أبي الوفاء بن محمد بن عمر السعدي الحلبي

ابن خليفة الزكي

تاريخ الوفاة1010 هـ
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

أَبُو الْوَفَاء بن مُحَمَّد بن عمر السَّعْدِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَشْهُور بِابْن خَليفَة الزكي ذكره أَبُو الْوَفَاء العرضي الْمَذْكُور قبله فِي تَارِيخ الْمَعَادِن وَقَالَ فِيهِ من أَعْيَان الْمَشَايِخ السعدية المنسوبين فِي الْخلَافَة إِلَى الشَّيْخ سعد الدّين الجباوي خَلفه وَالِده الشَّيْخ مُحَمَّد .

الترجمة

أَبُو الْوَفَاء بن مُحَمَّد بن عمر السَّعْدِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَشْهُور بِابْن خَليفَة الزكي ذكره أَبُو الْوَفَاء العرضي الْمَذْكُور قبله فِي تَارِيخ الْمَعَادِن وَقَالَ فِيهِ من أَعْيَان الْمَشَايِخ السعدية المنسوبين فِي الْخلَافَة إِلَى الشَّيْخ سعد الدّين الجباوي خَلفه وَالِده الشَّيْخ مُحَمَّد وَخلف الشَّيْخ مُحَمَّد وَالِده الشَّيْخ عمر المدفونان فِي زاويتهم خَارج بَاب النَّصْر أما وَالِده الشَّيْخ مُحَمَّد فَلَقَد كَانَ فَاضلا كَامِلا صَالحا صَاحب كرامات كَانَ رجل يُقَال لَهُ عبد الرَّحْمَن بن الصّلاح ذَا ثروة وَمَال وَعَلِيهِ هَيْبَة ووقار وَكَانَ يدْخل فِي حَلقَة ذكر أبي الْوَفَاء بَين أَقوام وعوام غالبهم فلاحون وَبَعض جماعات من ذَوي الهيئات فَقلت مَا السَّبَب أَنكُمْ تدخلون إِلَى حَلقَة الذّكر مَعَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم فَقَالَ كنت شَابًّا وَاقِفًا أنظر إِلَى فُقَرَاء وَالِد الشَّيْخ وفا وَهُوَ الشَّيْخ مُحَمَّد وَأَنا فِي ضميري أستهزىء بِالذكر لأَنهم يَقُولُونَ مَا لَا يفهم مَعْنَاهُ فَقلت فِي ضميري مَا مُرَادهم بقَوْلهمْ هام هام فَخرج الشَّيْخ من الْحلقَة وَفرق الازدحام وجذبني من ثِيَابِي وَقَالَ نقُول الله الله فَوَقَعت مغشياً عَليّ ثمَّ لم أزل على اعْتِقَادهم وَكَانَ فِي بني دِرْهَم وَنصف رجل من الْفُضَلَاء يُقَال لَهُ المنلا يستهزىء بهم ويحقرهم فَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ مُحَمَّد تأدب تأدب فَوَقع مصروعاً فوقعوا على الشَّيْخ واستمروا مُدَّة طَوِيلَة يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ حَتَّى صفح وَعَفا وتواتر على الْمَذْكُور الشفا كل ذَلِك ببركة الشَّيْخ مُحَمَّد وَكَانَ لَهُ خطّ حسن حَتَّى ألف كتابا اسْمه المحمدية ذكر فِيهِ مواعظ وكرامات الْأَوْلِيَاء واستطرد إِلَى ذكر الشَّيْخ سعد الدّين الجباوي وَهُوَ أستاذه وَكَذَلِكَ صنف مجَالِس وعظ تشْتَمل على آيَات قرآنية وَأَحَادِيث نبوية وَمَعَان مهذبة ومسائل مرتبَة وَكَذَلِكَ وَالِده الشَّيْخ عمر ألف كتابا سَمَّاهُ العمرية ذكر فِيهِ مَنَاقِب الشَّيْخ سعد الدّين وَله حَلقَة ذكر فِي الْجَامِع الْكَبِير بحلب يَوْم الْجُمُعَة فِيهَا مائَة رجل وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يلبس الْعِمَامَة الْكَبِيرَة الخضراء وَالثيَاب المتسعة الأكمام الطَّوِيلَة الأذيال وَقد لبسوا الْأَخْضَر قبيل الْألف بِمدَّة قَليلَة أثبتوا أنسابهم بِوَاسِطَة الْحُسَيْن