الحسن بن محمد بن الحسن الصاغاني العدوي اللوهوري
رضي الدين أبي الفضائل
تاريخ الولادة | 577 هـ |
تاريخ الوفاة | 650 هـ |
العمر | 73 سنة |
مكان الولادة | بلوهور - الهند |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
والحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي بن إسماعيل، العدوي، اللوهوري، أبي الفضائل الصاغاني.
الإمام في كل فن.
قال الحافظ الدمياطي: كان شيخا صالحا، صدوقا، صموتا عن فضول الكلام، إمامًا في اللغة، والفقه، والحديث.
قرأت عليه وحضرتُ دفنه بدار الحريم الطاهري.
صنف كتاب مجمع البحرين في اللغة أثنى عشر مجلدا وكتاب العباب الزاخر في اللغة في عشرين مجلدا ولم يتم وكتاب الشوارد في اللغة وكتاب توشيح الدريدية وكتاب التراكيب وكتاب فعال وكتاب فعلان وكتاب الانفعال وكتاب فعول وكتاب الأضداد وكتاب أسماء السعادة وكتاب أسماء الأسد وكتاب أسماء الذئب وكتاب العروض وكتاب تعزيز بيتي الحريري وكتابا في علم الحديث وكتاب مشارق الأنوار في أحاديث الصحيحين وكتاب مصباح الدجى وكتاب الشمس المنيرة وشرح البخاري في مجلد وكتاب در السحابة في معرفة صفات الصحابة وكتاب الضعفاء وكتاب الفرائض وشرح أبيات المفصل وكتاب تكملة العزيزي وكتابا في التصريف وكتاب مناسك الحج وختم بأبيات هي هذه:
شوقي إلى الكعبة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوخادة الزادا
أراقك الحنظل العامي منتجعا ... وغيرك انتجع السعدان وازدادا
أتعبت سرحك حتى لص عن كثب ... نياقها رزحا والصعب منقادا
فاقطع علائق ما تحويه من نشب ... واستودع الله أموالا وأولادا
روى عن أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي بن محمد الحافظ، وقد سمع عليه صحيح البخاري، ومسند الشافعي. وقرأ صحيح البخاري أيضا على أبي سعد ثابت بن شرف، وسمع بعدن من إبراهيم بن يعقوب الهروي الحسبانادي، والنظام محمد بن الحسن بن سعد المرغيناني.
وسمع منه الحافظ شرف الدين الدمياطي.
وكان مولده بلوهور من بلاد الهند، سنة سبع وسبعين وخمسمائة؛ في يوم الخميس عاشر صفر.
ووفاته ليلة الجمعة تاسع عشر شعبان سنة خمسين وستمائة ببغداد.
وأوصى أن يحمل إلى مكة بخمسين دينارا، فحمل إليها ودفن بها، والله أعلم.
تاج التراجم - لأبي الفداء زين الدين أبي العدل قاسم بن قُطلُوبغا السودوني
الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر الصاغاني
كان فقيهًا محدثًا لغويًا ذا مشاركة تامة في جميع العلوم ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة وأخذ عن والده ثم رحل إلى بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وأقام بها مدة وله كتاب الشوارد في اللغة وكتاب الافتعال وكتاب العروض ومشارق الأنوار في الحديث ومصباح الدجى في الحديث وشرح صحيح البخارى ودر السحابة والعباب في اللغة وغيره مات سنة خمسين وستمائة ببغداد ونقل جسده حسب وصيته إلى مكة.
(قال الجامع) ذكره السيوطي في بغية الوعاة وقال الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي العمري الإمام رضي الدين أبو الفضائل الصغاني بفتح الصاد المهملة وتخفيف الغين المعجمة ويقال الصاغاني الحنفي حامل لواء اللغة في زمانه قال الذهبي ولد بمدينة لاهور سنة سبعة وسبعين وخمسمائة ونشأ بغزنة ودخل بغداد سنة خمسة عشر وستمائة وذهب منها بالرياسة الشريفة إلى صاحب الهند فبقى هناك مادة وحج ودخل اليمن عاد إلى بغداد ثم إلى الهند ثم إلى بغداد وكان إليه المنتهى في اللغة وله من التنصايف مجمع البحرين في اللغة وتكملة الصحاح والعباب وصل فيه إلى فصل بكم حتى قيل.
