يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي أبي زكريا الواعظ

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة258 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • بلخ - أفغانستان
  • نيسابور - إيران

نبذة

أبي زَكَرِيَّا يَحْيَي بْن معاذ الرازي الواعظ نسيج وحده فِي وقته، لَهُ لسان فِي الرجاء خصوصا وكلام فِي المعرفة، خرج إِلَى بلخ وأقام بِهَا مدة ورجع إِلَى نيسأبير، وَمَاتَ بِهَا سنة ثمان وخمسين ومائتين.

الترجمة

أبي زَكَرِيَّا يَحْيَي بْن معاذ الرازي الواعظ نسيج وحده فِي وقته، لَهُ لسان فِي الرجاء خصوصا وكلام فِي المعرفة، خرج إِلَى بلخ وأقام بِهَا مدة ورجع إِلَى نيسأبير، وَمَاتَ بِهَا سنة ثمان وخمسين ومائتين.

سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمدان العكبري يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السرى يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عيسى يَقُول: سمعت يَحْيَي بْن معاذ يَقُول: كَيْفَ يَكُون زاهدا من لا ورع لَهُ تورع عما لَيْسَ لَك ثُمَّ ازهد فيما لَك، وبهذا الإسناد قَالَ جوع التوابين تجربة وجوع الزاهدين سياسة وجوع الصديقين تكرمة.
وَقَالَ يَحْيَي: الفوت أشد من الْمَوْت، لأن الفوت انقطاع عَنِ الحق والموت انقطاع عَنِ الخلق.
وَقَالَ يَحْيَي: الزهد ثلاثة أشياء القلة والخلوة والجوع وَقَالَ يَحْيَي: لا تربح عَلَى نفسك بشيء أجل من أَن تشغلها فِي كُل وقت بِمَا هُوَ أولى بِهَا.
وقيل: إِن يَحْيَي بْن معاذ تكلم ببلخ فِي تفضيل الغنى عَلَى الفقر فأعطي ثلاثين ألف درهم فَقَالَ بَعْض المشايخ: لا بارك اللَّه لَهُ فِي هَذَا المال، فخرج إِلَى نيسأبير فوقع عَلَيْهِ اللص وأخذ ذَلِكَ المال منه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي قَالَ: أنبأنا أبي القاسم عَبْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن بْن بالويه الصوفي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرازي يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن علويه يَقُول: سمعت يَحْيَي بْن معاذ الرازي يَقُول: من خان اللَّه فِي السر هتك اللَّه ستره فِي العلانية.

سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز المؤذن يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجُرْجَانِيّ يَقُول: سمعت عَلِي بْن مُحَمَّد يَقُول: سمعت يَحْيَي بْن معاذ الرازي يَقُول: تزكية الأشرار لَك هجنة بك وحبهم لَك عيب عليك وهان عليك من احتاج إليك.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.

 

 

يحيى بن معاذ الرازي - 258 للهجرة
يحيى بن معاذ الرازي الواعظ أبي زكريا، أحد الأوتاد. وكان أوحد وقته في فنه.
مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقبره بنيسأبير يستسقى به، ويتبرك بزيارته. وكانوا ثلاثة اخوة: يحيى، وسماعيل، وابرهيم، وكلهم زهاد.
ومن كلامه: " لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه، ويوم حشره ميزانه " وقال: " كيف يكون زاهدا من لا ورع له؟!. تورع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك ".

وقال: " من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء ".
وقال: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال: ان لم تنفعه فلا تضره، وان لم تسره فلا تغمه، وان لم تمدحه فلا تذمه ".
وقال: " الزهد ثلاثة أشياء: الخلوة، والقلة، والجوع ".
وقال: " أولياؤه أسراء نعمه، وأصفياؤه رهائن كرمه، وأحباؤه عبيد مننه. فهم أسراء نعم لا يطلقون، ورهائن كرم لا يفكون، وعبيد منن لا يطلقون ".
وقال: " الصبر على الخلوة من علامة الإخلاص ".
وقال: " بئس الصديق صديقا يحتاج أن يقال له: " اذكرني في دعائك!، وبئس الصديق صديقا يحتاج أن يعتذر إليه، وبئس الصديق صديقا يحتاج ان يعيش معه بالمداراة ".
وقال: " من سعادة المرء أن يكون خصمه فهما، وخصمي لا فهم له ". قيل له: " ومن خصمك؟ " قال: " نفسي! لا فهم لها، تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم، والخلود فيها، بشهوة ساعة من دار الدنيا ".
وقال: " على قدر حبك لله يحبك الخلق؛ وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق؛ وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق ".
وقال: " من كان غناه في كسبه لم يزل فقيرا "؛ ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيا "، ومن قصد بحوائجه المخلوقين لم يزل محروما " ".
وقال: " جميع الدنيا - من أولها إلى أخرها - لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم عمرك فيها مع قليل نصيبك منها؟! ".
وقال: " إذا احب القلب الخلوة أوصله حب الخلوة إلى الأنس بالله، ومن انس بالله استوحش من غيره ".
وأنشد:
سلم على الخلق، وارحل نحو مولاكا ... واهجر على الصدق والاخلاص دنياكا
عساك في الحشر تعطى ما تؤمله ... ويكرم الله ذو الالاء مثواكا!

