أبي النجا الفوي المغربي - 532 للهجرة
أبي النجا سالم الفوي المغربي. مات بعد الخمسمائة. قال الشيخ عتيق، وكان أخص الصحابة: " صحبته من بلده، ولم أفارقه إلى أن مات بفوه، في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
قال الشيخ عتبق: " كنا في صحبته أربعين ولياً، فكان كل بلد يستوعب ما فيه من الرجال إلى ان وصلنا الموصل، خرج بري الرجل وإذا بقضيب البان المشهور، دخل باطماره وشعثه. قال: " اين الشيخ؟ "، قلنا: "خرج!"، قال: "خرج شيطانك!". فأظهر الغيظ، ورمى اطماره عنه، وهو قائم على جنب البركة عرياناً، يسكب الماء بيده على جسده ثم لبس أطماره وخرج. فبعد ساعة والشيخ قد جاء، فلما دخل كأنه أدرك شيئاً، قال لنا: " من جاءكم؟ "، فأخبرناه بمن جاء فقال: " صدق!. كنت في تلك الساعة جالساً مع إمام الموصل، ينافقني وأنافقه ".
ثم اقبل قضيب البان، فقال: " أخبرني بكل رجل رأيته، من بلادك إلى هنا " فذكر له رجالا، وقضيب البان يقول في كل منهم: " وزنه ربع رجل ونصف رجل "، إلى ان ذكر له رجلين، فقال له عن كل منهما، " هذا وازن وهذا كامل " ثم ذكر شيخاً كان مشهوراً في بلاد المشرق والمغرب، قال له: " من الرجال من يرفع صيته ما بين المشرق والمغرب، ولا يسري عند الله جناح بعوضة! " ثم ودعه، وكان من أكابر المحدثين في زمنه، وما في وقته مثله.
وقال: " كنت في بدايتي، ما سمعت عن أحد من الرجال انه عمل عملاً إلا عملته؛ حتى ذكرت الملائكة، وان غداءهم التسبيح، فأقمت مدة أتغذى بالذكر، واشبع منه، كما اشبع بالطعام ".
وكنت مرة على جبل الربوة - بدمشق - فقلت: " يا رب! ". الذي تطيره في الهواء، كيف يفعل؟! "، فما فرغ من الكلام إلا وأخذني ورفعني في الهواء، صوب السماء، إلى ان صارت دمشق تحتي كدور الدرهم؛ قلت " اشهد انك على كل شيء قديراً. ردني إلى موضعي! ". وكرامته جمة.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.