المرزوقي (1336 - 1402 هـ) (1916 - 1981 م).
محمد بن مصطفى بن علي المرزوقي، ذو الشخصية الخصبة المواهب المتعددة الجوانب، الأديب الشاعر، الصحفي، الباحث القصاص، والمناضل الوطني.
ولد في 22 سبتمبر 1916 بقرية العوينة مركز دوز من أرض نفزاوة في ولاية قبلي بالجنوب التونسي حيث مضارب قبيلة المرازيق المنحدرة من بني سليم، وهذه القبيلة تعيش في جو شاعري حيث واحات النخيل، وخرير المياه، وزقزقة العصافير، وظهر منها عدة شعراء في الشعر الملحون الشعبي، والشعر يدور على ألسنة أفراد القبيلة رواية وحفظا. في هذا المناخ الشاعري عاش المترجم صدرا من حياته، وسمع الشعر، وهوت نفسه إليه.
دخل الكتاب فحفظ القرآن، ثم رحل إلى تونس العاصمة، فدخل المدرسة الابتدائية بنهج الكنز سنة 1927، وغادرها في عام 1930 قبل التحصيل على شهادتها فالتحق بجامع الزيتونة، وتابع الدروس الليلية بالمدرسة الخلدونية، وتحصل منها على ديبلوم العلوم العملية في سنة 1933، ثم أحرز على الشهادة الأهلية من جامع الزيتونة في سنة 1935، وزجّ به في السجن المدني بالعاصمة في 15 أفريل 1938 وأفرج عنه في 13 أوت من نفس السنة، على أنه وضع تحت الرقابة لمدة ستة أشهر كان يتردد أثناءها على مشيخة المدينة للإمضاء على الحضور كل خمسة عشر يوما.
وعاد إلى الدراسة بجامع الزيتونة بعد الخروج من السجن، وكوّن هو وجماعة من زملائه الطلبة المثقفين في المشرب السياسي جريدة «الهلال» وفتحوا واجهتين واجهة ضد السياسة الاستعمارية وواجهة ضد أنصارها من الشيوخ الجامدين، وكان هو شخصيا يرى الاقتصار على الواجهة الأولى حتى لا تتحد القوتان ضدهم.
ولم ترق هذه الحركة الطالبية الكتابة العامة للحكومة (وهي مصلحة فرنسية استعمارية) وطلبت من شيخ جامع الزيتونة في أوائل أفريل 1939 القضاء على هذه الحركة الخطيرة بالزيتونة، وطرد القائمين بها، ومنعهم من مواصلة تعلمهم، وكان شيخ الجامع في ذلك العهد هو الشيخ صالح المالقي آلة طيعة في يد الفرنسيين، ينفذ رغباتهم خوفا منهم، فجمع مجلس التأديب لمحاكمة الجماعة الذين سموهم «بالشياطين العشرة» بتهمة النيل من كرامة الجامع وشيوخه، وقدم للمجلس أعدادا من جريدة «الهلال» وطلب من أعضائه الأربعة الحكم بسرعة على الطلبة المقدمة أسماؤهم لهم بالطرد من الجامع، ولما اعترض أحد الأعضاء بأن هذه المحاكمة غير قانونية لأن قانون الجامع ينص على حضور المتهم والترخيص له في الدفاع عن نفسه أو اختيار من يدافع عنه، غضب شيخ الجامع وأفهمه بأن المطلوب منه الإمضاء على الحكم المطلوب بدون مناقشة وإلاّ اعتبر من (إخوان الشياطين) الذين لا يسلمون من العقوبة، وأوضح أن حضور المتهمين لا فائدة منه لأنه لا حجة لدى إدارة المشيخة عليهم ما داموا يمضون بأسماء مستعارة، وصدر الحكم بطردهم من جامع الزيتونة وطلب شيخ الجامع من الكتابة العامة إبعادهم عن العاصمة (ومن بينهم المترجم) لأن وجودهم فيها سيحدث تشويشا في الطلبة، ولم يتفطن هؤلاء الطلبة المنكودون المظلومون إلاّ وقائمة أسمائهم منشورة على عرصات جامع الزيتونة، واتصلوا بإنذار من إدارة الأمن في وجوب مغادرة العاصمة كل إلى مسقط رأسه، وهذه الحادثة الظالمة أثارت انفعاله، وأهاجت شجونه فقال فيها قصيدة بقيت منها هذه الأبيات، ووجهها من مسقط رأسه بالجنوب التونسي إلى الشيخ صالح المالقي شيخ جامع الزيتونة وهذه هي الأبيات:
قولوا (لشيخ) الجامع المتعامي … مهلا فإنك صائر لحمام
ماذا تقول أمام ربك عن أذى … ألحقته بالشعب والإسلام؟
أتخون شعبك في أعز شبابه … لتنال منزلة لدى الظلام
يا خائنا للعلم خلفك شاعر … سيحط رأسك في أحط رغام
وفي جويلية 1939 رجع إلى العاصمة بصفة سرية، وفي أول ماي 1940 ألقت عليه الجندرمة القبض بالعاصمة، وركب قطار الليل تحت الحراسة إلى قابس، وهناك مكث بسجن الجندرمة إلى عشية 3 ماي، ثم نقل في سيارة خاصة إلى قبلي حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية هناك، وفرض عليه عامل (والي) المكان رحومة بن الهيبة المبيت ليلا بالسجن من الخامسة مساء إلى الخامسة صباحا ومقابلة حراس مكتب الأمور الأهلية والإمضاء في دفتر خاص بإدارة العمل (الولاية) كل صباح. وقد أثر المبيت في السجن على صحته تأثيرا سيئا أدى إلى مرض خطير نقل من أجله إلى المستشفى وأصيب أيضا بمرض الملاريا الذي تسرب إليه من ماء البلد. والذي عانى منه ما عانى مدة سنة كاملة ولما غادر المستشفى تدخّل الطبيب الفرنسي فأنقذه من المبيت بالسجن، ولما جاء إلى قبلي السيد علي بن أبي الضياف عاملا (واليا) أراحه من مراقبة الفرنسيين، ومن الإمضاءات اليومية وأطلق له حرية التنقل في الأماكن القريبة، ثم تدخّل لدى السلطة العليا حتى وافقت على نقله إلى مسقط رأسه.
وألقى في المؤتمر الدستوري المنعقد بالعاصمة في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر 1937 قصيدا رائعا كان له دوي لدى المؤتمرين، وأعيد إلقاؤه مرارا بطلب من الجمهور، ونشر بجريدة «العمل» لسان حال الحزب، أما بقية الجرائد فلم تتجرأ واحدة منها على نشره. وهذا القصيد من أعظم الأسباب التي كونت له ملفا أسود في دوائر الشرطة الاستعمارية، وأشير له في ملفاتهم بالشاعر الثوري، وهذه مقتطفات من القصيد:
مهلا فؤادي ففي الأيام أيام | بها تحقق آمال وأحلام |
الدهر يعبث حينا ثم تعقبه | من المسرة والأفراح أعوام |
إن كان في حكمه نقض بآونة | |
فإنما به ذاك النقض إبرام | هذا التقلب قد مارت به زمنا |
ألباب أهل الحجا منا وأفهام | لذا كلي أمل أني أرى زمنا |
به توارى عن الأنظار آلام | |
ولست ممن يزور اليأس معقله | لأنني من حياة الذل سئّام |
قلبي يتوق إلى حرية قربت | وإنه للقاها اليوم بسّام |
سيخدم السعد شعبا ظل محتملا | |
كل الأذى وهو ممراح ومقدام | ويرجع الملك رب الملك بعد مدى |
وإن تقاسمه سود وأروام | من بعد معركة حمراء طاحنة |
فيها تحطم أرأس وأقلام | |
النصر فيها حليف الحق لا عدد | تفوز فيها ولا جند وأرقام |
الحق يحسم فيها كل مشكلة | والحق في سائر الآباد حسّام |
هناك بعد ما طأطأت يا وطني | |
دهرا إلى الأجنبي تعلو لك الهام | هناك أعلامهم تضحى منكسة |
إليك تخفق فوق الرأس أعلام | لا ترتضي قول من يدعوك يا وطني |
إلى الرضا فهو تضليل وإبهام | |
الحق يؤخذ قسرا لا مسالمة | صرح وجاهر فما في الحق إيهام |
طالب وجاهد جهاد المستميت | يتول عنك إذا أقدمت إحجام |
وقل لمن يدعي فيك القصور ألا | |
يا قوم هذي ضلالات وأوهام | بلغت رشدي فأعطوا الدار مالكها |
فإنما ملك مال الغير إجرام | جئتم تريدون خبزا فانثنيتم على |