إن الصغاني الذي ... حاز العلوم والحكم
كان قصارى أمره ... أن انتهى إلى بكم
والنوادر في اللغة والتراكيب وأسماء القارة وأسماء الأسد وأسماء الذئب ومشارق الأنوار في الحديث وشرح البخارى ودر السحابة في وفيات الصحابة والعروض وشرح أبيات المفصل وبغية الصديان وغير ذلك قال الدمياطي وكان معه مولود حكم بموته في وقته فكان يترقب ذلك اليوم فحضر وهو معافي فعم لأصحابه طعامًا شكرًا وفارقناه فلقيني شخص أخبرني بموته فجأة وذلك سنة خمسين وستمائة انتهى. قلت ومن تصانيفه رسالتان جمع فيهما الأحاديث الموضوعة وأدرج فيهما كثيرًا من الأحاديث الغير الموضوعة فعد لذلك من المشددين كابن الجوزي وصاحب سفر السعادة وغيرهما من المحدثين: قال السخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ذكر أي الصاغاني فيها أحاديث من الشهاب القضاعي والنجم للاقليشي وغيرهما كأربعين بن ودعان والوصية لعلي بن أبي طالب وخطبة الوداع وأحاديث أبي الدنيا الأشج ونسطور ونعيم بن سالم ودينار وسمعان وفيها الكثير أيضًا من الصحيح والحسن وما فيه ضعف يسير انتهى. وقد ذكرت جماعة من المحدثين الذين لهم تشدد في باب الجرح وتساهل في الحكم بالوضع في رسالتى الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشر الكاملة فلنطالع. ونسبة الصاغاني إلى صاغان قرية بمرو قال جاغان فعرب وقد يقال الصغان ذكره السمعاني.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.
الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري الصاغاني الحنفي رضيّ الدين:
أعلم أهل عصره في اللغة. وكان فقيها محدثا. ولد في لاهور (بالهند) ونشأ بغزنة (من بلاد السند) ودخل بغداد، ورحل إلى اليمن، وتوفي ودفن في بغداد، بداره بالحريم الطاهري، وكان قد أوصى أن يدفن بمكة، فنقل اليها ودفن بها. له تصانيف كثيرة منها (مجمع البحرين - خ) ملجدان في اللغة، و (التكملة - خ) ست مجلدات طبع الرابع منها، جعلها تكملة لصحاح الجوهري، و (العباب) معجم في اللغة ألفه لابن العلقميّ (وزير المستعصم) ، بقيت منه أجزاء، و (الشوارد في اللغات) و (الأضداد - ط) و (مشارق الأنوار - ط) في الحديث. ألفه للمستنصر العباسي، و (شرح صحيح البخاري) مختصر، و (در السحابة في مواضع وفيات الصحابة - ط) رسالة، و (فعال - ط) و (شرح أبيات المفصل) و (يفعول - ط) رسالة، و (مختصر الوفيات) و (ما تفرد به بعض أئمة اللغة - خ) جزء .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ الإمام رضي الدين أبو الفضائل حسن بن محمد بن حسن بن حيدر بن علي بن إسمعيل القُرشي العُمَري اللُّوهورِي المولد الصَّغَاني المحتِد البغدادي الوفاة، الفقيه الحنفي المحدث اللُّغوي، المتوفى فجأة سنة خمسين وستمائة وله من العمر ثلاث وسبعون سنة.
ولد بمدينة لُوهور ونشأ بغَزْنَة ودخل بغداد واليمن وحجَّ ثم عاد إلى بغداد، ثم إلى الهند، ثم عاد إلى بغداد وأقام بها وسمع من النظام المَرْغِينَاني وغيره وحدَّث. روى عنه الشرف الدّمياطي، وكان حامل لواء اللغة في زمانه وكان يقول لأصحابه: احفظوا "غريب أبي عُبَيْدَة" فمن حفظه ملك ألف دينار بالتجربة.
