الكيلاني (0000 - 1274 هـ) (0000 - 1857 م).
محمد الأمين ابن الشيخ الفقيه الأديب الحاج أحمد ابن الشيخ المحدث الفقيه محمد الكيلاني، من بلدة منزل بوزلفة، الكاتب الأديب، القادري الطريقة، أخذ الطريقة عن والده وهو عن علي بن عمر الشائب المنزلي الذي أسس بمنزل بوزلفة زاوية قادرية، وتوفي سنة 1199/ 1785 ودفن بالزاوية المذكورة.
ووالد المترجم الشيخ الحاج أحمد الكيلاني من أدباء عصره له أشعار تسع مجلدا على قول ابن أبي الضياف وتوفي في 26 ذي الحجة 1272/ 4 مارس 1856.
والمترجم نشأ في بيئة قادرية، وله أشعار صوفية، وشعر آخر قليل، فمن ذلك ما خاطب به الشيخ الشريف محمد الخضار المفتي المالكي بتونس في طلب استعارة رسالة «نتيجة التحقيق في بعض أهل الشرف الوثيق» تأليف الشيخ محمد بن أحمد المسناوي الدلائي البكري الفاسي، وكان الشيخ الخضار وعده بإعارة الرسالة، وأبطأ عنه لعذر فخاطبه قائلا:
أيا بهجة الأعلام حقا بلا نكر … ويا نزهة الآداب في النظم والنثر
لعمرك إني شائق لرسالة … لتشفي من الآلام ما حل بالصدر
فمن لي بها والنفس شاقت لوصلها … وقد صرت مشغولا بها عائق الفكر
فهب لجناني نزهة في رياضها … تريح بها مضنى من البعد والهجر
فإني لظمآن وروضة نزهتي … معطلة الأنوار خاملة الذكر
وحقك مالي غير فضلك أرتجي … وحسن الوفا بالوعد فرض على الحر
عليك سلام الله ما هبت الصبا … وما فاح زهر بالرياض مدى الدهر
فأرسل له الشيخ الخضار الرسالة وأجابه بقوله:
عليك سلام الله نم كالمسك عطره … كريح الصبا الهيفاء مرت على الزهر
أحملها ما بالحشا من تشويق … إليكم ومن وجد يضيق عن الحصر
وبعد فقد أرسلت لي في رسالة … يتيمة دهر لا تناط على نحر
تتيه على أترابها بملاحة … وحسن، ولا حسن الغزالة والبدر
هي الكوكب الدري يلمع نوره … سما ببني الزهراء مشرقة الزهر
ورافلة قد أقبلت في ذبولها … إليك فذق طعم الوصال على هجر
وقال ابن أبي الضياف: «نشأ هذا الفاضل في بيته النبيه، وأخذ العلم عن أبيه، وعن غيره كالشيخ أبي إسحاق إبراهيم الرياحي، والشيخ أبي العباس أحمد الأبي، والشيخ أبي عبد الله محمد المناعي، وحصل واستفاد ودرس، وأقبل على صناعة التوثيق. وكان فقيها ذكيا خيّرا وجيها نقي العرض كريم النفس، عالي الهمة، حسن الخلق، طيب المعاشرة، ممتع المحاضرة.
توفي في 8 جمادى الأولى 1274/ 16 ديسمبر 1857.
مؤلفاته:
ختم كتاب الحج من صحيح البخاري، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب)
رياض البساتين في أخبار الشيخ عبد القادر الجيلي محيي الدين، وقسم الكتاب إلى ثماني روضات وخاتمة، وهو تهذيب لكتاب بهجة الأسرار للشطنوفي واختصار له، وإثبات ما لم يكن فيه مما أخلّ به مؤلفه وعسر عليه تلافيه من ذكر ما للشيخ من الأحزاب والاذكار، وما له من النظم الشائع ذكره في الأمصار وضم إليه بعض الوصايا والكرامات مما صدر منه ولو بعد الممات إلى غير ذلك من الفوائد المرشحة والزوائد طبع بمطبعة الدولة التونسية سنة 1302/ 1882.
وفي آخر الكتاب تم طبعه يوم الخميس 10 جمادى الأولى 1304، طبع بهامش بهجة الأسرار ومعدن الأنوار لعلي بن يوسف الشطنوفي
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 189 الى صفحة 191