ملكي ورزقي ورب الناس علام | |
وكنت إذ ذاك طفلا لا نصير له | واليوم كل من الأشبال ضرغام |
لذاك آمركم أن تتركوا وطنا | أنتم به اليوم سادات وحكام |
فإن رضيتم بسلم مرحبا بكم | |
وإن أبيتم فذا للحرب إعلام | كفاكم زمنا كنتم جبابرة |
فيه وأنتم إلى الأبناء ظلاّم | عهد به صار أبنائي عبيدكم |
تبدلت فيه عادات وأحكام | |
وما تنبهت والأخطار محدقة | لما يدبره في السر أقوام |
وهل تظنون أن الدهر غيّرني | كلا! فظنكم يا قوم أحلام |
أصلي العروبة، أما الضاد هي لغتي | |
بالرغم منكم وإن الدين إسلام | واليوم قد بان نور الشمس واتسعت |
لشمس نهضتنا سهل وآكام | بفضل من أرجعوا للشعب عزته |
من بعد ما قد قضى عنه الألى ناموا |
وبعد قضاء نحو خمس سنوات بين السجن والنفي سمح له بأداء امتحان شهادة التحصيل في أواخر مدة مشيخة الشيخ محمد العزيز جعيط، فاجتاز الامتحان بتفوق وأحرز على هذه الشهادة سنة 1944.
ثم اشتغل بالصحافة من عام 1944 إلى 1953، وكان يكتب في جريدة «النهضة» ويمضي بإمضاء «زورق اليم» وهو اسم منحوت من لقبه، غلى أن مشاركته في الإنتاج الصحفي من مقالات وشعر وقصص ظهرت وهو ما يزال طالبا وذلك في الصحف والمجلات الصادرة في عصر شبابه.
واشترك في البرامج الإذاعية بإلقاء المحاضرات وتأليف القصص والمسرحيات منذ عام 1945 إلى قبيل وفاته.
في أوائل سنة 1938 عن له أن يجمع مختارات من شعره في كراس خاص، وأن يقدمه للطبع فجمع من ذلك نحو 2500 بيت، وجاءت حوادث معركة 9 أفريل 1938 الشهيرة فأودت به إلى السجن حيث قضى به نحو الخمسة أشهر، ثم غادره ليجد محل سكناه قد نهب أثناء سجنه نهبا تاما، ولم يبق منه شيء من الفراش والغطاء والكتب والمخطوطات، وقد حزّ في نفسه أنه وجد السارق الناهب هو ناظر المدرسة التي يسكن بها الذي كان طلبة جامع الزيتونة يؤمنون عنده المفاتيح، ومن الغريب أن الناظر أقرّ بفعلته الشنعاء، وتقدم إلى المترجم باكيا ملتمسا العفو، فصفح عنه، ولم يحزن المترجم على ضياع «الديوان» كما حزن على ضياع «كنش مذكرات» كان يحمل تاريخا مفصلا لجميع الأحداث السياسية وزاد في حزنه أنّ المذنب أقرّ بكل بساطة أنه أحرقه خوفا من تفتيش الشرطة ورأفة به هو حسب زعمه.
توفي في 16 محرم 1402/ 13 نوفمبر 1981.
مؤلفاته:
1 - أشعة الجمال (مطبعة الاتحاد، تونس 1354/ 1936) 64 ص وهو عبارة عن مقالات عن الجمال والحب عند القدماء وعند العصريين ورأي المؤلف فيها (ص 1 - 30) تليها قصة عنوانها الأحلام المزعجة أو طيف الحبيب (ص 31 - 51) وهي قصة غرامية، ثم آراء وتقاريظ لعدد من الكتاب وقد أصدر هذا الكتاب وهو ما يزال طالبا.
2 - أحاديث السمر (الدار التونسية للنشر 1973) قدّمها المؤلف بقوله:
« ... إنها مجرد أحاديث سمر كتبت على الأسلوب القصصي أو وضعت في قالب القصة ... » إنها أحاديث أخذت من صميم الحياة، وقعت فعلا ليس لي فيها إلاّ الرواية وأما أن الواقع يقتضيها فالمجالات الصحراوية والريفية التي وصفت في بعض الأحاديث كانت مرتعا لصباي، ومن محيطها وشيوخها وعجائزها رويت تلك الأحاديث، وإذا وصفت حياة العمال في المعامل والأفراد في العائلات أو العائلات في الأحياء ومظاهر التفسخ في المجتمع الحضري، فتلك حياة عرفتها في العاصمة وأنا كبير مدرك.
