محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي البرعمي المحيوي أبي عبد الله

محيي الدين الكافياجي

تاريخ الولادة788 هـ
تاريخ الوفاة899 هـ
العمر111 سنة
مكان الولادةبلاد الروم - بلاد الروم
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • القدس - فلسطين
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعيد بن مَسْعُود الرومي الحنفي ولد فِي سنة 788 ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا قَالَ الأسيوطي وَأخذ عَن الخافي وآخرين وَأكْثر من قِرَاءَة الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وأقرائها حَتَّى نسب إِلَيْهَا بِزِيَادَة جِيم كماهى قَاعِدَة التّرْك فِي النّسَب وَدخل إِلَى بِلَاد الْعَجم والتتر.

الترجمة

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعيد بن مَسْعُود الرومي الحنفي
ولد فِي سنة 788 ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا قَالَ الأسيوطي وَأخذ عَن الخافي وآخرين وَأكْثر من قِرَاءَة الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وأقرائها حَتَّى نسب إِلَيْهَا بِزِيَادَة جِيم كماهى قَاعِدَة التّرْك فِي النّسَب وَدخل إِلَى بِلَاد الْعَجم والتتر وَمن جملَة من أَخذ عَنهُ ابْن فرشته الْمُتَقَدّم ذكره دخل الْقُدس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن جمَاعَة من أعيانها وَظَهَرت كمالاته وَأَقْبل عَلَيْهِ الْفُضَلَاء ودرس وَأفْتى وصنف وخضعت لَهُ الرِّجَال وذلت لَهُ الْأَعْنَاق وَصَارَ إِلَى صيت عَظِيم وجلالة وشاع ذكره وانتشر تلامذته وَأخذ عَنهُ النَّاس طبقَة بعد طبقَة وَتَقَدَّمت طلبته فِي حَيَاته وصاروا أَعْيَان الْوَقْت وتزاحموا عِنْده
قَالَ السخاوي وزادت تصانيفه على الْمِائَة وغالبها صَغِير وَمن محاسنها شرح الْقَوَاعِد الْكُبْرَى لِابْنِ هِشَام وَقَالَ وَله شرح كلمتي الشَّهَادَة والأسماء الْحسنى
ومختصر فِي علم الْأَثر
والمختصر الْمُفِيد فِي علم التَّارِيخ
وَشرح فِي محاكمات بَين الْمُتَكَلِّمين على الْكَشَّاف
وَله حَاشِيَة عَلَيْهِ مُسْتَقلَّة وحاشية على شرح الْهِدَايَة
وتلخيص الْجَامِع الْكَبِير وَالْجمع وَكَذَا كتب على تَفْسِير البيضاوى والمطول والمواقف وَشرح الجغميني فِي الْهَيْئَة قَالَ الأسيوطي وَكَانَ إماماً كَبِيرا فِي المعقولات كلهَا الْكَلَام وَالْأُصُول والنحو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان والجدل والفلسفة والهيئة بِحَيْثُ لَا يشق غباره فِي شئ من هَذِه الْعُلُوم
وَله الْيَد الْحَسَنَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالنَّظَر فِي عُلُوم الحَدِيث
وَأما تصانيفه فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَلَا تحصى بِحَيْثُ إني سَأَلته أن يُسمى لي جَمِيعهَا لأكتبها فِي تَرْجَمته فَقَالَ لي لَا أقدر على ذَلِك قَالَ ولى مؤلفات كَثِيرَة نسيتهَا فَلَا أعرف الْآن اسمائها انْتهى وَقد عظمه الْمُلُوك خُصُوصا ملك الروم ابْن عُثْمَان فَإِنَّهُ لَا يزَال يكاتبه ويهدي إِلَيْهِ الْهَدَايَا السّنيَّة وَمَات يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 899 تسع وَتِسْعين وثمان مائَة بِمصْر
قَالَ السيوطي أَنه لَازمه أَربع عشرَة سنة وَمَا جَاءَهُ مرة إِلَّا وَسمع من التحقيقات والعجائب مالم يسمع قبل ذَلِك قَالَ قَالَ لي يَوْمًا مَا إعراب زيد قَائِم فَقلت قد صرنا مقَام الصغار نسئل عَن هَذَا فَقَالَ لَهُ فِي زيد قَائِم مائَة وَثَلَاثَة عشر بحثا فَقلت لَا أقوم من هَذَا الْمجْلس حَتَّى استفيدها فَأخْرج لى تذكرتها فكتبتها مِنْهُ

