أسيد بن أبو إياس الكناني.
صحابي، أسلم يوم الفتح، وكان قد أهدر النبي ﷺ دمه، فجاء مستأمنًا، فأمنه النبي ﷺ فأسلم، وصحب النبي ﷺ.
وهو ابن أخي سارية بن زنيم، الذي ناداه عمر بن الخطاب وهو على المنبر، وكان أسيد شاعرًا، قال ابن عباس: إن وفد بني عدي بن الدئل قدموا على النبي ﷺ فيهم الحارث بن وهب، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا مسلمة، ومعهم رهط من قومهم، وطلبوا منه أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه قريشًا، وتبرؤوا إليه من أسيد بن أبي إياس، وقالوا: إنه قد نال منك، فأباح النبي ﷺ دمه، وبلغ أسيد ذلك، فأتى الطائف، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فأخبر أسيدًا بذلك، وأخذه وأتى به النبي ﷺ، وكان قال له: يا ابن أخي أخرج إليه، فإنه لا يقتل من أتاه!! فخرج إليه، وأتى النبي ﷺ فجلس بين يديه وأسلم، فأمنه رسول الله ﷺ، ومسح على وجهه وصدره فقال أسيد:
وَأَنْتَ الْفَتَى تَهْدِي مَعَدا لِدِينَهَا بلِ اللَّهُ يَهْدِيها وَقَالَ لَكَ أَشْهَدِ
فَمَا حَملَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْهَا أَبَرَّ وَأَوْفى ذِمَةَ مِنْ مُحَمَّد
أُحث عَلَى خَيْرٍ وَأَسْبِعَ نَائِلا إذَا راح كالسيف الصقيل المهند
وأكسى لِبُرْدِ الْحَالِ قَبْلَ ابْتَذَالِهِ وأعطى لرأس السَّابِقِ الْمُتَجرد
وهي أكثر من هذا، فلما أنشده: "أنت الفتى تهدي معدًا لدينها" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل الله يهديها" قال الشاعر: "بل الله يهديها وقال لك أشهد"
أسد الغابة لابن اثير (89\1-90)، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (72\1-73).