته سماه (المنتقى المقصور على مآثر خلافة المنصور - خ) نحو 17 كراسا.
وهو أول من أحدث معاصر السكر في مراكش وبلاده حاحة وشوشاوة. وأنشأ بفاس المعقلين الكبيرين المعروفين عند العامة بالبستيون، وبنى حصنين وثيقين بثغر العرائش. وإليه تنسب الثياب المنصورية في المغرب لأنه أول من ارتدى بها. وكان محبا للعلم، كتب إلى بعض علماء مصر يستجيزهم فأجازوه. ورسالة إلى الجهات، خصوصا ما كان منها في أخبار الفتح، تدل على ممارسة للأدب وعلم ومعرفة. وفي (الاسقصا) نبذ من رسائله. توفي بالمدينة البيضاء خارج فاس الجديدة مطعونا بالوباء، فدفن فيها ثم نقل إلى مراكش .
-الاعلام للزركلي-