منصور بن عمار أبي السري الخراساني
تاريخ الوفاة | 225 هـ |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي السري مَنْصُور بْن عمار من أهل مرو من قرية يقال لَهَا دندانقان وقيل: إنه من بوشنج أقام بالبصرة وَكَانَ من الواعظين الأكابر.
وَقَالَ مَنْصُور بْن عمار من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته فِي دينه.
وَقَالَ مَنْصُور بْن عمار أَحْسَن لباس العبد التواضع والانكسار وأحسن لباس العارفين التقوى قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26] وقيل إِن سبب توبته أَنَّهُ وجد فِي الطريق رقعة مكتوبا عَلَيْهَا بسم اللَّه الرحمن الرحيم فرفعها فلم يجد لَهَا موضعا فأكلها فرأى فِي المنام كأن قائلا قَالَ لَهُ: فتح اللَّه عليك بَاب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمة اللَّه يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس القاص يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن الشعراني يَقُول: رأيت مَنْصُور بْن عمار فِي المنام فَقُلْتُ لَهُ: مَا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: قَالَ لي: أَنْتَ مَنْصُور بْن عمار؟ فَقُلْتُ: بلى يا رب قَالَ أَنْتَ الَّذِي كنت تزهد النَّاس فِي الدنيا وترغب فِيهَا؟ قُلْت: قَدْ كَانَ ذَلِكَ يا رب ولكني مَا أتخذت مجلسا إلا بدأت بالثناء عليك وثنيت بالصلاة عَلَى نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثلثت بالنصيحة لعبادك
فَقَالَ: صدق ضعوا لَهُ كرسيا يمجدني فِي سمائي بَيْنَ ملائكتي كَمَا كَانَ يمجدني فِي أرضى بَيْنَ عبادي.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
منصور بن عمار - 225 للهجرة
منصور بن عمار الواعظ، أبي السري الخراساني، ثم البغدادي. مات بها سنة خمس وعشرين ومائتين.
قيل: سبب وصوله انه وجد في الطريق رقعة مكتوب عليها) بسم الله الرحمن الرحيم (، فاخذها فلم يجد لها موضعاً، فأكلها؛ فأرى في المنام كان قائلاً يقول له: " قد فتح لك باب الحكمة، بأحترامك لتلك الرقعة ". فكان، بعد ذلك، يتكلم بالحكمة.
من كلامه: " من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته في دينه ".
قال سليم بن منصور، سمعت ابي يقول: " دخلت على المنصور - أمير المؤمنين - فقال: " يا منصور! عظني وأوجز "، فقلت: " إن من حق المنعِم على المنعَم عليه ألا يجعل ما أنعم به عليه سبباً لمعصيته ". قال: " أحسنت وأوجزت ".
وقال سليم: " رأيت والدي في المنام، فقلت: " ما فعل بك ربُّك؟ "، قال: " قرَّبني وأدناني، وقال: يا شيخ السوء!، تدري لمَ غفرتُ لك؟!، قلت: لا! يا رب!، قال: إنك جلست للناس يوماً مجلساً، فبكَّيْتهم، فبكى فيهم عبد من عبادي، لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له، ووهبت أهل المجلس كلهم له، ووهبتك - فيمن وهبتُ - له ".
وقال أبي الحسن الشعراني: " رأيته في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟، فقال: " قال لي: أنت منصور بن عمار؟ "، قلت: " بلى!، يا رب! " قال: " أنت الذي كنت تزهِّد الناس في الدنيا، وتَرْغَبُ فيها؟! "، قلت: " قد كان ذلك!، ولكني ما اتخذت مجلساً إلا بدأتُ بالثناء عليه، وثنيت بالصلاة على نبيك، وثلثت بالنصيحة لعبادك ". فقال: " صدق!. ضعوا له كرسياً في سمائي يمجدني بين ملائكتي، كما مجدني في أرضي بين عبادي ".
