أبي بكر الدهروطي 655 - 755 للهجرة
أبي بكر الدهروطي السيلماني الشيخ الصالح. مات في أواخر شوال، سنة خمس وسبعين وسبعمائة. ودفن بزاويته التي أنشأها بقرب الأشرفية.
كان يحفظ جملة من " الشامل " لابن الصباغ، وأختصر منه قطعاً؛ ومن " إلاقضية " لابن الطَّلاَّع.
وكان يخبر ان عمره مائة وعشرون سنة، وكان من أهل الخير والصلاح والدين، سليم الباطن.
أنشدني للشيخ تقي الدين القشيري فيما ذكر:
يا راحلين إلى المختار من مُضَر ... سِرتُم جُسُوماً، وسِرْنا نحن أرواحا
أنا تركنا عن عَجزٍ وعن قَدَرٍ ... ومَنْ أقام على عُذْرٍ كمَن راحا
ثم رأيت بعد ذلك ان هذا الشعر - بزيادة عليه - للشيخ أبي العباس احمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي، المعروف بابن العريف، ذكره ابن خَّلكان في ترجمته، وقال: " كان من كبار الأولياء الصالحين المتورعين، وله المناقب المشهورة و " المجالس " وغيره من الكتب المتعلقة بطريق القوم، وله نظم حسن في طريقهم ايضاً، ومن شعره:
شَدّوا المَطِىَّ، وقد نالوا المُنى بِمنَى ... وكَُلَهمْ بأليم الشوق قد باحا
سارت ركائُبهم تبدو رَوايحها ... طِيباً، وقد قَّربوا للوفْد أشباحا
نسيمُ قبر النبي المصطفى أمُهمُ ... رُوحٌ، إذا شربوا مِنْ ذِكْره راحا
ياواصلين إلى المختار من مُضَرِ ... زُرْتُم جُسوماً وزَرْنا نحن أَرواحا
أنا أقمنا على عذر، وعن قَدَرِ ... ومَنْ أقام على عذر كمن راحا
وبينه وبين القاضي عياض مكاتبات حسنة، وحكى بعض المشايخ الفضلاء، انه رأى بخطه فصلا في جزء عن ابن حزم الظاهري، وقال فيه: " كان لسانه الحجاج شقيقين! ".
مات سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمراكش.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.