3 - أحمد ملاّك شاعر الحكمة والملحمة، دراسة ونماذج، وزارة الشئون
الثقافية (تونس 1980) وأحمد ملاك هذا شاعر صفاقس من القرن التاسع عشر.
4 - بورقيبيات من شعر الكفاح، وزارة الشئون الثقافية تونس 1981، 64 ص ديوان شعر وهو آخر ما ظهر له بتونس في حياته ويحتوي على قصائد خاصة بالكفاح الوطني وبجهاد المجاهد الأكبر نظمت ما بين 1936 و 1967 في مناسبات وطنية متعددة، ونشر بعضها في ديوان «بقايا شباب» وبعضها لم ينشر سابقا.
5 - بين زوجتين وقصص أخرى (سلسلة كتاب البعث رقم 23 تونس ديسمبر 1957) 116 ص وهو مجموعة قصصية اجتماعية المضمون، تصور المجتمع التونسي والعلاقات بين الأزواج وبين الأجيال في فترة الاستقلال الوطني وهي قصص واقعية استوحاها من الحياة اليومية، ومن أهم أغراضها التحولات الهامة التي شاهدتها أصناف المجتمع وعاشتها عقليات الناس والصراع المشتد بين المحافظين من الشيوخ والمتحررين من الشباب.
6 - الجازية الهلالية، قصة من التراث الشعبي (الدار التونسية للنشر تونس 1978) 382 ص من الحجم الكبير، أضفى عليها من خياله وبيانه وزادها من شعره بعض القصائد والمقطوعات، وقد عمد إلى حذف كثير من الأحاديث من «تغريبة بني هلال» بتونس.
7 - الأدب الشعبي (الدار التونسية للنشر تونس 1967) 240 ص يعرف بالأدب الشعبي ومضامينه الأساسية، الأساطير، الأمثال، التعابير والألغاز الشعر وأقسامه وفروعه وموازينه وأغراضه.
8 - جزاء الخائنة (تونس 1947) قصة.
9 - ثورة المرازيق بالجنوب الغربي التونسي (1943) بالاشتراك مع علي
المرزوقي (سلسلة معارك وأبطال 4، دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع تونس 1979).
10 - خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني الكاتب، قسم شعراء المغرب، 3 أجزاء تحقيق بالاشتراك مع محمد العروسي المطوي، والجيلاني بن الحاج يحيى (الدار التونسية للنشر والشركة الوطنية للنشر والتوزيع، تونس - الجزائر 1971).
11 - بقايا شباب (ديوان شعر، تونس).
12 - دموع وعواطف (تونس 1365/ 1946) المطبعة الفنية نهج المفتي، 112 ص أول ديوان له يتضمن أشعار الشباب الوجدانية.
13 - ديوان الحكيم أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الداني، جمع وتحقيق وتقديم (دار الكتب الشرقية تونس 1974) 174 ص جمعه من مظان عديدة خاصة من «الخريدة» للعماد الأصفهاني.
14 - ديوان الفيتوري تليش، شعر شعبي تقديم وتحقيق وشرح الغوامض، وزارة الشئون الثقافية منشورات مجلة الحياة الثقافية، تونس 1976 تتناول المقدمة الرمزية في الشعر الشعبي، وهو شعر من «غبتن» في الجنوب التونسي شمالي مدينة مدنين، وقد تعلق الناس بشعره الواغل في الرمزية، وتلقفته الأفراح والأعراس، وتوفي الشاعر سنة 1944.
15 - حسونة الليلي، ملحمة شعبية، جمع وتقديم وشرح ألفاظ، وزارة الشئون الثقافية منشورات مجلة الحياة الثقافية تونس 1976 - قصة شعرية تتغنى بحب رجل فاجأته نظرة امرأة فتبعها قلبه وضحى بكل شيء في سبيلها بمنصبه وزوجته وماله، وشق الصحارى، وعانى الأهوال، وقاسى الشدائد، ويستنتج المؤلف أن أحداث هذه القصة تعود إلى أواخر العهد الحفصي بطلها أحد أحفاد أبي الليل وهو
حسونة الليلي، جمع المؤلف قصيدتين ترويان هذه القصة، قصيدة لسالم العيدودي وأخرى لحمدون شلبي أو أحمد ملاّك، وبين المؤلف الاختلافات بينهما.