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

 

محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي

الشهير بالمولى محيي الدين الكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو كان إماما كبيرًا في كل العلوم أخذ العلم عن المولى شمس الدين محمد بن حمزة الفناري وحافظ الدين محمد بن محمد بن شهاب البزازي قال صاحب الشقائق النعمانية قال السيوطي هو شيخنا العلامة أستاذ الأستاذين ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ورحل إلى بلاد العجم وأخذ عن الفناري والبرهان حيدر تلميذ التفتازانى وعبد اللطيف بن ملك شارح المجمع والبزازي وغيرهم ودخل القاهرة وأخذ عنه الأعيان وكان إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظم والحديث وقال لي مؤلفاتٍ كثيرة نسيتها فلا أعرف أسماءها وأكثرها مختصرات وأجلها وأنفعها شرح قواعد الإعراب وشرح كلمتى الشهادة ومختصر في الحديث ومختصر في التفسير سماه التيسير لازمته أربع عشرة سنة وسمعت منه التحقيقات وقال لى يوما زيد قائم ماذا فقلت قد صرنا في مقام الصغار يسألنا عن هذا فقال فيه مائة وثلاثة عشر بحثا فقلت لا أقوم من المجلس حتى أستفيدها فأخرج تذكرتها فكتبتها وتوفي شهيدًا بالإسهال ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.
(قال الجامع) قد ذكره السيوطي في حسن المحاضرة وأطال الكلام في ترجمته في البغية فقال في حسن المحاضرة شيخنا العلامة محبي الدين محمد بن سلمان بن مسعود الإمام المحقق علامة الوقت أستاذ الدنيا في المعقولات ولد قبل ثمانمائة تقريبًا وأخذ عن البرهان حيدرة والشمس بن الغزي وجماعة وتقدم في فنون المعقول حتى صار إمام الدنيا وله تصانيف كثيرة انتهى. وفي البغية ولد سنة 788 واشتغل بالعلم أول ما بلغ ورحل إلى بلاد العجم والتتر ولقى العلماء الأجلاء فأخذ عن الشمس الغزى وحيدرة والشيخ واحد وابن فرشته شارح المجمع وحافظ الدين البزازي وغيرهم ودخل القاهرة أيام الأشرف برسباى فظهرت فضائله وولي مشيخة الشيخونية لما رغب عنها ابن الهمام وكان إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها والكلام وأصول الفقه والتصريف والإعراب والمعاني والبيان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بحيث لا يشق عليه في شئ من هذه العلوم غبار وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث وألف فيه وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصي بحيث أنى سألته أن يسمى لى جميعها لأثبتها في ترجمته فقال لا أقدر على ذلك وكان صحيح العقيدة في الديانات حسن الاعتقاد في الصوفية محبا لأهل الحديث كثير التعبد على كبر سنه كثير الصدقة سليم الفطرة صبورًا على الأذى لازمته أربع عشرة سنة فما جئته إلا سمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمع قبل ذلك انتهى ملخصًا.

الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعيد بن مَسْعُود المحيوي أَبُو عبد الله الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكافياجي.
ولد بككجة كي من بِلَاد صروخان من ديار ابْن عُثْمَان الرّوم قبل التسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَمن قَالَ سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فغلط، وَأخذ عَن الشَّمْس الفنري والبرهان أَمِير حيدر الخافي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وواجد وَعبد الْوَاحِد الكوتائي وَغَيرهم وَأكْثر من قِرَاءَة الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وأقرأ بهَا حَتَّى نسب إِلَيْهَا بِزِيَادَة جِيم كَمَا هِيَ عَادَة التّرْك فِي النّسَب وَقدم الشَّام وأقرأ بهَا، وَحج وَدخل الْقُدس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعيد الثَّلَاثِينَ وَهُوَ متقلل من الدُّنْيَا جدا فَأَقَامَ بالبرقوقية سِنِين وَاجْتمعَ بالبساطي وَشَيخنَا وَغَيرهمَا من الْمُحَقِّقين، وَأقَام عِنْد الْمُحب بن الْأَشْقَر قَلِيلا وَظَهَرت كفاءته وكمالاته فَأقبل عَلَيْهِ الْفُضَلَاء كَابْن أَسد والبدر أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَمن شَاءَ الله مِنْهُم الناصري بن الظَّاهِر جقمق، وَاسْتقر بِهِ أَبوهُ فِي مشيخة زَاوِيَة الْأَشْرَف شعْبَان بعد عزل حسن العجمي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ فِي مشيخة التدريس بتربته عوضا عَن الْعَلَاء الرُّومِي ثمَّ الْأَشْرَف إينال سنة ثَمَان وَخمسين فِي مشيخة الشيخونية حِين إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا وتصدى للتدريس والإفتاء والتأليف وخضعت لَهُ الرِّجَال وذلت لَهُ الْأَعْنَاق وَصَارَ إِلَى صيت عَظِيم وجلالة، وشاع ذكره وانتشرت تلامذته وفتاواه وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى بل والطبقة الثَّالِثَة أَيْضا وَتَقَدَّمت طلبته فِي حَيَاته وصاروا أَعْيَان الْوَقْت وتزاحموا عِنْده من سَائِر الْمذَاهب والفنون، وَيُقَال إِن مِمَّن أَخذ عَنهُ التقي الحصني أحد مَشَايِخ الْوَقْت. وزادت تصانيفه على الْمِائَة وغالبها صَغِير. وَمن محاسنها شرح الْقَوَاعِد الْكُبْرَى لِابْنِ هِشَام كتبه عَنهُ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء وزادت عدَّة كراريس بعض نسخه على الثَّلَاثِينَ وعتب على كاتبها لاستدعائه إِعْرَاض كثير من قاصري الهمم عَنهُ إِذا سمع أَنه فِي هَذَا الْمِقْدَار وَهَذَا عكس مَا وَقع لِابْنِ الملقن حَيْثُ عتب من كتب شَرحه على البُخَارِيّ فِي مجلدين مَعَ كَونه فِي عشْرين مجلدا، وَشرح كلمتي الشَّهَادَة والأسماء الْحسنى بل لَهُ الْمُخْتَصر فِي علم الْأَثر والمختصر الْمُفِيد فِي علم التَّارِيخ وَشرع فِي محاكمات بَين الْمُتَكَلِّمين على الْكَشَّاف وحاشية عَلَيْهِ مُسْتَقلَّة وعَلى شرح الْهِدَايَة وتلخيص الْجَامِع الْكَبِير وَالْمجْمَع وَكَذَا كتب على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والمطول وَشرح المواقف وَشرح الجغميني فِي الْهَيْئَة وسارت فَتَاوِيهِ الَّتِي يسْلك فِيهَا الْبسط والإسهاب والتوسع فِي الْمَعْقُول بِحَيْثُ لَا يحصل الْغَرَض مِنْهَا إِلَّا بتكلف وَرُبمَا لَا يحصل وَقد تصادم الْمَنْقُول فِي الْآفَاق، كل ذَلِك مَعَ الدّين التَّام والصيانة والعفة بِحَيْثُ امْتنع من إقراء بعض المردان فِي خلْوَة، وسلامة الصَّدْر والحلم على أعدائه وَالْكَرم وإكثاره الصَّدَقَة وَالْإِطْعَام واستحضار الْقُرْآن والبكاء الْكثير عِنْد سَمَاعه وَقُوَّة الاستنباط مِنْهُ وَالْوَجْه الْبَهِي والشيبة المنورة ومزيد الرَّغْبَة فِي إِلْقَاء الْعلم وَتَقْرِيره وَكَذَا فِي إطرائه وتعظيمه وَلَا يروج عِنْده غَالِبا إِلَّا من يسْلك مَعَه ذَلِك والإعراض عَمَّا يسلكه غَيره من التَّعْزِيَة والتهنئة إِلَّا فِي النَّادِر معتذرا بِعَدَمِ الْإِخْلَاص فِي ذَلِك وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي حسن الْعشْرَة والممازجة مَعَ أَصْحَابه ومداعبتهم وملاطفتهم لكنه لَا يعْتَرف لكبير أحد بِالْعلمِ، نعم كَانَ شَيخنَا عِنْده فِي الذرْوَة بِحَيْثُ أَنه أَنْشدني أبياتا فِي مدحه وأثبتها لي بِخَطِّهِ، وَوَصفه شَيخنَا على نسخته من شرح النخبة من تصانيفه بالشيخ الإِمَام الأوحد الْفَاضِل البارع جمال المدرسين مُفِيد الطالبين وَأذن لَهُ فِي رِوَايَته عَنهُ مَعَ جَمِيع مروياته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَلَو كَانَ طلق اللِّسَان كَانَ كلمة إِجْمَاع وَلَكِن كِتَابَته دَالَّة على توسعه فِي الْعُلُوم ومزيد استحضاره لَهَا وَإِن كَانَ بعض من قصر عَن حفظه أمتن فِي التَّحْقِيق مِنْهُ، وَهُوَ مِمَّن يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَرُبمَا ناضل عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا أبديت عِنْده شَيْئا من كَلِمَاته انزعج وَقَالَ هَذَا كفر صراح لَكِن حَتَّى يثبت عَنهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فقد صَار عَلامَة الدَّهْر وأوحد الْعَصْر ونادرة الزَّمَان وفخر هَذَا الْوَقْت والأوان الْأُسْتَاذ فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والهيئة والهندسة وَالْحكمَة والجدل والأكر والمرايا والمناظر مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْفِقْه والطب ومحفوظ كثير من الْأَدَب وَاسْتِعْمَال للنثر فِي كتاباته بل رُبمَا اخترع بعض الْعُلُوم، وَقد عظمه الْمُلُوك خُصُوصا ملك الرّوم ابْن عُثْمَان فَإِنَّهُ لازال يكاتبه بِمَا أثبت بعضه فِي مَكَان آخر وَيهْدِي إِلَيْهِ الْهَدَايَا السّنيَّة، وامتدحه غير وَاحِد من شعراء الْوَقْت كالشهاب المنصوري. وَقَالَ الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم الخالدي الْمَاضِي:
(لَك الله محيي الدّين بَحر مَكَارِم ... وبحر عُلُوم لَا يحاط عميقه)
(فيا مجمع الْبَحْرين قد فقت حاتما ... وَفِي الْفضل للنعمان أَنْت شقيقه)
وَكَانَ كثير الإجلال حَسْبَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر، وَلم يزل على جلالته ووجاهته إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الْمَرَض فِي أَوَائِل الْمحرم سنة تسع وَسبعين بالزحير وتوالي الإسهال بِحَيْثُ كَانَ يَعْتَرِيه غم بِسَبَبِهِ وَلَا يُمكن كَبِير أحد من الْجُلُوس مَعَه غَالِبا، ثمَّ مَاتَ بعد أَن سَمِعت مِنْهُ أَن السُّلْطَان عينه لمشيخة مدرسته فِي تتمات كتبتها فِي الوفيات وَغَيرهَا فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وَحمل نعشه حَتَّى صلى عَلَيْهِ بسبيل المؤمني باستدعاء السُّلْطَان لَهُ وشهوده الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش كَانَ أعده لنَفسِهِ وحوطه قبل مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام بجوار سَبِيل التربة الأشرفية كَانَ هُوَ يدْفن بِهِ الغرباء المترددين إِلَيْهِ وَنَحْوهم، وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف مثله رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

