المصعبي (0000 - 1188 هـ) (0000 - 1775 م).
يوسف بن محمد المصعبي المليكي من آل يرّوفي مليكة (من قرى وادي ميزاب قرب مدينة غارداية)، ووادي ميزاب هو موطن الإباضية بالجنوب الجزائري، أبو يعقوب، نزيل جربة انتقل مع والده من وادي ميزاب إلى جربة، واستقرّ بها.
أخذ العلم عن سعيد بن محمد الجادوي، وسليمان بن محمد الباروني، وعمر الويرارتي السدويكشي.
كان عالما فقيها مشاركا في عدة علوم منها الجبر والمقابلة.
ورد ذكره في أحداث سنة 1108/ 1691، فقد مثّل في هذا التاريخ جربة في الاجتماع العلمي الذي انعقد بلالوت (من مدن جبل نفوسة).
وله عدة مواقف تثبت منزلته العلمية نذكر منها موقفين:
أولهما: يثبت ترؤسه لحلقة العزابة وهو إفتاؤه بإهدار دم أحد العصاة، وذلك أنه بلغ شيوخ العزّابة وعلى رأسهم المترجم أن عبد الرحمن اليونسي من حومة قشعيين، (على مقربة من حومة صدغيان) يطعن في الدين، ويتجسس عليهم، فاجتمعوا للنظر في هذا الخبر، ولما ثبت عندهم ذلك أهدروا دمه، ولم يعينوا القاتل، والذي أفتى بهذا هو المترجم، والشيخ سعيد بن يحيى الجادوي وسرعان ما نفذ فتوى القتل أحد الأنصار، وخشي الشيخان المفتيان على حياتهما فتحولا إلى طرابلس سنة 1111/ 1717، ثم عادا إلى جربة عند استيلاء علي باشا على تونس 1147/ 1734.
ثانيا: يتمثل في الدفاع عن شهادة الجربيين الإباضية لما طعن في ثبوتها بعض فقهاء طرابلس وذلك برسالة بيّن فيها المترجم عقيدة الإباضية، وأرسلها إلى طرابلس سنة 1169/ 1755، درّس بجربة، وكان يحضر دروسه بعض الطلبة المالكية.
توفي بجربة، ودفن في روضة الجامع الكبير، وقبره معروف، ودفن بها أولاده علي ومحمد ومهني.
مؤلفاته: ترك ما لا يقل عن عشرين مؤلفا بين حواش ورسائل:
1 - حاشية على تفسير الجلالين، 2 جزءان.
2 - أجوبة وفتاوى لو جمعت لكانت مجلدا ضخما وقد وجد منها رسالتان.
3 - رسالة ردّ بها على فقهاء طرابلس لعدم قبولهم شهادة الجربيين الإباضية في مجلس المحكمة، تقع في تسع صفحات من القطع الكبير، قال فيها بعد المقدمة: «فرتبت هذه الرسالة على أصول وفروع، فالأصل في بيان عقيدتنا ... » الخاتمة أسئلة موجهة للوشاة في المناظرة، وعلم الفرائض والإقرار، والجبر والمقابلة، توجد مخطوطة بمكتبة الشيخ سالم بن يعقوب بجربة.
4 - رسالة أجاب بها الحاج شعبان بن أحمد القنوشي الجربي، وهو في مسائل مختلفة في الفقه والأحكام الشرعية أهمها الكفارات التي تلزم المسلم عند التوبة.
5 - رسالة في تنجيس أبوال الحيوانات، ردّ بها على من زعم طهارتها.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 336 الى صفحة 337 - للكاتب محمد محفوظ