وقال: " العارف يخرج من الدنيا ولا يقضي وطره في شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه ".
وقال، في قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} : " الهي! هذا رفقك بمن يقول: أنا إله، فكيف بمن يقول: أنت إلهه!؟ ".
وكان يقول، في جملة دعائه: " الهي!، حبك اعطش كبدي!، وأوحشني من أهلي وولدي! " وروى انه قدم شيراز، فجعل يتكلم في علم الأسرار؛ فاتته أمراءه من نسائها، فقالت: " كم تريد أن تأخذ من هذه البلدة؟ " قال: " ثلاثين ألفا، اصرفها في دين على بخراسان "، فقالت: " لك ذلك، على انك تأخذها وتخرج من ساعتك! "، فرضى به، وحملت اليه، وخرج من الغد. فعوتبت تلك المرأة فيما فعلت، فقالت: " لأنه كان يظهر أسرار أوليائه للسوقة والعامة، ففوت عليه ذلك ".

وقال له رجل: " انك لتحب الدنيا "، فقال: " أين السائل عن الأخرة؟ " قال (ها أنا! "، قال) اخبرني أيها السائل عنها، أبالطاعة تنال أم بالمعصية؟ ". قال: لا، بل بالطاعة " قال: " فاخبرني عن الطاعة، أبالحياة تنال، أم بالممات؟ " قال: " لا، بل بالحياة " قال: " فاخبرني عن الحياة، أبالقوت تنال، أم بغيره؟ " قال: " لا، بل بالقوت " قال: " فاخبرني عن القوت، أمن الدنيا هو، أم من الأخرة؟ " قال: " لا، بل من الدنيا "، قال: " فكيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت، اكتسب به حياة، أدرك بها طاعة، أنال بها الأخرة؟! ". فقال الرجل: " اشهد ان ذلك معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم:) أن من البيان لسحرا (.
خرج يحيى إلى بلخ، وأقام بها مدة، ورجع إلى نيسأبير، ومات بها كما سلف.
ومن شعره:
أموت بدائي لا أصيب دوائيا ... ولا فرجا مما أرى من بلائيا
إذا كان داء العبد حب مليكه ... فمن، دونه، يرجو طبيبا مداويا؟!

ومنه:
دعني أدارى الحب من كل جانب ... فليس لها مني سبيل ومهرب
وحملتني مالا تطيق جوارحي ... فسرك في الأحشاء منى مغيب
ومن كلامه أيضا: " صبر المحبين اشد من صبر الزاهدين، واعجبا!. كيف يصبرون؟! ".
وأنشد:
الصبر يجمل في المواطن كلها ... إلا عليك فانه لا يجمل
ومنه: " حقيقة المحبة مالا تنقص بالجفاء، ولاتزيد بالبر ".
وأنشد:
لم اسلم للأسقام تتلفها ... إلا لعلمي بان الوصل يحييها
نفس المحب على الالام صابرة ... لعل سقمها يوما يداويها

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

يحيى بن معَاذ بن جَعْفَر الرَّازِيّ الْوَاعِظ
تكلم فِي علم الرَّجَاء وَأحسن الْكَلَام فِيهِ
وَكَانُوا ثَلَاثَة أخوة يحيى وَإِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم وأكبرهم سنا إِسْمَاعِيل وَيحيى أوسطهم وأصغرهم إِبْرَاهِيم وَكلهمْ كَانُوا زهادا
وَإِبْرَاهِيم خرج مَعَ يحيى إِلَى خُرَاسَان وَتُوفِّي فِيمَا بَين نيسأبير وبلخ وَقيل إِنَّه مَاتَ فِي بعض بِلَاد جوزجان وَخرج يحيى إِلَى بَلخ وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسأبير وَمَات بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى الحَدِيث
حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن قَالَ حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد الْأَزْرَق حَدثنَا مُحَمَّد بن عَبدك قَالَ سَمِعت يحيى بن معَاذ الرَّازِيّ الْوَاعِظ يذكر عَن حمدَان بن عِيسَى الْبَلْخِي عَن الزبْرِقَان عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ (التَّقْوَى كرم الْخلق وَطيب الْمطعم)