 

محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي البرعمي الشيخ العلامة أستاذ الأستاذين محيي الدين أبي عبد الله الكافيجي الحنفي، ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، واشتغل بالعلم أول ما بلغ، ورحل إلى بلاد العجم والتتر، ولقي العلماء الأجلاء، فأخذ عن الشمس الفنري، والبرهان حيدرة، وأخذ عنه الكثير من الفضلاء، له شرح قواعد الإعراب، وحاشية على المطول، توفي الشيخ شهيدا بالإسهال ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: 1/ 117- 118. ديوان الإسلام: 4/ 64

 

 

محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفي محيي الدين، أبو عبد الله الكافيجي:
من كبار العلماء بالمعقولات. رومي الأصل. اشتهر بمصر، ولازمه السيوطي 14 سنة. وعرف بالكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو. ولي وظائف، منها مشيخة الخانقاه الشيخونية. وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر.
له تصانيف، أكثرها رسائل، منها (مختصر في علم التاريخ - خ) و (أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة - خ) و (منازل الأرواح - خ) و (معراج الطبقات - خ) و (قرار الوجد في شرح الحمد - خ) و (نزهة المعرب - خ) في النحو، و (التيسير في قواعد التفسير - خ) و (حل الإشكال - خ) في الهندسة، و (الإحكام في معرفة الإيمان والأحكام - خ) و (الإلماع بإفادة لو للامتناع - خ) و (جواب في تفسير: والنجم إذا هوى - خ) و (مختصر في علم الإرشاد - خ) و (الرمز - خ) في علم الأسطرلاب (شستربتي 1: 81) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

