زين الدين بن أحمد بن علي بن الحسين الحلبي
الأشعافي
تاريخ الوفاة | 1042 هـ |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
زين الدّين بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشَّافِعِي الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالأشعافي نزيل دمشق الْفَاضِل الأديب الْعَرُوضِي السائر ذكره ولد بحلب وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن جمَاعَة وَلما دخل الْبَهَاء الْحَارِثِيّ العاملي حلب أَخذ عَنهُ وبرع فِي عدَّة فنون وَألف وصنف وَمن جملَة تأليفاته شرح عَليّ الشفا وَله رسائل فِي الْعرُوض كَثِيرَة مِنْهَا بل الْقَلِيل فِي علم الْخَلِيل وعمدة النَّبِيل ورسالة بَين فِيهَا عرُوض أَبْيَات من شَوَاهِد النَّحْو سَهَا فِيهَا الْعَلامَة الْعَيْنِيّ فِي مُخْتَصر شرح الشواهد سَمَّاهَا التَّنْبِيهَات الزينية على الغفلات العينية قَالَ فِي ديباجتها وَكنت أَولا أنسب ذَلِك إِلَى تَحْرِيف النساخ إِلَى أَن وقفت على نُسْخَة قُرِئت عَلَيْهِ وَكتب خطه فِي مَوَاضِع مِنْهَا وَفِي آخرهَا إجَازَة بِخَطِّهِ فتصفحتها فَإِذا هِيَ مُشْتَمِلَة على مَا فِي النّسخ مِمَّا هُوَ خلاف الصَّوَاب وَولي نظر الْمدرسَة الطرنطائية دَاخل بَاب الْملك بحلب وتعرف الْآن بالأويسية لسكن الطَّائِفَة الاويسية بهَا ثمَّ خرج إِلَى الرّوم وَمكث بهَا ثمَّ دخل دمشق وَاسْتقر بهَا وانتفع بِهِ كثير من أَهلهَا فِي الْعرُوض وَغَيره وَذكره البديعي فِي ذكرى حبيب وَقَالَ فِي وَصفه وَكَانَ لَهُ مذاكرة تَأْخُذ بلب الصاحب ومحاضرات ترغب عَن محاضرات الرَّاغِب ورقة طبع تملك زِمَام قياده لكل ريم وتهيمه لكل وليديراه هيمانه بنسيم وَله شعر نضير مِنْهُ قَوْله
(كتبت وأفكاري بحقك مزقت ... كَمَا قد بَدَت فِي الْحبّ كل ممزق)
(وَلَو حم لي التَّوْفِيق كنت تركته ... ولكنني أَصبَحت غير موفق)
(إِذا قيل أَشْقَى النَّاس من بَات ذَا هوى ... فَلَا تنكرن هَذَا الْمقَال وَصدق)
وَهَذَا كَقَوْل الآخر
(سَأَلتهَا عَن فُؤَادِي أَيْن مَسْكَنه ... فَإِنَّهُ ضل عني عِنْد مسراها)
(قَالَت لدي قُلُوب جمة جمعت ... فأيها أَنْت تبغي قلت أشقاها)
وَكتب لبَعض أَصْحَابه يعزيه عَن نعل لَهُ ضَاعَت
(تعز أخي إِن كنت مِمَّن لَهُ عقل ... وَلَا تبد أحزانا إِذا ذهبت نعل)
(وَلَا تعتب الدَّهْر الخؤون فدأبه ... لعقد اجْتِمَاع الشمل دون الورى حل)
(لحى الله دهرا لَا يزَال مُولَعا ... بتكدير صفو الْعَيْش مِمَّن لَهُ فضل)
(يفرق حَتَّى شَمل رجل ونعلها ... أَشد فِرَاق لَا يرى بعده شَمل)
(فَمَا شِئْت فَاصْنَعْ مَا اللبيب بجازع ... وَلَا تَارِك صفوا وَلَو زلت النَّعْل)
(بحقك قُم نسعى إِلَى الراح سحرة ... نجدد أفراجا لكل صدا تجلو)
(إِلَى دَار لذات وَروض مَسَرَّة ... لرحب فناها من غصون المنى ظلّ)
وَقد أورد لَهُ هَذِه الأبيات الخفاجي فِي تَرْجَمته وَذكره معارضات وَقعت لَهَا فِي هَذَا الْخُصُوص وَقد تَرْجمهُ الشهَاب تَرْجَمَة لَطِيفَة وَكَانَ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف مَوْجُود فِي الْحَيَاة فَأَنِّي قَرَأت بِخَطِّهِ فِي آخر رِسَالَة التَّنْبِيهَات أَنه فرغ من كاتبها يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشرى صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف ثمَّ أَخْبرنِي بعض الحلبيين مِمَّن يعرفهُ أَنه توفّي فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد الْألف وَالله أعلم.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.