وَكَانَ من عَادَة الْأَشْرَاف يربون لَهُم الشُّعُور فِي رَأْسهمْ وَكتب لَهُم نسب ومحضر شهد لَهُم بِالنّسَبِ غَالب الْأَعْيَان بحلب وَلما مَاتَ وَالِده كَانَ شَابًّا لَهُ حِدة مزاج فَكَانَ بعض الْأَعْيَان بِبَاب النَّصْر تشاجر مَعَه فَذهب إِلَى دمشق وَأخْبر الشَّيْخ سعد الدّين وَالِد الشَّيْخ مُحَمَّد وَكَانَ الْمَذْكُور مجذوباً لَا يتمهل فِي الْأُمُور فَذكر لَهُ أَن الشَّيْخ أَبَا الوفا كَانَ مَعَ بعض نسَاء أجانب فَقبض عَلَيْهِ حَاكم الْبَلدة وَأخذ مِنْهُ مَالا لَيْلًا وَأَنه لَا يَلِيق بالخلافة وَعِنْدنَا رجل صَالح عَالم يُقَال لَهُ الشَّيْخ عبد الرَّحِيم اجْعَلْهُ خَليفَة واعزل الشَّيْخ أَبَا الوفا واكتب للاعيان مكاتيب بعزله فَكتب للشَّيْخ عبد الرَّحِيم أَنِّي جعلتك خَليفَة وعزلت أَبُو الوفا وَكتب للْقَاضِي بذلك وَأَن يمْنَع أَبَا الوفا من الذّكر مَعَ الْفُقَرَاء فَأحْضرهُ القَاضِي وَأظْهر لَهُ الْمَكْتُوب فَقَالَ أَنا لست بخليفة لَهُ وَإِنَّمَا أخذت الْخلَافَة عَن وَالِدي ووالدي عَن وَالِده ثمَّ ورد مَكْتُوب من الشَّيْخ سعد الدّين إِلَى المريدين والنقباء أَن من تبع أَبَا الوفا فَهُوَ مطرود من طريقتي وَمن تبع الشَّيْخ عبد الرَّحِيم فَهُوَ مَقْبُول عِنْد الله وَعِنْدِي وَمَعَ ذَلِك استمرت الْفُقَرَاء غَالِبا عِنْده ثمَّ بعد مُدَّة توجه أَبُو الوفا بِهَدَايَا إِلَى الشَّيْخ سعد الدّين وَمَعَهُ الْفُقَرَاء المريدون فسبقه الشَّيْخ مَسْعُود أَخُو الشَّيْخ عبد الرَّحِيم وَقَالَ للشَّيْخ سعد الدّين إِن خلفت أَبَا الوفا يخْتل أمرنَا فَقَالَ لَا أخلفه فجَاء أَبُو الوفا فَأكْرمه الشَّيْخ سعد الدّين ثمَّ قَالَ لَهُ جِئْت تطلب الْخلَافَة فَقَالَ أَنا خَليفَة وَالِدي عَن وَالِده عَن جده عَن أجدادكم وَجئْت لتأدية حقكم فَحسب فَإِن أذنتم فِيهَا وَإِلَّا فقد فعلت مالكم من الاحترام وَلم يبرم ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب واستمرت حَلقَة ذكره قَائِمَة لَكِن حَلقَة الشَّيْخ عبد الرَّحِيم كثرت جدا بِسَبَب السخاء وبذل الْقرى وَكَانَت حَلقَة الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بِبَاب الْمَقْصُورَة ملاصقة حَلقَة الشَّيْخ أبي الوفا بِحَيْثُ يلتحمون وَلَا شَيْء حاجز بَينهم وَكَانَ يَقع بَينهم من الْفِتَن والاثارات والشتم أَشْيَاء كَثِيرَة إِلَى أَن مقت النَّاس الْفَرِيقَيْنِ فَلَمَّا قدم الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ سعد الدّين إِلَى حلب ألزم الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بالتحول إِلَى الْمِحْرَاب الْأَصْغَر حَتَّى انطفت تِلْكَ النيرَان وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد أَخطَأ وَالِدي فِي تَفْرِيق الْكَلِمَة بَينهم وَكَانَ أَبُو الوفا تولى مدرسة الفردوس وَتَوَلَّى نقابة طرابلس وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع الزكي وَأما مَاله وَولي مدرسة البيرامية وَكَانَت وَفَاته فِي سنة عشرَة بعد الْألف وَدفن فِي نفس زاويتهم وَقد قَارب الْخمسين.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.