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
مَنْصُور بن عمار وكنيته أبي السّري
من أهل مرو وَأَصله مِنْهَا من قَرْيَة يُقَال لَهَا دندانقان كَذَلِك سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن سعيد المعداني يذكر ذَلِك
وَيُقَال إِنَّه من أهل أبيورد كَذَلِك ذكره لي أبي الْفضل الشَّافِعِي الأخباري
وَيُقَال إِنَّه من أهل بوشنج كَذَلِك ذكره لي مُحَمَّد بن الْعَبَّاس العصمي
أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ من أحسن النَّاس كلَاما فِي الموعظة وَكَانَ من حكماء الْمَشَايِخ وَأسْندَ الحَدِيث
أخبرنَا جدي إِسْمَاعِيل بن نجيد السّلمِيّ قَالَ حَدثنَا أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْعَبْدي حَدثنَا سليم بن مَنْصُور بن عمار بِبَغْدَاد فِي رحبة أَبِيه حَدثنَا أبي عَن الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أَبِيه عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ أَن فَتى من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ قعلبة بن عبد الرَّحْمَن كَانَ يحف برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويخدمه ثمَّ إِنَّه مر بِبَاب رجل من الْأَنْصَار فَاطلع فِيهِ فَوجدَ امْرَأَة الْأنْصَارِيّ تَغْتَسِل فكرر النّظر فخاف أَن ينزل الْوَحْي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا صنع فَخرج هَارِبا من الْمَدِينَة استحياء من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَتَى جبالا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فولجها فَسَأَلَ عَنهُ رَسُول الله أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِي الْأَيَّام الَّتِي قَالُوا ودعه ربه وقلاه فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِن رَبك يُقْرِئك السَّلَام ويخبرك أَن الهارب من أمتك بَين هَذِه الْجبَال يعوذ بِي من نَارِي
فَبعث رَسُول الله عمر بن الْخطاب وسلمان وَقَالَ انْطَلقَا فأتياني بِثَعْلَبَة بن عبد الرَّحْمَن فَخَرَجَا فِي أنقاب الْمَدِينَة فلقيهما رَاع من رُعَاة الْمَدِينَة يُقَال لَهُ ذفافة فَقَالَ لَهُ عمر يَا ذفافة هَل لَك علم بشاب بَين هَذِه الْجبَال فَقَالَ ذفافة لَعَلَّك تُرِيدُ الهارب من جَهَنَّم فَقَالَ لَهُ عمر مَا علمك أَنه هارب من جَهَنَّم
قَالَ إِنَّه إِذا كَانَ نصف اللَّيْل خرج علينا من هَذَا الشّعب وَاضِعا يَده على أم رَأسه يبكي وينادي يَا ليتك قبضت روحي فِي الْأَرْوَاح وجسدي فِي الأجساد وَلَا تجردني لفصل الْقَضَاء فَقَالَ عمر إِيَّاه نُرِيد
قَالَ فَانْطَلق بهما ذفافة حَتَّى إِذا كَانَ فِي بعض اللَّيْل خرج عَلَيْهِم وَهُوَ يُنَادي يَا ليتك قبضت روحي فِي الْأَرْوَاح وجسدي فِي الأجساد فَعدا عَلَيْهِ عمر فَأَخذه فَلَمَّا سمع حسه قَالَ الْأمان الْأمان مَتى الْخَلَاص من النَّار
قَالَ لَهُ أَنا عمر بن الْخطاب فَقَالَ لَهُ ثَعْلَبَة أعلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذنبي قَالَ لَا علم لي إِلَّا أَنه ذكرك بالْأَمْس فِينَا وأرسلني إِلَيْك فَقَالَ يَا عمر لَا تدخلني عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يُصَلِّي أَو بِلَال يَقُول قد قَامَت الصَّلَاة قَالَ أفعل
قَالَ فَلَمَّا أَتَى بِهِ عمر الْمَدِينَة وافى بِهِ الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فَلَمَّا سمع قِرَاءَة رَسُول الله خر مغشيا عَلَيْهِ فَدخل عمر وسلمان فِي الصَّلَاة وَهُوَ صريع فَلَمَّا سلم رَسُول الله قَالَ يَا عمر وَيَا سلمَان مَا فعل ثَعْلَبَة ابْن عبد الرَّحْمَن قَالَا هُوَ ذَا يَا رَسُول الله فَأَتَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحركه ونبهه ثمَّ قَالَ مَا الَّذِي غيبك عني قَالَ ذَنبي