أخبرنَا الْحُسَيْن بن أَحْمد بن أَسد الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْبَلْخِي حَدثنَا نصر بن الْحَارِث حَدثنَا يحيى بن معَاذ حَدثنَا عصمَة ابْن عَاصِم حَدثنَا سَعْدَان الْحَلِيمِيّ حَدثنَا ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ (كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَائِم التفكر طَوِيل الأحزان قَلِيل الضحك إِلَّا أَن يبتسم)
سَمِعت عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان العكبري بهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد السّري قَالَ سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الاسكابي قَالَ سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول من استفتح بَاب المعاش بِغَيْر مَفَاتِيح الأقدار وكل إِلَى المخلوقين
وبإسناده قَالَ يحيى الْعِبَادَة حِرْفَة حوانيتها الْخلْوَة وَرَأس مَالهَا الِاجْتِهَاد بِالسنةِ وربحها الْجنَّة
وَبِه قَالَ سَمِعت يحيى يَقُول الصَّبْر على الْخلْوَة من عَلَامَات الْإِخْلَاص.
سَمِعت عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان العكبري يَقُول حَدثنِي أبي الْحسن السنجري يَقُول سَمِعت أَبَا يَعْقُوب الدَّارمِيّ يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ الرَّازِيّ يَقُول الدُّنْيَا دَار أشغال وَالْآخِرَة دَار أهوال وَلَا يزَال العَبْد بَين الْأَهْوَال والأشغال حَتَّى يسْتَقرّ بِهِ الْقَرار إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار
سَمِعت مَنْصُور بن عبد الله يَقُول سَمِعت الْحسن بن عُلْوِيَّهُ يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول جَمِيع الدُّنْيَا من أَولهَا إِلَى آخرهَا لَا يُسَاوِي غم سَاعَة فَكيف تغم عمرك فِيهَا مَعَ قَلِيل يصيبك مِنْهَا

قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول ثَلَاث خِصَال من صفة الْأَوْلِيَاء الثِّقَة بِاللَّه فِي كل شَيْء والغنى بِهِ عَن كل شَيْء وَالرُّجُوع إِلَيْهِ فِي كل شَيْء
قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول أولياؤه أسراء نعمه وأصفياؤه رهائن كرمه وأحباؤه عبيد مننه فهم عبيد محبَّة لَا يعتقون ورهائن كرم لَا يفكون وأسراء نعم لَا يطلقون
سَمِعت عبيد الله بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد السّري يَقُول سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول كَيفَ يكون زاهدا من لَا ورع لَهُ تورع عَمَّا لَيْسَ لَك ثمَّ ازهد فِيمَا لَك
قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول سُقُوط العَبْد من دَرَجَة ادعاؤها
وَبِه قَالَ يحيى جوع التوابين تجربة وجوع الزاهدين سياسة وجوع الصديقين تكرمة

وَبِه قَالَ يحيى طلب الْعَاقِل للدنيا أحسن من ترك الْجَاهِل لَهَا
وَبِه قَالَ يحيى لَا يزَال العَبْد مَقْرُونا بالتواني مَا دَامَ مُقيما على وعد الْأَمَانِي
سَمِعت عبد الله بن عَليّ السراج يَقُول سَمِعت جعفرا الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل الْعَدوي قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن خلف البرْسَانِي حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن شاهويه الْبَلْخِي قَالَ سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول على قدر حبك لله تَعَالَى يحبك الْخلق وبقدر خوفك من الله تَعَالَى يهابك الْخلق وعَلى قدر شغلك بِاللَّه يشْتَغل فِي أَمرك الْخلق
سَمِعت أَبَا الْفضل نصر بن أبي نصر يَقُول سَمِعت ابْن الْفضل القَاضِي الْبَلْخِي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول لَيْسَ من تاه فِيهِ كمن تاه بعجائب مَا ورد عَلَيْهِ مِنْهُ
قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول الْفَوْت أَشد من الْمَوْت لِأَن الْفَوْت انْقِطَاع عَن الْحق وَالْمَوْت انْقِطَاع عَن الْخلق
سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ النهاوندي يَقُول سَمِعت مُوسَى بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول الْوحدَة منية الصديقين والأنس بِالنَّاسِ وحشتهم
قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول الزَّاهِد صافي الظَّاهِر مختلط الْبَاطِن والعارف صافي الْبَاطِن مختلط الظَّاهِر
قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول أهل الْمعرفَة وَحش الله فِي الأَرْض لَا يأنسون إِلَى أحد والزاهدون غرباء فِي الدُّنْيَا والعارفون غرباء فِي الْآخِرَة

