الفنان المطرب الركن عبدو بن الحاج محمد عبدو
ولد هذا الفنان بحي قسطل الحرامي بحلب سنة 1864 م وهبه الله الصوت الحسن القوي النبرات فيستطيع اخراج جواب الجواب، كان رفيق المرحوم الفنان الشيخ صالح الجذبة بالفن الموسيقي، اخذ الفن عن اقطاب الفن الحلبيين کالبشنك والوراق، كان يشتغل بحياكة الأنوال ويلازم الفنانين قتلقى عنهم الموشحات والادوار وعلم النغمة والايقاع والسماح حتى اشتهر أمره، وكان الفنانون لقوته بالفن يسمونه (ابن طبقة) اعترافاً بسعة اطلاعه، ومن أبرز مواهبه الفنية قوته الفائقة في تصوير الأنغام.
اشتغل معاوناً للمرحوم عبد الرحمن المصري الفنان المصري المشهور الذي كان يشتغل في مسارح حلب وضابطاً للايقاع ببراعة فائقة وبقي كذلك حتى وافاه الاجل.
رحلته إلى المحمرة: سافر المترجم رحمه الله برفقة الفنانين الحلبيين عمر البطش والشيخ علي الدرويش ومحمد طيفور رحمهم الله إلى المحمرة ومكثوا مدة سنتين في قصر الأمير خزعل يطربونه وقد عادوا إلى حلب بثروات طائلة اشترى بعضهم عقارات وتعاطوا التجارة، أما المترجم فقد كان يهوى الراح والجمال فأسرف وبذر فطارت ثروته وقضى حياته فقيراً محتاجاً.
اوصافه ووفائه - كان رحمه الله طويل القامة، ضعيف البنية، اسمر اللون، اشتهر بالنزق وعدم احتمال المزاح، الا انه كان يحب التنكيت وينادم الكبراء بالأحاديث الطريفة، فاذا جلس مع ألف رجل أضحكهم، عاش من العمر (75) سنة وتوفي سنة 1939 م بالشيخوخة فقيراً معدماً وابدى تلميذه الوفي الفنان الاستاد محمد النصار الحلبي كل عطف ونبل فتولى تشييع جنازته ودفن في تربة قاضي عسكر وما زال حتى الآن يتذكر عهده بحسرة ولوعة ويبكي فنونه الرائعة.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الأول – ص 224 - 225.