قال الدمياطي: وكان معه مولده وقد حكم فيه بموته في وقته، وكان يترقّب ذلك اليوم فحضر ذلك اليوم وهو معافىً، فعمل لأصحابه طعاماً شكران ذلك وفارقناه وعَدَّيتُ إلى الشط، فلقيني شخص أخبرني بموته فجأة. وله من التصانيف، "مجمع البحرين" في اثني عشر سفراً و"العُبَاب" وصل فيه إلى بكم و"الشواذ في اللغات"، "توشيح الدُّرَيْديَّة" و"التراكيب" و"فعال وفعلان" و"التكملة على الصحاح" و"أسماء الأسد" و"أسماء الذئب" و"الأضداد" و"مشارق الأنوار" في الحديث و"شرح البخاري" مجلد، و"درّ السحابة في وفيات "الصحابة" و"مختصر الوفيات" و"كتاب الضعفاء" و"كتاب الفرائض" و"كتاب العَروض" و"شرح أبيات المفصّل" وغير ذلك. ذكره تقي الدين.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُحَدِّثُ إِمَامُ اللُّغَةِ رَضِيُّ الدين أَبُو الفَضَائِلِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَيْدرِ بنِ عَلِيٍّ القُرَشِيّ، العَدَوِيّ، العُمَرِيّ، الصَّاغَانِيّ الأَصْل، الهندِي، اللُّهَوْرِي المَوْلِد، البَغْدَادِيّ الوَفَاة، المَكِّيّ الْمَدْفن، الفَقِيْه، الحَنَفِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ بِلُهَوْرَ، فِي صَفَرٍ، سَنَة سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَنَشَأَ بغَزْنَة، وَقَدِمَ بَغْدَادَ، ثُمَّ ذهب رَسُوْلاً مِنَ الخَلِيْفَة إِلَى ملك الهِنْد سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ، فَبقِي مُدَّة، ثُمَّ قَدِمَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، ثُمَّ أُعِيْد إِلَيْهَا رَسُوْلاً لِسَنَتِهِ، فَمَا رَجَعَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَقَدْ سَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الفُتُوْح نَصْرِ ابْنِ الحُصَرِيّ. وَسَمِعَ بِاليَمَنِ مِنَ: القَاضِي خَلَفِ بنِ مُحَمَّدٍ الحسنَابَاذِي، وَالنّظَام مُحَمَّد بن حَسَنٍ المَرْغِيْنَانِيّ. وببغداد من: سعيد بن محمد ابن الرَّزَّاز.
وَكَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي مَعْرِفَةِ اللِّسَان العربِي؛ لَهُ كِتَاب "مَجْمَعِ البَحْرَيْنِ" فِي اللُّغَة اثْنَا عَشرَ مُجَلَّداً، وَكِتَابُ "العُبَابِ الزَّاخرِ" فِي اللُّغَة عِشْرُوْنَ مُجَلَّداً، وَ"الشَّوَارد" فِي اللُّغَة مُجَلَّد، وَكُتُبٌ عِدَّةٌ فِي اللُّغَةِ، وَكِتَابٌ فِي عِلمِ الحَدِيْثِ، وَكِتَابُ "مَشَارِق الأَنوَار فِي الْجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ"، وَكِتَاب فِي الضُّعَفَاءِ، وَمُؤلف فِي الفَرَائِضِ، وَأَشيَاء.
قَالَ الدِّمْيَاطِيّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً صَدُوْقاً صموتاً إِمَاماً فِي اللُّغَة وَالفِقْه وَالحَدِيْث، قرأت عليه الكثير.
تُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَعْبَان، سَنَة خَمْسِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحَضَرت دَفنه بدَاره بِالحرِيْم الطَّاهِرِيّ، ثُمَّ نُقل بَعْد خُرُوْجِي مِنْ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَ بِهَا، كَانَ أَوْصَى بِذَلِكَ، وَأَعدَّ لِمَنْ يَحمله خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ خَلَفٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ القُرَشِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفُتُوْحِ النُّهَاوَنْدِي بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَوِيّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيّ، أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ اللُؤْلُؤَيّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، وَيَزِيْد بن هَارُوْنَ، عَنْ هشام بن حسان، عن محمد، عن عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْم الخَنْدَقِ: "حَبَسُوْنَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى صَلاَةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ بُيُوْتَهُم وَقُبُوْرَهُم نَاراً"
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، مَا عَارضه شَيْء فِي صِحَّتِهِ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الرَّشِيْد بن مَسْلَمَةَ، وَالمُؤْتَمَن بن قُمَيْرَةَ، وَالكَمَال إِسْحَاق بن أَحْمَدَ المَعَرِيّ الشَّافِعِيّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ، وَالكَاتِب البَارِع شَمْس الدِّيْنِ مُحَمَّد بن سَعْدٍ المَقْدِسِيّ الحَنْبَلِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي السَّهْل، وَالجَمَال مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مَحْمُوْد ابْن العَسْقَلاَنِيّ، وَالتَّاج مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدِ اللهِ ابْن الوَزَّان الحَنَفِيّ، وَالشَّيْخ سعد الدين محمد بن المؤيد ابن حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ، وَجَمَال الدِّيْنِ هِبَة اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُفَرِّجٍ المَقْدِسِيّ ثُمَّ الإِسْكَنْدَرَانِي عِنْدَهُ عَنِ السِّلَفِيّ، وَفخرُ القُضَاةِ نَصْر اللهِ بن أبي العز بن قصافة الكاتب.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
حسن بن محمد الصغاني
الشيخ الإمام الكبير رضى الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر بن علي العدوي العمري الصغاني- بفتح الصاد المهملة وتخفيف الغين المعجمة- ويقال: الصاغاني، نسبة إلى صاغان معرب جاغان قرية بمرو، ولد بمدينة لاهور في خامس عشر من صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة في أيام خسرو ملك بن خسروشاه الغزنوي.
فلما ترعرع وبلغ أشده أخذ العلم عن والده، وعرض عليه قطب الدين أيبك القضاء بمدينة لاهور فلم يجبه إلى ذلك ورحل إلى غزنة يدرس ويفيد بها ثم دخل العراق وأخذ عن علمائها واستجاز عن جمع كثير من العلماء ثم رحل إلى مكة المباركة فحج وأقام بها مدة وسمع الحديث بها وببلدة عدن ثم رجع إلى بغداد سنة خمس عشرة وستمائة في أيام الناصر لدين الله الخليفة العباسي فطلبه وخلع عليه وأرسله بالرسالة الشريفة إلى صاحب الهند شمس الدين الايلتمش سنة سبع عشرة وستمائة فبقي بها مدة، ثم خرج من الهند سنة أربع وعشرين وستمائة فحج ودخل اليمن ثم عاد إلى بغداد ثم أعيد إلى الهند رسولاً من حضرة المستنصر بالله العباسي إلى رضية بنت الايلتمش ملكة الهند، ورجع إلى بغداد سنة سبع وثلاثين وستمائة وتوفي بها فدفن بداره في الحريم الظاهري ثم نقل جسده إلى مكة وكان أوصى بذلك وجعل لمن يحمله إلى مكة ويدفنه بها خمسين ديناراً.
قال الدمياطي: وكان معه طالع مولود وقد حكم فيه بموته في وقته فكان يترقب ذلك اليوم فحضر ذلك اليوم وهو معافى فعمل لأصحابه طعاماً شكراً لذلك، وفارقناه وعديت إلى الشط فلقيني شخص أخبرني بموته فقلت له: الساعة فارقته! فقال: والساعة وقع الحمام- يخبر بموته فجاءة- انتهى.
وكان شيخاً صالحاً صموتاً عن فضول الكلام فقيهاً محدثاً لغوياً ذا مشاركة تامة في العلوم، سمع الحديث بمكة وعدن والهند من شيوخ كثيرين وأدرك الكبار، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، قال السيوطي: إنه كان حامل لواء اللغة، وقال الذهبي: إن إليه المنتهى في اللغة، وقال الدمياطي: إنه كان إماماً في اللغة والفقه والحديث، وأن الصغاني أنشدنا لنفسه:
تسربلت سربال القناعة والرضا صبياً وكانا في الكهولة ديدنى
وقد كان ينهاني أبي حف بالرضا وبالعفو أن أولى يدا من يدي دنى
قد أخذ عنه الشيخ شرف الدين الدمياطي ونظام الدين محمود بن عمر الهروي ومحيي الدين أبو البقاء صالح بن عبد الله بن جعفر بن علي بن صالح الأسدي الكوفي المعروف بابن الصباغ والشيخ برهان الدين محمود بن أبي الخير أسعد البلخي وشارح آثار النيرين في أخبار الصحيحين وخلق آخرون.