قَالَ أَفلا أعلمك آيَة تمحو الذُّنُوب والخطايا قَالَ بلَى يَا رَسُول الله قَالَ قل اللَّهُمَّ {آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار} (الْبَقَرَة 201) قَالَ إِن ذَنبي أعظم من ذَاك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بل كَلَام الله تَعَالَى أعظم)
وَأمره بالانصراف إِلَى منزله فَانْصَرف وَمرض ثَلَاثَة أَيَّام وأتى سلمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن ثَعْلَبَة مرض لما بِهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قومُوا بِنَا إِلَيْهِ) فَدخل رَسُول الله فَأخذ بِرَأْسِهِ فَوَضعه فِي حجره فأزال رَأسه عَن حجر رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لم أزلت رَأسك عَن حجري) قَالَ لِأَنَّهُ ملآن من الذُّنُوب فَقَالَ لَهُ رَسُول الله (مَا تَجِد)
قَالَ أجد مثل دَبِيب النَّمْل بَين جلدي وعظمي قَالَ فَمَا تشْتَهي قَالَ مغْفرَة رَبِّي قَالَ فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام على رَسُول الله فَقَالَ (يَا أخي إِن رَبِّي يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَيَقُول لَو لَقِيَنِي عَبدِي بقراب الأَرْض خَطِيئَة للقيته بقرابها مغْفرَة)
قَالَ فَأعلمهُ رَسُول الله ذَلِك فصاح صَيْحَة فَمَاتَ فَقَامَ رَسُول الله فَغسله وكفنه وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ احْتمل إِلَى قَبره فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمشي على أَطْرَاف أنامله قَالُوا يَا رَسُول الله رَأَيْنَاك تمشي على أَطْرَاف أناملك قَالَ (لم أستطع أَن أَضَع رجْلي على الأَرْض من كَثْرَة من شيعه من الْمَلَائِكَة)
قَالَ مَنْصُور بن عمار سرورك بالمعصية إِذا ظَفرت بهَا شَرّ من مباشرتك الْمعْصِيَة
وَقَالَ مَنْصُور من جزع من مصائب الدُّنْيَا تحولت مصيبته فِي دينه
وَقَالَ مَنْصُور من اشْتغل بِذكر النَّاس انْقَطع عَن ذكر الله تَعَالَى
وَقَالَ مَنْصُور لرجل عصى بعد تَوْبَته مَا أَرَاك رجعت عَن طَرِيق الْآخِرَة إِلَّا من الوحشة لقلَّة سالكيها
وَقَالَ مَنْصُور لرجل اترك نهمة الدُّنْيَا تسترح من الْغم واحفظ لسَانك تسترح من المعذرة
وَقَالَ مَنْصُور قُلُوب الْعباد كلهَا روحانية فَإِذا دَخلهَا الشَّك والخبث امْتنع مِنْهَا روحها
وَقَالَ مَنْصُور إِن الْحِكْمَة تنطق فِي قُلُوب العارفين بِلِسَان التَّصْدِيق وَفِي قُلُوب الزاهدين بِلِسَان التَّفْضِيل وَفِي قُلُوب الْعباد بِلِسَان التَّوْفِيق وَفِي قُلُوب المريدين بِلِسَان التفكر وَفِي قَول بالعلماء بِلِسَان التَّذَكُّر
وَقَالَ مَنْصُور النَّاس رجلَانِ مفتقر إِلَى الله فَهُوَ فِي أَعلَى الدَّرَجَات على لِسَان الشَّرِيعَة وَالْآخر لَا يرى الافتقار لما علم من فرَاغ الله من الْخلق والرزق وَالْأَجَل والسعادة فَهُوَ فِي افتقاره إِلَيْهِ واستغنائه بِهِ
وَقَالَ مَنْصُور سُبْحَانَ من جعل قُلُوب العارفين أوعية الذّكر وَقُلُوب أهل الدُّنْيَا أوعية الطمع وَقُلُوب الزاهدين أوعية التَّوَكُّل وَقُلُوب الْفُقَرَاء أوعية القناعة وَقُلُوب المتوكلين أوعية الرِّضَا
وَقَالَ مَنْصُور النَّاس النَّاس رجلَانِ عَارِف بِنَفسِهِ فَشَغلهُ فِي المجاهدة والرياضة وعارف بربه فَشَغلهُ بخدمته وعبادته ومرضاته
وَقَالَ مَنْصُور بن عمار أحسن لِبَاس العَبْد التَّوَاضُع والانكسار وَأحسن لِبَاس العارفين التَّقْوَى قَالَ الله تَعَالَى {ولباس التَّقْوَى ذَلِك خير} (الْأَعْرَاف)
وَقَالَ مَنْصُور سَلامَة النَّفس فِي مخالفتها وبلاؤها فِي متابعتها.
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.