الفنان المشهور المرحوم أحمد الشيخ شريف
هو المرحوم أحمد الشيخ شريف بن الحاج محمد شريف الحلبي، وهذه الأسرة حلبية الأصل، ولد بحي البياضة بحلب سنة 1863م، كان آية في الذكاء وأميًّا لا يقرأ ولا يكتب، تعلق بالفن منذ نعومة أظفاره، وساعده جمال صوته على ملازمة الفنانين والاكتساب منهم، فأخذ الفن عن المرحوم الشيخ محمد الوراق والشيخ أحمد عقيل والحاج أحمد الشعار وغيرهم من أساطين الفن في حلب، وتلقى عنه كثيرون الفن والموشحات ورقص السماح فأصبحوا فنانين مشهورين؛ كأولاد المرحوم الشيخ بهاء الرفاعي، وقد كان إماماً لزاويتهم ورئيساً للمنشدين في تكايا الأذكار.
لقد آثر المترجم أن يبقى عازباً ليبقى حرًّا طليقاً ويهنأ في حياته، فلا يحمل تبعات العائلة في الحياة، وكان يرافق المرحوم الشيخ صالح الجذبة الفنان الحلبي المشهور في مجالسه ومنادمته، وتعاهدا أن لا يتزوجا، فقضيا حياتهما في متعة وحبور، وكانا من أشهر أساتذة رقص السماح، ولهما جولات فنية رائعة في هذا الميدان ما زالت تتحدث الناس فيها بعد موتهما.
عاش المترجم عمراً طويلاً تجاوز الثمانين سنة، فكان ذا مكانة مرموقة في المجتمع العام، وانتقل إلى رحمة ربه في مستشفى الغرباء في 1938م، ودفن في تربة العبارة بحلب.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الأول – ص 324.