ومن مصنفاته مشارق الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية، جمع فيه من الأحاديث الصحاح عدداً على ما عد الشارح الكاذروني ألفين وستة وأربعين حديثاً وبين في أول كل باب أو نوع عدد أحاديثه وقال: هذا كتاب أرتضيه وأستضىء بضيائه والعمل بمقتضاه لخزانة المستنصر بن الظاهر بن الناصر بن المستضىء العباسي، أوله الحمد لله محيي الرمم ومجري القلم- الخ، ذكر فيه: أني لما فرغت من مصباح الدجى والشمس المنيرة ضممت إليهما ما في كتابي النجم والشهاب لتجتمع الصحاح، قال: وهذا الكتاب حجة بيني وبين الله في الصحة والرضا، ورمز به بالحروف فالخاء إشارة إلى البخاري والميم لمسلم والقاف لما اتفقا عليه، ورتبه بترتيب أنيق جعله اثنى عشر باباً، الأول على فصلين الأول في ما ابتدأ بمن الموصولة أو الشرطية والثاني فيما ابتدأ بمن الاستفهامية، الثاني في أن وفيه عشرة فصول، الثالث في لا، الرابع في إذ وإذا، الخامس في فصلين الأول في ما وأنواعها والثاني في يا وأقسامها، السادس فيه اثنا عشر فصلاً في بعض الكلمات كقد ولو وبين وهكذا، السابع فيه سبعة عشر فصلاً كالمبتدأ والمعرف وما أشبه ذلك، الثامن فيه ستة فصول، التاسع في العدد ونحوه، العاشر في الماضي، الحادي عشر في لام الابتداء، الثاني عشر في الكلمات القدسية.
وشروحه كثيرة ذكر جملة من ذلك الجلبي في كشف الظنون ونحن نطوي الكشح عن ذلك روماً للاختصار.
ومن مصنفاته مصباح الدجى في حديث المصطفى قال الجلبي في كشف الظنون: وهو كتاب محذوف الأسانيد، ومنها الشمس المنيرة وهو أيضاً في الحديث، ومنها العباب الزاخر في اللغة- في عشرين مجلداً، قال الجلبي في كشف الظنون: إن الصغاني مات قبل أن يكمله بلغ فيه إلى الميم ووقف في مادة بكم ولهذا قيل: إن الصغاني الذي حاز العلوم والحكم كان قصارى أمره أن انتهى إلى بكم قال: وترتيبه كصحاح الجوهري، وقد جمع تاج الدين ابن مكتوم أبو محمد أحمد بن عبد القادر القبسي الحنفي المتوفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة بينه وبين الحكم.
ومنها مجمع البحرين في اللغة، والنوادر في اللغة والتراكيب، وأسماء الفارة، وأسماء الأسد، وأسماء الذئب، وله شرح على صحيح البخاري، ودرة السحابة في وفيات الصحابة والعروض، وشرح أبيات المفصل، وبغية الصديان وكتاب الافتعال وشرح القلادة السمطية في توشيح الدريدية وله كتاب الفرائض وله رسالتان جمع فيهما الأحاديث الموضوعة، قال الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في الفوائد البهية: أدرج فيهما كثيراً من الأحاديث غير الموضوعة فعد لذلك من المشددين كابن الجوزي وصاحب سفر السعادة وغيرهما من المحدثين، قال السخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث: ذكر- أي الصاغاني- فيهما أحاديث من الشهب للقضاعي والنجم للاقليشي وغيرهما كأربعين ابن ودعان- بتقديم الواو على الدال المهملة- والوصيلة لعلي بن أبي طالب وخطبة الوداع وأحاديث أبي الدنيا الأشج ونسطور ونعيم بن سالم ودينار وسمعان وفيها أيضاً من الصحيح والحسن وما فيه ضعف يسير- انتهى، وكانت وفات سنة خمسين وستمائة.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)