وَمِنْهُم الْمولى الْعَلامَة محيي الدّين الكافية جي
لقب بذلك لِكَثْرَة اشْتِغَاله بِكِتَاب الكافية فِي النَّحْو وَهُوَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سعد بن مَسْعُود الرُّومِي البرغمي قَالَ السُّيُوطِيّ شَيخنَا الْعَلامَة استاذ الاستاذ ابْن محيي الدّين ابو عبد الله الكافية جي ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ أول مَا بلغ ورحل الى بِلَاد الْعَجم والتبريز وَلَقي الْعلمَاء الاجلاء فَأخذ الْعُلُوم عَن شمس الدّين الفناري والبرهان حيدره وَالشَّيْخ وَاجِد وَابْن فرشته شَارِح الْمجمع وحافظ الدّين البزازي وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء والاعيان وَولي مشيخة الشيخونية لما رغب عَنْهَا ابْن الْهمام وَكَانَ اماما كَبِيرا فِي المعقولات كلهَا الْكَلَام وأصول الْفِقْه والنحو والتصريف والاعراب والمعاني وَالْبَيَان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بِحَيْثُ لَا يشق اُحْدُ غباره بِشَيْء من هَذِه الْعُلُوم وَله الْيَد الْحَسَنَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالنَّظَر فِي عُلُوم الحَدِيث والف فِيهِ وَأما تصانيفه فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَلَا تحصى بِحَيْثُ اني سَأَلته ان يُسَمِّي لي جَمِيعهَا لاكتبها فِي تَرْجَمته فَقَالَ اقدر على ذَلِك قَالَ ولي مؤلفات كَثِيرَة نسيتهَا فَلَا أعرف الان اسماءها وأكثرها مختصرات وأجلها وأنفعها على الاطلاق شرح قواعدالاعراب وَشرح كلمتي الشَّهَادَة وَله مُخْتَصر فِي عُلُوم الحَدِيث ومختصر فِي عُلُوم التَّفْسِير مُسَمّىبالتيسير قدر ثَلَاث كراريس وَكَانَ يَقُول انه اخترع هَذَا الْعلم وَلم يسْبق اليه وَذَلِكَ لَان الشَّيْخ لم يقف على الْبُرْهَان للزركشي وَلَا على مواقع الْعُلُوم للجلال البُلْقِينِيّ وَكَانَ صَحِيح العقيدة فِي الديانَات حسن الِاعْتِقَاد فِي الصُّوفِيَّة محبا لاهل الحَدِيث كَارِهًا لاهل الْبدع كثير التَّعَبُّد على كبر سنه كثير الصَّدَقَة والبذل لَا يبقي على شَيْء سليم الْفطْرَة صافي الْقلب كثير الِاحْتِمَال لاعدائه صبورا على الاذى وَاسع الْعلم جد لازمته ارْبَعْ عشرَة سنة فَمَا جِئْته من مرّة الا وَسمعت مِنْهُ من التحقيقات والعجائب مالم اسْمَعْهُ قبل ذَلِك قَالَ لي يَوْمًا مَا اعراب زيد قَائِم فَقلت قد صرنا فِي مقَام الصغار نسْأَل عَن هَذَا فَقَالَ لي فِي زيد قَائِم مائَة وَثَلَاثَة عشر بحثا فَقلت لَا أقوم من هَذَا الْمجْلس حَتَّى استفيدها فَاخْرُج لي تذكرتها فكتبتها مِنْهُ توفّي الشَّيْخ شَهِيدا بالاشهاد لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الاولى سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة هَذَا مَا ذكره السُّيُوطِيّ رَحمَه الله وَرَأَيْت للْمولى الْمَذْكُور رِسَالَة فِي مسئلة الِاسْتِثْنَاء لم يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة الا احصاها وَأورد فِيهَا لطائف لم تسمعها آذان الزَّمَان وَلَقَد طالعتها وانتفعت بهَا روح الله روحه

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.