وداد سكاكيني
(1915م)
هي الأديبة المبدعة والكاتبة الناقدة، تخرجت من كلية المقاصد الإسلامية في بيروت، واتجهت رغبتها إلى التعليم، وقد أمضت في هذا الميدان عدة سنوات، وتجولت بين ربوع لبنان وسوريا ومصر توزع نشاطها التربوي في عدد من المعاهد، وتركت في كل منها آثاراً تذكر بالخير والتقدير، وزاولت إلى جانب ذلك أعمالاً إدارية في المعهد العالي للبنات، وكانت تستغل طوال هذه الفترة أوقات فراغها في التوفر على المطالعات النافعة في مختلف فنون المعرفة، فكوّنت في السنوات التالية لتركها التدريس شخصيتها في دنيا الفكر والأدب.
نقدها الأدبي: وقد برزت آثارها كمنشئة في عدد من المقالات النقدية القوية التي نشرتها في الصحف، وهي شديدة العناية بنسج عباراتها بوعي ووضوح وفصاحة، ذربة اللسان، بليغة في نثرها، وفي قصصها روعة وكمال وفهم للنفسيات التي تصورها في أحداث القصص، وهي تتخذ من مؤلفاتها وسيلة للتوجيه؛ لإيمانها بأن الأدب الصادق هو تعبير عن الحياة المثلى التي يحلم بها أصحاب الرسالات، وأداة للتربية الشعبية السليمة.
مؤلفاتها: ومن يطالع مؤلفات هذه الأديبة الموهوبة يقف على اتجاهاتها ومفاهيمها الفكرية، وقد أخرجت (الخطرات) و(مزايا الناس) و(إنصاف المرأة) و(الحب المحرم) و(أمهات المؤمنين).
حياتها العائلية: اقترنت بالدكتور زكي المحاسني العالم الأديب والشاعر الملهم، فكان هذا الزواج كسباً للأدب، إذ وجدت الأديبة الناقدة في اتفاق ميول زوجها مع ميولها ما جعلها توالي جهودها الفكرية في ثبات وإقدام.
في مؤتمر الأدباء: انتدبتها وزارة المعارف السورية لتمثيل بلادها في مؤتمر الأدباء المنعقد في شهر كانون الأول سنة 1957م، فكانت خير ممثلة رفعت رأس المرأة الشرقية بمواهبها الأدبية الفذة، وهي أديبة معروفة بمحاضراتها المتشعبة القوية، ولها في الأقطار العربية مكانة بارزة، وخاصة في المجتمع الأدبي في مصر عندما كان زوجها الفاضل يشغل وظيفة ثقافية كبرى في القاهرة.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الثاني – ص 553.