16 - الدغباجي محمد بن صالح، سلسلة معارك وأبطال رقم 5 طبعة ثانية مزيدة ومنقحة منشورات مكتبة المنار، تونس 1979 مقدمة الطبعة الأولى مؤرخة في جوان 1968.
17 - دماء على الحدود ثورة 1915 سلسلة معارك وأبطال رقم 3 الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1976.
18 - الشعر الشعبي والانتفاضات التحريرية من سلسلة أعلم رقم 7 سلسلة الثقافة العامة، الدار التونسية للنشر 1971، 112 ص من الحجم الصغير.
19 - الشهيد مصباح الجربوع (1914 - 1958) سلسلة معارك وأبطال منشورات مكتبة المنار تونس 1979.
20 - صراع مع الحماية، سلسلة معارك وأبطال رقم 2 دار الكتب الشرقية تونس 1973.
21 - الطاهر الحداد، حياته تراثه بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى، دار بوسلامة للطباعة والنشر، تونس 1963.
22 - عبد الصمد قال كلمات (تشنشين) تقديم وشرح وزارة الشئون الثقافية إدارة الموسيقى والفنون الشعبية قسم الأدب الشعبي، مطبعة الدار التونسية للنشر تونس بدون تاريخ (1968).
عبد الصمد هو الشابي من الشعراء الشعبيين الفائقين في تونس والجزائر حتى نسب إلى حبكة الألغاز، وحتى صار نعت «الصمدي» أو «الصندي» يدل على المتين والصحيح من الأمور ووصفوا كل أحجية متينة التركيب تامة الشروط بأنها كلام صمدي،
بل إنهم يصفون كل كلام حسن حكيم بأنه صمدي ولو كان في غير الألغاز.
23 - عبد النبي بالخير داهية السياسة وفارس الجهاد، الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1978، 300 ص.
يستعرض هذا الكتاب سيرة رجل قاوم الاستعمار الإيطالي من 1911 إلى 1930 بدهائه وسلاحه ثم تشرد في صحراء الجزائر حيث قضي عليه عطشا ودفنته رمالها إلى الأبد وهو مجاهد لم يكتب عنه المؤرخون إلاّ فقرات مقتضبة في كتب التراجم الليبية، ويحلل هذا الكتاب حياة هذا الرجل ومواقفه السياسية والبطولية جامعا الوثائق التي لها اتصال بشخصيته.
24 - مع البدو في حلهم وترحالهم، الدار العربية للكتاب، تونس ليبيا 1983 من آخر الكتب التي أخرجها آخر حياته، وهو عرض كامل لحياة البدو في الجنوب التونسي وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم.
25 - أبو الحسن علي الحصري القيرواني بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى من منشورات مكتبة المنار 1963، 521 ص، وأعادت طبعه الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1974.
الكتاب دراسة عن عصر الشاعر وحياته وشعره ونثره.
26 - يا ليل الصب ومعارضتها، بالاشتراك مع الجيلاني بن الحاج يحيى.
الدار العربية للكتاب تونس ليبيا 1978، 300 ص.
27 - في سبيل الحرية، منشورات مكتبة النجاح، تونس 1956، 96 ص مجموعة قصصية وطنية متركبة من 18 أقصوصة تعلم الشباب الفداء للوطن والإخلاص له والتعلق به.
28 - المعهد الرشيدي والموسيقى التونسية، تأسيسه، تراثه الفني بالاشتراك مع صالح المهدي تونس 1981.
29 - المهدية وشاعرها تميم نشر المعهد القومي للآثار والفنون. سلسلة المكتبة التاريخية رقم 9، تونس 1982.
30 - قابس جنة الدنيا، نشر مكتبة الخانجي بمصر ومكتبة المثنى ببغداد سنة 1962، 310 ص.
31 - ومما حققه مؤنس الأحبة في أخبار جربة تأليف محمد أبو رأس الجربي (كذا) تحقيق وتمهيد وتعليق تقديم ح. ح. عبد الوهاب، من منشورات المعهد القومي للآثار والفنون تونس 1960.
