عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرَةَ
الثَّقَفِيُّ الأَمِيْرُ، مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ، وَلِيَ سِجِسْتَانَ. مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَكَانَ جَوَاداً، مُمَدَّحاً، شُجَاعاً، كَبِيْرَ القَدْرِ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِيْهِ, وَعَلِيٍّ، وَعَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَغَيْرُهُمَا. وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ "سِجِسْتَانَ" سَنَةَ خَمْسِيْنَ, ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِيْنَ, ثُمَّ وَلِيَهَا الحَجَّاجُ.
وَقِيْلَ: كَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِ مائَةٍ وَسِتِّيْنَ دَاراً مِنْ جِيْرَانِ دَارِهِ, وَيَعْتِقُ فِي كُلِّ عِيْدٍ مائَةَ مَمْلُوْكٍ. وَقِيْلَ إِنَّ المُهَلَّبَ طَلَبَ مِنْهُ لَبَنَ بَقَرٍ, فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِ مائَةِ بَقَرَةٍ وَرُعَاتِهَا, وَوَصَلَ ابْنَ مُفَرِّغٍ الشَّاعِرَ بِخَمْسِيْنَ أَلْفاً وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الكَرَمِ وَكَانَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ.
قَالَ أبي جَمْرَةَ الضبعي: مات بسجستان، سنة تسع وسبعين.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي، أبو حاتم:
أول من قرأ القرآن بالألحان. تابعي ثقة. من أهل البصرة. كان أمير سجستان، وليها سنة 50 - 53 هـ وعزل عنها. ثم وليها في إمرة الحجاج. وولي قضاء البصرة. كان أسود اللون. وهو ابن الصح أبي " أبي بَكْرَة " نفيع بن الحارث وكانت لعبيد الله ثروة واسعة، فاشتهر بأخبار من الجود تشبه الخيال. يقل الذهبي أنه كان ينفق على جيرانه: ينفق على أربعين دارا عن يمينه، وأربعين عن يساره، وأربعين أمامه، وأربعين وراءه، سائر نفقاتهم، ويبعث إليهم بالتحف والكسوة، ويزوّج من أراد منهم الزواج! ويعتق في كل عيد مثة عبد. وهو الّذي يقول فيه يزيد بن مفرغ الحميري، من أبيات، وقد أمر له - أيام ولايته سجستان - بخمسين ألف درهم: " يسائلني أهل العراق عن الندى فقلت: عبيد الله حلف المكارم " .
-الاعلام للزركلي-