قَالَ وَسمعت يحيى يَقُول ابْن آدم مَالك تأسف على مَفْقُود لَا يردهُ عَلَيْك الْفَوْت وَمَا لَك تفرح بموجود لَا يتْركهُ فِي يدك الْمَوْت
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر الورثاني يَقُول حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ البرذعي قَالَ حَدثنَا طَاهِر بن إِسْمَاعِيل الرَّازِيّ قَالَ قيل ليحيى بن معَاذ أخبرنَا عَن الله مَا هُوَ قَالَ إِلَه وَاحِد قيل كَيفَ هُوَ قَالَ ملك قَادر قيل أَيْن هُوَ قَالَ بالمرصاد قيل لَيْسَ عَن هَذَا أَسأَلك قَالَ يحيى فَذَاك صفة الْمَخْلُوق فَأَما صفة الْخَالِق فَمَا أَخْبَرتك بِهِ
حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب قَالَ حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ حَدثنَا عَليّ الرَّازِيّ قَالَ قَالَ يحيى بن معَاذ من سر بِخِدْمَة الله سرت الْأَشْيَاء كلهَا بخدمته وَمن قرت عينه بِاللَّه قرت عُيُون كل شَيْء بِالنّظرِ إِلَيْهِ
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت الْحسن بن عُلْوِيَّهُ يَقُول سَمِعت يحيى بن معَاذ يَقُول الزّهْد ثَلَاثَة اشياء الْقلَّة وَالْخلْوَة والجوع
قَالَ وَقَالَ يحيى عِنْد نزُول الْبلَاء تظهر حقائق الصَّبْر وَعند مكاشفة الْمَقْدُور تظهر حقائق الرِّضَا
قَالَ وَقَالَ يحيى مَحْبُوب الْيَوْم يعقب الْمَكْرُوه غَدا ومكروه الْيَوْم يعقب المحبوب غَدا
قَالَ وَقَالَ يحيى اجْتنبت صُحْبَة ثَلَاثَة أَصْنَاف من النَّاس الْعلمَاء الغافلين والقراء المداهنين والمتصوفة الْجَاهِلين

قَالَ وَقَالَ يحيى من لم يعْتَبر بالمعاينة لم يتعظ بِالْمَوْعِظَةِ وَمن اعْتبر بالمعاينة اسْتغنى عَن الموعظة
قَالَ وَقَالَ يحيى الْعبْرَة بالأوتار وَالْمُعْتَبر بالمثقال
قَالَ وَقَالَ يحيى أَبنَاء الدُّنْيَا تخدمهم الْإِمَاء وَالْعَبِيد وَأَبْنَاء الْآخِرَة يخدمهم الْأَبْرَار والأحرار
قَالَ وَقَالَ يحيى لَا تربح على نَفسك بِشَيْء أجل من أَن تشغلها فِي كل وَقت بِمَا هُوَ أولى بهَا.

طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

يحَيْى بن مُعَاذ
(000 - 258 هـ = 000 - 872 م)
يحيى بن معاذ بن جعفر الرازيّ، أبو زكريا:
واعظ، زاهد، لم يكن له نظير في وقته. من أهل الري. أقام ببلخ، ومات في نيسابور.
له كلمات سائرة، منها: - " كيف يكون زاهدا من لا ورع له، تورع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك " - " هان عليك من احتاج إليك " - " تزكية الأشرار لك، هجنة بك، وحبهم لك عيب عليك " - " الدنيا، من أولها إلى آخرها، لا تساوي غمّ ساعة " - " طلب العاقل للدنيا، أحسن من ترك الجاهل لها " - " من خان الله في السر، هتك الله ستره في العلانية ". - " اجتنبتُ صحبة ثلاثة أصناف من الناس: العلماء الغافلين، والقراء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين " .

-الاعلام للزركلي-