اسخولتنز
ALBERT SCHULTENS
(1686-1750)
مستشرق هولندي
ولد في خروننخن (شمالي هولندة) في 1686؛ وتوفي في ليدن في 26 يوليو 1750.
أراد أن يكون قسيساً إنجيلياً، فدرس أولاً اللاهوت واللغة اليونانية واللغة العبرية؛ ثم درس بعد ذلك اللغة الكلدانية واللغة السريانية؛ وبعد ذلك درس العربية، وسافر إلى ليدن وأوترخت ليتلقى النصيحة من ريلند Reeland. وعين راعياً (قسيساً إنجيليا) في فاسنار Wassenaar (بين ليدن ولاهاي) في 1711.
وفي 1713 أصبح أستاذاً في كرسي اللغات الشرقية في جامعة فرانكر Franaker وفي 1729 صار أستاذاً للغات الشرقية في جامعة ليدن، وجمع بعد ذلك بين هذا الكرسي وكرسي دراسات العهد القديم في 1740، وظل محتفظا بكلا الكرسيين حتى وفاته في 1750
أما عن سيرته العلمية فإن رسالته للحصول على الدكتوراه الأولى من جامعة خروننخن 1706 كانت بعنوان: رسالة لاهوتية فيلولوجية (لغوية) في فائدة اللغة العربية في فهم اللغة المقدسة (العبرية)» (وقد أعيد نشرها في مؤلفاته الصغرى Opera Minora 1764ص -487-51) وفيها يقرر أن اللغات العربية والكلدانية والسريانية والحبشية هي لغات أخوات أو لهجات أخوات للغة العبرية، ومنزلتها من العبرية كمنزلة اللهجات الأيولية، والأيونية والأتيكية بالنسبة إلى اللغة اليونانية. ولهذا دعا إلى الاستفادة من كنز اللغة العربية الهائل في تحديد معاني الألفاظ العبرية وقدم شواهد على ذلك 23 موضعاً غامضاً في العهد القديم من الكتاب المقدس يمكن إيضاحها عن طريق اللغة العربية. وعاد خولتنز فاستخدم نفس المنهج لإيضاح مواضع غامضة في سفر أيوب، وأخرى في سفر الأمثال لسليمان ـ وذلك في كتابين: الأول بعنوان: «سفر أيوب مع ترجمة (لاتينية) جديدة قائمة على الأصل العبري مع شرح مستمر ليدن (1737) والثاني بعنوان : أمثال سلیمان: ترجمة كاملة قائمة على الأصل العبري، مع شرح ليدن) 1748). فإذا اعترض أحد قائلاً إن أقدم الشواهد الكتابية العربية أحدث جداً من العهد القديم، لَرَدَّ اسخولتنز قائلا إن ثم قصائد عربية ترجع إلى زمان سليمان بل وإلى زمان موسى، وأكد أن لغة يرح بن يقطان، أي لغة يعرب بن قحطان ومعنى هذا أن يرح بن يقطان = يعرب بن قحطان) ـ التي نشأت عن اللغة العبرية - كانت لغة عربية وتمثل نموذج اللغة العبرية في صفائها الأول كما كان يتكلمها إسماعيل أبو القبائل العربية الشمالية. وعرض اسخولتنز رأيه هذا في أبحاث مختلفة، خصوصاً في كتاب بعنوان : أقدم الشواهد على اللغة العربية، أو نماذج توضح الذكرى واللغة القديمة مأخوذة من مخطوطات لمؤلفات للنويري والمسعودي، وأبي الفداء والحماسة»، الخ، الخ - استخلصها ونشرها أ. اسخولتنز (لیدن، 1740) فقام بعض العلماء اللغويين بهجوم شديد على نظرية اسخولتنز هذه، ومنهم جوسيه Gousset ووقع بينهم وبينه مساجلات عنيفة فرد عليهم اسخولتنز في كتاب ضخم بعنوان الأصول العبرية Origines hebrae فرانكر 1724 - 1738 في جزءين من حجم الربع وبين أن اللغة العبرية ليست من وضع إلهي كما كان يُزْعَم آنذاك، بل هي قريبة النسب باللغات السامية الأخرى.
وإلى جانب هذه المؤلفات المتعلقة بالصلات الوثيقة بين العبرية وسائر اللغات السامية، وضرورة الإفادة من العربية - بحكم ثروتها الهائلة في المفردات - من أجل فهم كثير من المواضع الغامضة في عبرية الكتاب المقدس، أصدر اسخولتنز المؤلفات التالية:
1 - قام بإعادة طبع كتاب «النحو العربي» تأليف توماس ارپنيوس (1733) - 1748)، وأضاف إليه مختارات من الأمثال وقصائد من «حماسة» أبي تمام.وقد أعيدت طبعته هذه بعد وفاته ثلاث مرات في السنوات : 1766، 1767، 1770
2 - ترجم إلى اللاتينية المقامات الثلاث الأولى من «مقامات الحريري» (فرانكر، 1731) ثم الثلاث التالية لها في ليدن، 1740).
3- وترجم حياة صلاح الدين لبهاء الدين (1733).
4 ـ «شرح على سفر أيوب» (ليدن، 1737، في مجلدين وقد ذكرناه من قبل.
5 - أقدم الشواهد على اللغة العربية» (1740)، وقد ذكرناه من قبل.
6 - أمثال سليمان (1748)، وقد ذكرناه من قبل.
7-المؤلفات الصغرى Opera Minora (1769).
8- النظم الآرامية Institutiones Aramae، نشر بعد وفاته.
موسوعة المستشرقين، تأليف الدكتور عبد الرحمن بدوي ص 23 - 24.