والمؤلف الحقيقي للكتاب هو محمد أبو رأس بن أحمد الراشدي الغريسي المعسكري صاحب المؤلفات العديدة الذي قرأ بجامع الزيتونة وأقام بتونس مدة طويلة وزار كثيرا من مدنها.
32 - مختارات من محل شاهد، الدار التونسية للنشر تونس 1969.
يفسر المؤلف عبارة محل شاهد بأنها «في عرف الأدباء التونسيين عبارة عن مثل سائر يتعاطاه شاعر كقاعدة لنظم مقطوع شعري على وزن مخصوص هو وزن القسيم المثنى الخفيف وهو الوزن المعروف بالعروبي».
33 - مختارات من شعر المهرجانات تقديم وتعليق وشرح كتابة الدولة للشئون الثقافية والأخبار إدارة الموسيقى والفنون الشعبية، تونس 1969.
34 - مختارات من القصائد التي ألقيت في المهرجانات القومية للشعر الشعبي بقابس (سبتمبر 1964) والقصرين (سبتمبر 1965) ومدنين (سبتمبر 1967) ومواضيع هذه القصائد وطنية وغزلية وأخلاقية واجتماعية وتتقدم القصائد نبذ عن حياة أصحاب هذه القصائد مع صور لهم، وفي الآخر شرح للألفاظ الغامضة في النصوص.
35 - الينبوع، قصة نقلها إلى الروسية كوروخيفسكي.
وله مؤلفات مخطوطة جاهزة للطبع:
أ - أحاديث السمر (الأقسام 2 - 3 - 4).
ب - اعترافات، وهي رواية إذا استثنينا سيد الأدغال، ولم تظهر إلاّ في شكل مسلسل إذاعي.
ج - الجهاد الليبي في الشعر الشعبي التونسي.
د - خواطر، وفيه قطع طريفة لاذعة أحيانا في النقد الاجتماعي والتأملات تذكر إلى حد ما بلزوميات المعري.
هـ - تحقيق رحلة محمد بن عثمان الحشائشي إلى طرابلس (ليبيا) والصحراء وهو كتاب قضى في إنجازه سنوات عديدة، وكان من المشاريع التي شغلت باله باستمرار قبل موته، بل إنه آخر عمل قام به في المنزل، ومات قبل أن يتم بصفة كاملة، فتولى ابنه الأستاذ رياض المرزوقي عنه ذلك، والكتاب جاهز الآن بصفة كاملة.
و- ديوان أحمد البرغوثي.
ز - ديوان العربي النجار.
ح - ديوان من الشعر الشعبي (من نظمه).
ط - ديوانان من الشعر الفصيح.
ي - عبد الصمد قال كلمات (القسم الثاني).
ك - على هامش السيرة الهلالية (دراسة ونماذج).
ل - عبيد حواء، وهو في الأصل برنامج إذاعي كان يقدمه في الخمسينات في شكل تمثيلي، ويعرف ببعض الشعراء القدامى.
م - مزامير داود، وهي مجموعة مقالات تعرف بالغناء في العهد الأموي، وتترجم لعدد من أساطين الغناء.
ن - من وحي الجهاد الجزائري.
س - هذيان، وضمنه شعرا لم يحوه ديواناه المنشوران «دموع وعواطف» و «بقايا شباب».
وكان يشرف على إصدار سلسلة من المؤلفات عن الموسيقى التونسية وأعلامها وقد صدر منها كتابان الرشيدية، وخميس الترنان، وسيصدر كتاب عن أحمد الوافي أشرف على قسم كبير منه كذلك وكان ليلة إصابته مشتغلا بإنجازه.
ع - سار شوطا في تأليف كتاب عن الخطط التونسية، جمعها جذاذات كثيرة عن المدن والقرى التونسية استفاد منها في بعض منشوراته كمؤنس الأحبة، وقابس جنة الدنيا، والمهدية وشاعرها تميم.
ومجموع مؤلفاته 61 كتابا والمنشور منها 41 كتابا، وهو أغزر المؤلفين التونسيين إنتاجا، ولا يقارب من المحدثين إلاّ الشيخ محمد المكي بن عزوز، وعثمان الكعاك
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 304 الى صفحة 316 - للكاتب محمد محفوظ