أحمد بن الفضل بن محمد أبو العباس باكثير
باكثير أحمد بن الفضل
تاريخ الولادة | 985 هـ |
تاريخ الوفاة | 1047 هـ |
العمر | 62 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن الفضل بن محمد، أبو العباس باكثير: فاضل، له نظم ومعرفة بالفلك، شافعيّ من أهل حضرموت. سكن مكة. وصنف لأميرها الشريف إدريس (وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - خ) في الرباط (606 ك) 130 ورقة. ألفه سنة 1027 .
-الاعلام للزركلي-
الشَّيْخ أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد باكثير الْمَكِّيّ الشَّافِعِي من أدباء الْحجاز وفضلائها المتمكنين كَانَ فَاضلا أديباً لَهُ مِقْدَار عَليّ وَفعل جلي وَكَانَ لَهُ فِي الْعُلُوم الفلكية وَعلم الأوفاق الزاير جايد عالية وَكَانَ لَهُ عِنْد أَشْرَاف مَكَّة منزلَة وشهرة وَكَانَ فِي الْمَوْسِم يجلس فِي الْمَكَان الَّذِي يقسم فِيهِ الصر السلطاني بِالْحرم الشريف بَدَلا عَن شرِيف مَكَّة وَمن مؤلفاته حسن الْمَآل فِي مَنَاقِب الْآل جعله باسم الشريف إِدْرِيس أَمِير مَكَّة وَمن شعره قَوْله مصدرا ومعجزاً قصيدة المتنبي يمدح بهَا السَّيِّد عَليّ بن بَرَكَات الشريف الحسني وَهِي
(حشاشة نفس ودّعت يَوْم ودعوا ... وَقَالَت لأظعان الْأَحِبَّة اتبعُوا)
(وصبر نوّى الترحال يَوْم رحيلهم ... فَلم أدر أَي الظاعنين أودع) (أشاروا بِتَسْلِيم فجدنا بأنفس ... تسيل مَعَ الأنفاس لما تَرفعُوا)
(وسارت فظلت فِي الخدود عيوننا ... تسيل من الآماق والسم أدمع) (حشاي على جمر ذكي من الْهوى ... وصبري مذ بانوا عَن الصَّبْر بلقع)
(وقلبي لَدَى التوديع فِي حزن حزنه ... وعيناي فِي روض من الْحسن ترتع) (وَلَو حملت صم الْجبَال الَّذِي بِنَا ... من الوجد والتبريح كَانَت تضعضع)
(وأكبادنا من لوعة الْبَين والنوى ... غَدَاة افترقنا أوشكت تتصدع) (بِمَا بَين جَنْبي الَّتِي خَاضَ طيفها ... دموعي فوافي بالتواصل يطْمع)
(تخيل لي فِي غفوة وجهت بهَا ... إِلَى الدياجي والخليون هجع) (أَتَت زَائِرًا مَا خامر الطّيب ثوبها ... وخمرتها من مسك دارين أضوع)
(فَقبلت إعظاماً لَهَا فضل ذيلها ... وكالمسك من أردانها يتضوع) (فشرد عِظَامِي لَهَا مَا أَتَى بهَا ... وَفَارَقت نومي والحشا يتقطع)
(وَبت على جمر الغضا لفراقها ... من النَّوْع والتاع الْفُؤَاد المولع) (فيا لَيْلَة مَا كَانَ أطول بتها ... سمير السها حلف الدجى أتضرع)
(يجر عني كاس الأسى فقد طيفها ... وسم الأفاعي عذب مَا أتجرع) (تذلل لَهَا واخضع على الْقرب والنوى ... لَعَلَّك تحظى بِالَّذِي فِيهِ تطمع)
(وَلَا تأنفن من هضم نَفسك فِي الْهوى ... فَمَا عاشق من لَا يذل ويخضع) (وَلَا ثوب مجد مثل ثوب ابْن أَحْمد ... عَليّ بن بَرَكَات بِهِ الْفَخر أجمع)
(عَلَيْهِ ضفا بالمكرمات وَلم يكن ... على أحد إِلَّا بلؤم مُرَقع) (وَإِن الَّذِي حابى جديلة طيىء ... بحاتمهم وَهُوَ الْجواد الممنع)
(حبأ بعلي آل طه فَإِنَّهُ ... بِهِ الله يُعْطي من يَشَاء وَيمْنَع) (بِذِي كرم مَا مر يَوْم وشمسه ... بِغَيْر سنا مِنْهُ تضيء وتسطع)
وَمِنْهَا فِي الختام قَوْله
(أَلا كل سمح غَيْرك الْيَوْم بَاطِل ... لِأَنَّك فَرد للكمالات تجمع) (وكل ثَنَا فِيك حق وَإِن علا ... وكل مديح فِي سواك مضيع)
وَاتفقَ أَنه سمع وَهُوَ محتضر رجلا يُنَادي على فَاكِهَة ودعوا من دنا رحيله فَقَالَ بديهاً
(يَا صَاح دَاعِي الْمنون وافى ... وَحل فِي حينا نُزُوله) (وَهَا أَنا قد رحلت عَنْكُم ... فودعوا من دنا رحيله)
فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَألف بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.